خوف وجوع ودواء ينفد.. ثالوث يهدد أصحاب الأمراض المزمنة بجباليا
قبل العملية العسكرية الإسرائيلية التي تستهدف منذ أسبوعين تقريبا المخيم ومحيطه، كان الرجل الستيني يحصل بشكل دوري على علاجه من أحد المراكز الصحية المنتشرة داخل المخيم.
ومع بدء العملية العسكرية توقف عمل جميع المراكز الصحية والنقاط الطبية بتلك المنطقة، والتي كانت تقدم خدمات الإسعاف الأولي والعناية بالحالات المرضية المزمنة وتقدم لهم العلاج المناسب بشكل دوري.
وفي حديثه للأناضول، قال عودة: إن انقطاع العلاج زاد من تفاقم حالتي الصحية والنفسية، وأنا قلق جدا من الأيام المقبلة إذا لم أتمكن من الحصول على الدواء، مطالبا الجهات الدولية الصحية للتدخل العاجل وتأمين أدوية الأمراض المزمنة.
وأضاف أنه كان يتناول العلاج مرتين يوميا للحفاظ على مستوى السكر في الدم حتى لا يتعرض لنوبات إغماء ووهن عام بالجسم.
وفي السادس من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أعلن الجيش الإسرائيلي بدء اجتياحه شمال قطاع غزة بذريعة منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة، بينما يقول الفلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلال المنطقة وتهجير سكانها.
ووفق منظمة الصحة العالمية، يعيش نحو 350 ألف شخص مصاب بالأمراض المزمنة في قطاع غزة.
وتقول المنظمة إن نقص الأدوية الأساسية وإغلاق المرافق الصحية يؤدي إلى خطر يتهدد 52 ألف مصاب بالسكري و45 ألف مصاب بالربو و45 ألف مصاب بأمراض القلب والأوعية الدموية و225 ألف مصاب بارتفاع ضغط الدم.
حياة مهددة
وخلال حديثه للأناضول يتابع عودة أنه منذ انقطاع العلاج صار يشعر كثيرا أنه على وشك الإغماء كما أن حركته أصبحت محدودة خوفا من سقوطه أرضا وشعوره بعدم الاتزان.
وطالب الجهات الصحية الدولية بضرورة التدخل العاجل وإدخال علاجات الأمراض المزمنة وتمكين المرضى من استلامها عبر نقاط طبية تنتشر في مناطق شمال قطاع غزة.
مأساة صحية أخرى تعيشها الفلسطينية المُسنة آمال الشنباري والنازحة في أحد مراكز الإيواء بمنطقة مشروع بيت لاهيا شمالي قطاع غزة والتي تعاني الحصار الإسرائيلي منذ 14 يوما.
يقول أحمد نجل المسنة البكر لوكالة الأناضول: والدتي تعاني دائما من اضطراب في ضغط الدم لديها وهذا مرض مزمن تتلقى له العلاج منذ سنوات طويلة. قبل العملية العسكرية الأخيرة، كنت أحصل بصعوبة بالغة على العلاج لوالدتي وبعد العملية صار الأمر شبه مستحيل لأن كل النقاط الطبية والمراكز الصحية مغلقة والصيدليات التجارية أيضا.
ولفت في حديثه إلى أن المستشفيات التي باتت تعمل في شمال قطاع غزة هي فقط المستشفيات الكبرى الثلاثة (كمال عدوان والإندونيسي والعودة) وتقدم خدماتها لحالات الطوارئ فقط ولا توفر الخدمات لأصحاب الأمراض المزمنة.
وحذّر الشنباري من أن استمرار حرمان والدته من علاجها يهدد حياتها لا سيما مع حالة نقص الغذاء التي يعيشها المحاصرون في شمال قطاع غزة والمياه الملوثة التي يضطرون لشربها.
خوف وجوع ونفاد دواء
بخلاف محمد عودة وآمال، يعاني الفلسطيني تيسير المدهون هو الآخر من أمراض مزمنة أبرزها السكري وضغط الدم، ولا يزال محاصرا في مخيم جباليا مع استمرار العملية العسكرية.
وقال لمراسل الأناضول: نعاني نقصا في الغذاء بشكل كبير ونشرب المياه الملوثة ولا يتوفر دواء للأمراض التي أعاني منها.
ولفت إلى أنه مع نقص الغذاء والدواء بات يشعر أنه يفقد شيئا من صحته وقوته في كل دقيقة.
وأكد المدهون أن معظم الأدوية التي كانت لديه نفدت ولم يتناول أيا منها منذ أيام وهو ما ينذر بخطر شديد على صحته وبدأ الشعور به منذ أيام.
ويتابع في الوضع الطبيعي كان نقص الدواء ليوم واحد يقعدني بالفراش لأيام، فكيف سيكون الحال بهذا الوضع الذي يسيطر فيه الخوف والجوع!.
ودعا المدهون المؤسسات التي تهتم بعلاج حالات الأمراض المزمنة بالتدخل الفوري لإنقاذ حياته وحياة مئات المرضى المحاصرين في منطقة جباليا ومحيطها قبل فوات الأوان.
ومنذ أسبوعين، يواصل الجيش الإسرائيلي الحصار والتجويع شمال قطاع غزة، خاصة في بلدة جباليا ومخيمها، حيث يفرض حصارا خانقا وتجويعا، تحت قصف دموي مستمر ونسف بيوت فوق رؤوس ساكنيها.
وهذه العملية البرية الثالثة التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في مخيم جباليا منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
رابط المصدر