إغلاق مكتب الجزيرة في فلسطين: خبير صحفي دولي يُدين القرار وينبه إلى تلاقيه مع السياسة الإسرائيلية
قرار السلطة الفلسطينية بإغلاق مكتب الجزيرة
اعتبر إيدن وايت، رئيس شبكة الصحافة الأخلاقية والأمين العام السابق للاتحاد الدولي للصحفيين، أن قرار السلطة الفلسطينية بإغلاق مكتب قناة الجزيرة في فلسطين هو قرار “صادم” يثير تساؤلات حول استقلالية السلطة الفلسطينية.
ومن المقرر أن يتم وقف بث قناة الجزيرة وتجميد أعمال مكتبها وعامليها في فلسطين بزعم مخالفة القناة القوانين الفلسطينية. وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن هذا القرار جاء بعد ما اعتبرته عبثاً من قبل الجزيرة وتدخلها في الشؤون الداخلية الفلسطينية، بالإضافة إلى بث مواد تحريضية وتقارير مضللة.
الربط بالتدخلات الإسرائيلية
أشار وايت خلال حديثه إلى أن توقيت القرار يتماشى مع الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة ضد قناة الجزيرة، حيث أوقفت إسرائيل عمل مكتب القناة في أراضيها والضفة الغربية. وهذا التزامن يثير مخاوف من أن السلطة الفلسطينية تتبع خطوات إسرائيل في استهداف القناة وصحفييها.
ردود الفعل على مزاعم السلطة
رداً على مزاعم السلطة بأن القرار جاء بسبب “عبث الجزيرة”، أكد وايت أن هذه المزاعم غير صحيحة. وأضاف أن تنظيم الإعلام ينبغي أن يشمل نقل الأخبار التي لا تتناسب مع وجهات نظر السلطة.
ولفت إلى التاريخ الطويل لقناة الجزيرة في الأراضي الفلسطينية، حيث عملت بمهنية واستقلالية لأكثر من عقدين. ورأى أن هذا القرار يمثل خطأ تاريخياً، داعياً السلطة الفلسطينية إلى إعادة النظر فيه.
التداعيات المحتملة
توقع وايت أن يتلقى هذا القرار ردود فعل قوية من المجتمع الدولي، خاصة من المدافعين عن حقوق الإنسان ومنظمات حرية الصحافة. كما أعرب عن أمله في أن يمارس حلفاء السلطة الفلسطينية الضغط عليها لإعادة النظر في هذا القرار، مؤكدًا أن دعماً فعلياً للمبادئ الديمقراطية يتطلب احترام حرية الصحافة.
اختتم وايت بالتأكيد على أن هذا القرار سيؤثر سلبًا على القضية الفلسطينية وعلى مصداقية السلطة الفلسطينية، مشددًا على أن حركة دعم فلسطين تحتاج إلى مزيد من العمل الصحفي المهني، وليس إلى محاولات قمع وسائل الإعلام.