في خطوة جديدة، قدم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي «خطة النصر» ذات الخمس نقاط أمام البرلمان، مع تأكيده على عدم قبوله بأي تنازل عن الأراضي الأوكرانية التي تحتلها روسيا، وضرورة الانضمام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) وزيادة الدعم الغربي لأوكرانيا. وفي رد فعل سريع، قلل الكرملين من أهمية الخطة واعتبرها «عابرة». يسعى زيلينسكي للحصول على موافقة الشركاء الغربيين بشأن خطته، إلا أنهم لم يعلنوا دعمهم لها بعد.
### خطة زيلينسكي تتطلب دعم الشركاء
أكد زيلينسكي، في كلمته يوم الأربعاء، أن خطته ربما تساهم في تحقيق السلام خلال العام المقبل، إلا أنها تتضمن بندًا لم يوافق عليه العديد من الحلفاء الغربيين، وهو انضمام أوكرانيا للناتو قبل انتهاء الصراع. وأوضح للنواب والقيادة العسكرية أنه يعتمد بشكل كبير على دعم الشركاء، مشددًا على أهمية دفع المعارك إلى أراضي العدو لكي يدرك الشعب الروسي طبيعة الحرب القائمة.
### مواقف الكرملين والعمليات العسكرية
سيطرت القوات الروسية على نحو خمس الأراضي الأوكرانية منذ بداية الغزو، وأكد زيلينسكي في كلمته أنه يستبعد احتمال تقديم تنازلات مقابل السلام، رافضًا تجميد النزاع. وصرح بوضوح: «على روسيا أن تخسر الحرب. لا يعقل تجميد القتال أو تبادل أراضٍ». في الوقت نفسه، أكدت وزارة الدفاع الروسية انتزاع السيطرة على قريتين جديدتين في شرق أوكرانيا، مما يعكس تقدم الجيش الروسي في المنطقة.
### انتقادات لعدة دول
انتقد زيلينسكي في كلمته الصين وإيران وكوريا الشمالية لدعمهم روسيا، متهمًا بيونغ يانغ بإرسال مواطنيها للقتال في صفوف القوات الروسية. كما رفضت أوكرانيا مقترحات أخرى لإنهاء الحرب من دول مثل البرازيل والصين، بسبب نقص الضمانات لأمنها.
### تسعى للحصول على الدعم الأوروبي
في الوقت نفسه، سعى زيلينسكي للحصول على دعم القادة الأوروبيين، حيث يعتبر الدعم من واشنطن مهمًا قبل الانتخابات الأمريكية المقبلة. وأعرب زيلينسكي عن الحاجة لتحديد آليات للدفاع في المستقبل، بما في ذلك نشر «حزمة ردع استراتيجية غير نووية» في أوكرانيا بالتعاون مع الدول الكبرى.
### ألمانيا تعلن استعدادها للحوار
في سياق متصل، أبدى المستشار الألماني أولاف شولتس استعداده للتحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول إمكانية إقامة «سلام عادل» في أوكرانيا. وأكد على وجوب أن تكون أي قرارات تأخذ بعين الاعتبار مصالح أوكرانيا وتنسق مع الشركاء الرئيسيين.
### الدوافع وراء التصعيد في القتال
أثنى شولتس على أهمية التفاوض، مشيرًا إلى أن العديد من الجنود الروس يسقطون ضحايا للسياسات الإمبريالية لبوتين، وهذا ما لا يجب أن يتكرر في أوروبا. في الوقت ذاته، أكدت روسيا تقدمها العسكري في شرق أوكرانيا مع تزايد السيطرة على مناطق جديدة.
### تدمير القرية الصغيرة واشتداد القتال
أظهرت الصور الجوية أن القرية الصغيرة تعرضت تقريبًا للتدمير الكامل. وقد أعلنت موسكو عن السيطرة على البلدتين، في وقت عرض فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رؤيته لإنهاء القتال الذي مستمر منذ أكثر من عامين أمام البرلمان في كييف.
### إجلاء المواطنين مع تصاعد الهجمات
تسارعت أوكرانيا لإجلاء عشرات الآلاف من المواطنين في مدينتي بوكروفسك وميرنوغراد بسبب تقدم القوات الروسية. كما أصدرت السلطات الأوكرانية أوامر بإخلاء مدينة رئيسية وثلاث تجمعات سكنية أخرى في منطقة خاركيف شمال شرق البلاد، نتيجة اقتراب القوات الروسية وصعوبة توفير الخدمات خلال فصل الشتاء المقبل. وشمل هذا الأمر مدينة كوبيانسك، التي تعتبر نقطة حيوية للسكك الحديدية، وبلدة بوروفا القريبة من مدينة إيزيوم، التي تعد مركزًا لوجستيًا رئيسيًا.
### الوضع في كوبيانسك
تمكنت القوات الروسية من السيطرة على كوبيانسك خلال الأسابيع التي تلت غزو أوكرانيا في فبراير 2022، إلا أن القوات الأوكرانية استعادت السيطرة عليها لاحقًا في نفس العام. وفي تصريحات حاكم خاركيف، أوليه سينيهوبوف، التي بثتها وسائل الإعلام الوطنية، أكد أن أمر الإخلاء إلزامي، مشيرًا إلى أن الوضع في قطاع كوبيانسك هو الأصعب، حيث لم يعد بإمكانهم ضمان عودة خدمات الكهرباء والتدفئة والمياه بسبب القصف المتواصل.
### استمرار النزاع والمعارك الدائرة
أكد سينيهوبوف أن فرق الإصلاح تتعرض للقصف من قبل القوات الروسية، مشيرًا إلى أن هيئة الأركان العامة للجيش الأوكراني سجلت 19 معركة بالقرب من كوبيانسك خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، مع استمرار سبع معارك حتى الآن. وأضاف أن مراكز إجلاء تم إنشاؤها في خاركيف، ولا يزال هناك أربعة آلاف من السكان معرضين للخطر على الضفة الشرقية لنهر أوسكيل وثلاثة آلاف آخرين في الجهة الغربية.
