خبراء: عملية تل أبيب تكشف هشاشة الأمن الإسرائيلي وتفضح فشل سياساته
وأشار الخبير في الشؤون الإسرائيلية محمود يزبك إلى أن نجاح منفذ العملية في دخول تل أبيب من الضفة الغربية -إذا ثبتت صحة ذلك- يمثل إخفاقًا كبيرًا للأجهزة الأمنية الإسرائيلية التي تعهدت بتوفير الأمان للمواطنين.
وأضاف يزبك أن العملية تعزز الضغط والتوتر على المجتمع الإسرائيلي الذي يتوقع ضغوطًا من إيران وغيرها، مضيفًا أن هذه الحادثة زعزعت صورة الأمن الإسرائيلي وزادت من حالة الذعر لدى المواطنين، ما يدل على فشل وهشاشة المنظومة الأمنية.
على الرغم من أن وسائل الإعلام المحلية نقلت عن الشرطة الإسرائيلية أن منفذ العملية جاء من منطقة نابلس، إلا أن يزبك أشار إلى أن تصريحات وتحقيقات الشرطة تتسم بالتضارب، مؤكدًا أن هذا الأمر واضح في تصريحات الصحف التي تظل تشير إلى حدوث “عملية إجرامية” بين عصابات إسرائيلية.
من جهته، اتفق الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء واصف عريقات مع يزبك، مبينًا أن هذه العملية أثبتت ضعف الأمن الإسرائيلي، بالرغم من وجود 30 كتيبة عسكرية في الضفة الغربية، إضافة إلى الجدار الفاصل والمربعات الأمنية المحاطة بها.
حق المقاومه في الرد
كما أيد الكاتب والباحث ساري عرابي ما ذكره سابقيه، مشيرًا إلى أن إسرائيل قد طورت بنية أمنية ضخمة، لكنها ستظل معرضة للاختراق من نقاط معينة، مما يتيح للفلسطينيين تنفيذ عمليات مشابهة طالما استمرت في ارتكاب جرائمها بحقهم.
وأشار يزبك أيضًا إلى أن مثل هذه العمليات تؤدي إلى عدم استقرار الأمان الداخلي في إسرائيل، وهو ما يثير قلق القيادة السياسية والأمنية، كما أنها ستدفع الحكومة نحو زيادة الإجراءات الأمنية، لأنها تفتقر إلى إستراتيجية سياسية فعالة لمعالجة الوضع في غزة. وأوضح أن المجتمع الإسرائيلي يميل نحو اليمين أكثر كلما تعرض لضغوط.
وأفاد عريقات أنه من الطبيعي حدوث ردود فعل على الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها قوات الاحتلال، مشدداً على أن الاحتلال هو السبب الرئيس وراء عدم الاستقرار في المنطقة بسبب انتهاكاته في غزة وإيران ولبنان واليمن. وأكد أنه لا يمكن أن تمر هذه الانتهاكات دون حساب.
وشدد على ضرورة وقف المجازر الإسرائيلية، مبرزاً أن تلك العمليات لا تعبر عن مقاومة حقيقية بل هي استمرار لسلسلة من المجازر التي ارتكبتها عصابات من فترة الاحتلال.
ورأى عريقات أن على القيادات الإسرائيلية أن تدرك أن “الضغط يولد الانفجار”، مشيراً إلى أن مثل هذه العمليات لم تشهدها المنطقة منذ عشرين عاماً، وينبغي على إسرائيل توقع المزيد منها إذا استمرت في انتهاكاتها.
بينما دعا عرابي إلى التروي لحين الحصول على معلومات دقيقة حول العملية، إلا أنه أكد أن مثل هذه الحوادث جزء من تاريخ المقاومة، فقد كانت تُنفذ في مواجهة المجازر الإسرائيلية، مستشهداً بما قام به أعضاء حركة حماس رداً على المجزرة التي ارتكبها المستوطن باروخ غولدشتاين ضد المصلين في المسجد الإبراهيمي في الخليل عام 1994.
وأوضح الباحث السياسي أن هذه العمليات قد تطورت وأصبحت جزءًا أساسياً من مقاومة الاحتلال خلال الانتفاضة الثانية، وكانت ردًا على العنف المتزايد من قبل قوات الاحتلال ضد الفلسطينيين العزل الذين يتظاهرون. فقد كان جيش الاحتلال يطلق يوميًا أكثر من 35 ألف رصاصة حية، ولا تزال أعداد الضحايا في تزايد دائم.
رابط المصدر