تحليل نقاط القوة والضعف لدى حماس وإسرائيل من منظور الخبراء الغربيين
3/10/2024
–
|
آخر تحديث: 3/10/202406:00 م (بتوقيت مكة المكرمة)
<
div class=”wysiwyg wysiwyg–all-content css-1vkfgk0″ aria-live=”polite” aria-atomic=”true”>
باريس- مع دخول الحرب في غزة عامها الثاني، أصبحت ساحة القتال تمتد لتطال لبنان، مما أدى إلى تغيير بعض موازين الصراع الإقليمي وزيادة التحديات.
وفي هذا السياق، يشير خبراء عسكريون أوروبيون تحدثوا للجزيرة نت، إلى أن حركة المقاومة الفلسطينية حماس تواصل تطبيق استراتيجيتها الهجومية والدفاعية في الحرب، حيث تستفيد من نقاط قوتها مثل أنظمة الاتصالات التي يصعب اختراقها، بالإضافة إلى شبكة الأنفاق، بينما يتمتع الجيش الإسرائيلي بتفوق تقني ودعم أمريكي متميز.
من ناحية أخرى، يعاني الجيش الإسرائيلي من ضغوط اقتصادية متعددة وجبهات متعددة، في حين أن حماس وحزب الله اللبناني يفتقران إلى الحماية الجوية في سياق توقعات باستمرار الحرب على المدى الطويل مع دفع العديد من الأطراف ثمنًا باهظًا.
نقاط القوة والضعف
تمتلك الأنفاق الممتدة لأكثر من 600 كيلومتر تحت غزة مكانة بارزة كأحد عوامل القوة التي أصبحت بوابة للمقاومة الفلسطينية للتأثير على الجنود الإسرائيليين نفسيًا وعسكريًا.
وفي هذا الصدد، اعتبر العقيد المتقاعد الألماني رالف تيله، أن حفر هذه الأنفاق ونظام المعلومات الخاص بحماس أمر أساسي، مشيرًا إلى أهمية وجود نظام قيادة جيد يساعد على تنفيذ العمليات بشكل فعال وفق توقيتات محددة.
وأشار تيله، في حديثه للجزيرة نت، إلى صعوبة اكتشاف الأنفاق الثلاثية الأبعاد، حيث إن إسرائيل قد تواجه دوماً مفاجآت في هذا السياق، مما يتيح لحماس فرصة جيدة لتنفيذ هجمات مفاجئة.
أما بالنسبة للجيش الإسرائيلي، فهو يعتمد على تقنيات متقدمة تمكنه من التعامل مع المعلومات بشكل سريع ودقيق، مما يمنحه القدرة على تنفيذ استهدافات فعالة.
في المقابل، أشار الجنرال السابق في الجيش الفرنسي فرانسوا شوفانسي، إلى أن حماس تتمتع بتصميم قوي، ويتسم أعضاؤها بالتضحية، مما يمنحهم قدرة على مواجهة قوات الاحتلال بصورة فعالة.
كما اعتبر شوفانسي أن أولوية الجيش الإسرائيلي تكمن في تدمير حماس واستعادة المحتجزين لديها، مشيرًا إلى أن الضغوط المحلية والدولية قد تؤدي إلى توترات سياسية مستقبلية.
من جهة أخرى، سلط الخبير رالف تيله الضوء على قوة المعلومات التي تدعمها أمريكا، بما في ذلك التكنولوجيا المتقدمة مثل الرادارات والطائرات الموجهة، التي تقدم دعماً مهما للعمليات العسكرية الإسرائيلية.
وأكد أن هذه التكنولوجيا تساهم بشكل كبير في النجاح الذي تدعيه إسرائيل، مما يعني أن الدعم الأمريكي له تأثير أساسي في تحقيق هذا النجاح.
اختتم المتحدث بالقول إن حركة حماس وحزب الله يفتقران إلى الحماية الجوية الفعالة، وهو عامل حاسم في الاستعداد للنزاع المستمر وتحدياته المتزايدة.
تعدد الجبهات
شهدت الأيام الأخيرة تطورات بارزة في مسار الحرب، حيث قامت القوات الإسرائيلية بشن غارات جوية على مدينة الحديدة الساحلية في اليمن. ويأتي ذلك بعد يومين من اغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، والمزيد من التصعيد في منطقة كفرا بجنوب لبنان في 29 سبتمبر/أيلول، مما يعكس النزاع الدائر على عدة جبهات في المنطقة.
وأشار الخبير العسكري شوفانسي إلى أن هناك ثلاث جبهات برية تشمل غزة والضفة الغربية ولبنان، بالإضافة إلى جبهة رابعة في الأجواء وجبهة خامسة ممثلة في مراقبة إيران لأي هجوم محتمل. وأكد على أن وجود حاملات الطائرات الأميركية يعد جزءاً من الاستراتيجية الإسرائيلية لتفادي تدخل إيران، مما يدل على عمل استخباراتي مكثف جار منذ فترة طويلة لإحكام السيطرة على الموقف.
ومع ذلك، تبقى فعالية المراقبة الأميركية محل جدل بعد إطلاق إيران أكثر من 200 صاروخ باليستي نحو إسرائيل، مما أدى إلى إنذار عسكري في مختلف أنحاء البلاد ودفع الملايين من الإسرائيليين للاختباء في الملاجئ.
وعلى الرغم من تسريح عدد من الجنود الإسرائيليين لأسباب اقتصادية، إلا أن الخبير العسكري اعتبر أن الجيش لا يزال لديه قوة بشرية كافية، حيث يمكن أن يتجاوز عدد العناصر العسكرية 500 ألف عنصر، مما يمنحهم القدرة على التصدي لأي تهديد.
التحديات
تدرك إسرائيل أن توقف الاقتصاد يعني تراجع القدرة على تحمل تكاليف الحرب، حيث قدّرت تكاليف النزاع بنحو 50 مليار دولار خلال العام الماضي. وهو ما يشكل عبئاً ثقيلاً على الاحتلال الإسرائيلي الذي يستمر في مبررات عدوانه على غزة ولبنان تحت دواعٍ تتعلق بالدفاع عن النفس.
ورغم تشكيك الجنرال الفرنسي السابق، فرانسوا شوفانسي، في مزاعم واشنطن حول توقفها عن تسليم الأسلحة لإسرائيل، إلا أنه أكد أن القوات الإسرائيلية تمتلك قوة جوية تكفيها وقد لا تضطر لطلب الدعم الأميركي، لكنه حذّر من أن الدخول في حرب طويلة قد يتسبب في نضوب ذخيرتها.
في ظل غياب أي قرار لوقف إطلاق النار، لن يكون هناك حلول قريبة، ويُتوقع أن تستمر العمليات العسكرية لأشهر أو حتى لسنوات.