إدارة بايدن وتأثيرها أثناء القمة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة
آمال لإرث دبلوماسي وسط صراعات متصاعدة
دخلت إدارة الرئيس جو بايدن هذا الأسبوع إلى القمة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة بآمال كبيرة في تأكيد إرثه كدبلوماسي دولي. يأتي ذلك وسط تصاعد النزاعات في الشرق الأوسط وأوكرانيا، لكن خمسة أيام من الدبلوماسية المكثفة كانت موجهة بشكل رئيسي لمنع أزمة إسرائيل وحزب الله من التحول إلى حرب واسعة النطاق، وقد أسفرت عن نتائج ضئيلة، إن لم تكن معدومة، ما زاد الأمور تعقيداً.
تفاؤل في وقف إطلاق النار يتلاشى
على الرغم من اقتراح الولايات المتحدة وفرنسا ودول أخرى بفرض وقف مؤقت لإطلاق النار على الحدود مع لبنان، ألقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطاباً تحدّياً أمام الجمعية العامة يوم الجمعة، مؤكدًا على استمرارية العمليات ضد حزب الله حتى يتمكن عشرات الآلاف من المواطنين الإسرائيليين الذين نزحوا بسبب الهجمات الصاروخية من العودة إلى ديارهم.
استمرار الهجمات الإسرائيلية
بينما كان نتنياهو يتحدث، نفذت إسرائيل قصفًا كبيرًا على المقر الرئيسي لحزب الله في بيروت، مستهدفةً قائد الحزب حسن نصر الله. أدى ذلك إلى اختصار زيارة نتنياهو إلى نيويورك بشكل مفاجئ والعودة إلى بلاده دون أي لقاء مع المسؤولين الأمريكيين.
ردود فعل الولايات المتحدة على الهجمات
صرح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للصحفيين بأن “إسرائيل تملك الحق في الدفاع عن نفسها ضد الإرهاب. لكن الطريقة التي تفعل بها ذلك تهم”. وأشار إلى أن البنتاغون ومجلس الأمن القومي الأمريكي لم يتلقوا تنبيهات مسبقة عن الهجوم.
التحديات الدبلوماسية في المنطقة
وحذر بلينكن من أن الطريق نحو الدبلوماسية قد يبدو صعبًا في الوقت الحالي، إلا أنه لا يزال موجودًا. فيما أكد الوضع الذي يعكس حدود التأثير الأمريكي مع تراجع نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة عقب الحرب التي شنتها إسرائيل على حماس قبل نحو عام.
التوترات بين الولايات المتحدة وإسرائيل
تواجه إدارة بايدن انتقادات لأسلوبها في التعاطي مع الصراع المتصاعد في الشرق الأوسط. يُعتقد أنها أصبحت عالقة في وضع غير مريح حيث يُطالب كبار المسؤولين فيها بوقف إطلاق النار بينما تواصل إسرائيل استهداف القادة البارزين في حزب الله، الذين تلقي عليهم اللوم في النزوح الكبير للمدنيين الإسرائيليين.
الجدير بالذكر، أن غولدبرغ، أحد المستشارين البارزين في المؤسسة، أشار إلى تناقض الوضع حيث أن الولايات المتحدة كانت تطالب حزب الله بوقف إطلاق النار في الوقت الذي كانت فيه إسرائيل تستهدف مركز القيادة الخاص به.### تأثير ضعف الولايات المتحدة على الساحة الدولية
عُقدت بداية هذا الأسبوع عدة اجتماعات من قبل كبار المسؤولين الأمنيين الدوليين في إدارة بايدن، وذلك لبناء دعم لاستثمار الهدنة لمدة 21 يومًا بين إسرائيل وحزب الله، مع أمل في إحياء الجهود المتعثرة لتحقيق اتفاق هدنة في غزة.
اجتماعات مكثفة
التقى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بوزراء خارجية دول أوروبية ودول الخليج، بالإضافة إلى مستشار نتنياهو الاستراتيجي، رون ديرمر. كما عقد كل من بريت مكغورك وأموس هوشتاين، المكلفين من البيت الأبيض بالتواصل مع إسرائيل ولبنان منذ الهجمات التي شنتها حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، اجتماعات مماثلة في نيويورك للحصول على دعم لخطتهم.
خلافات حول التوقيت
بعد ثلاثة أيام من المحادثات المكثفة، تم طرح الاقتراح في وقت متأخر من يوم الأربعاء. أعرب الأمريكيون عن انزعاجهم من قرار فرنسا دعوة مجلس الأمن الدولي لاجتماع طارئ حول لبنان، حيث قدم وزير الخارجية الفرنسي خطوط الاقتراح الذي لم يكتمل بعد، بينما كان بايدن يستضيف استقبالًا لقادة العالم في متحف المتروبوليتان. وهذا الوضع أجبر الولايات المتحدة على الإعلان عن الخطة قبل أن يعتقد العديد من المسؤولين أنها جاهزة.
الردود الأمريكية وتوقعات إسرائيل
أصدر البيت الأبيض الخطة بعد أربع ساعات من بدء اجتماع مجلس الأمن. ثم قدم المسؤولون الأمريكيون تقييمات متفائلة بشأن فرص نجاحها، على الرغم من اعتراض بعض أعضاء إدارة بايدن الذين نصحوا بالتروّي. وقد كانت توقعات بلينكن والدبلوماسيين الآخرين بأن إسرائيل ستدعم الخطة على الأقل، إلا أن نتنياهو بدا وكأنه يرفضها عند وصوله إلى نيويورك يوم الخميس، لكنه أوضح لاحقًا أن إسرائيل تدعم أهداف الهدنة.
موقف نتنياهو في الأمم المتحدة
خلال خطابه في الأمم المتحدة يوم الجمعة، انتقد نتنياهو معظم دول العالم لمحاولتها دفع بلاده إلى قبول وضع غير مقبول على حدودها الشمالية، حيث قال: “سنستمر في تقويض حزب الله حتى نحقق جميع أهدافنا”. وأكد أن إسرائيل قد استهدفت مقر حزب الله مؤخرًا، مضيفًا: “لقد جئت إلى هنا اليوم لأقول: يكفي يكفي”.
توجيهات بايدن للعمليات العسكرية
بعد عودته إلى واشنطن ليلة الأربعاء، أمر بايدن وزارة الدفاع “بتقييم وتعديل وجود القوات الأمريكية في المنطقة حسب الضرورة لتعزيز الردع وضمان حماية القوى ودعم جميع الأهداف الأمريكية”.
مراسل: مدهاني من شاطئ ريهوبوث، ديل.