داخل حلب: أول مدينة تسقط بيد الثوار السوريين

Photo of author

By العربية الآن

داخل حلب: المدينة الأولى التي سقطت بيد المتمردين السوريين

إزالة رموز النظام

في وسط مدينة حلب، تم إحراق لوحة إعلانات ضخمة في الساحة الرئيسية تحمل صورة الرئيس بشار الأسد، وهي كانت تمثل إحدى سمات المدن والقرى السورية. وقد تم إزالتها تمامًا. كما أزيلت الأعلام الوطنية الحمراء والبيضاء والسوداء التي كانت تزين أعمدة الإنارة، واستُبدلت بما يُعرف بـ “علم الاستقلال”. وعلى بعد خطوات من مبنى البلدية، تم إنزال لافتة عملاقة تحمل صورة الأسد، وكانت هناك أخرى تحمل وجهه المثقوب بالرصاص، رغم بقاء تلك اللافتة لأسباب غير واضحة.

التخلص من آثار العائلة الحاكمة

في جميع أنحاء حلب، بدا أن السكان والسلطات الجديدة يتوقون للتخلص من أي شيء يرمز إلى عائلة الأسد – بشار الذي تولى السلطة عام 2000 بعد وفاة والده حافظ الذي حكم لمدة 29 عامًا. عدت إلى حلب للمرة الأولى كطالب في عام 2008، وكنت أرى صور الأسد واضحة في الساحات العامة والشوارع والمباني الحكومية؛ والآن، يبدو أنها قد أزيلت أو دُمرت جميعًا.

بداية جديدة في حلب

تعتبر حلب أول مدينة كبرى تسيطر عليها المتمردون المدعومون من الإسلاميين، في هجومهم المذهل الذي أسقط الأسد وأشاع الحرية في البلاد بعد خمسة عقود من القمع؛ على الأقل حتى الآن. أحد أولى الأمور التي قاموا بها كان إسقاط تمثال ضخم للراحل باسل، شقيق الرئيس، كما تم تخريب تمثال لحافظ.

أجواء ما بعد الحرب

كانت حلب يوماً ما مركزًا تجاريًا مزدهرًا، لكنّها شهدت معارك شرسة بين مقاتلي المعارضة والقوات الحكومية خلال الحرب الأهلية التي بدأت في عام 2011 عندما قمع الأسد بشدة احتجاجات سلمية تطالب بإسقاطه. ونتيجة لذلك، سقط الآلاف من الضحايا، وهرب عشرات الآلاف من البلاد.
الآن، مع غياب الأسد، بدأ الكثيرون في العودة من مختلف أنحاء سوريا وحتى من الخارج.

عودة الحياة إلى حلب

تعود الحياة شيئًا فشيئًا إلى الساحات العامة في حلب، حيث بدأت مظاهر الازدحام تعود وتكتظ مرة أخرى بالسكان.

ذكريات الحرب في حلب الشرقية

كانت حلب الشرقية، وهي معقل للمعارضة، محاصرة من قبل القوات الموالية للنظام وتعرضت لقصف مكثف من الطائرات الروسية في بداية الحرب. في عام 2016، استعادت القوات الحكومية السيطرة على المدينة، وهو انتصار اعتُبر حينها نقطة تحول في النزاع.

رغم مرور السنوات، لا تزال المباني مدمرة والركام ينتظر من يجمعه. ولقد جعل عودة قوات الأسد من العودة إلى المدينة أمراً محفوفاً بالمخاطر بالنسبة لأولئك الذين فروا منها – حتى الآن.

الرجوع إلى الوطن بعد سنوات من النزوح

قال محمود علي، البالغ من العمر 80 عامًا: “عندما سقط النظام، تمكنا من رفع رؤوسنا”. لقد غادر محمود مع عائلته حلب في عام 2012، وانتقلوا إلى إدلب في شمال غرب البلاد، والتي كانت، حتى أسبوعين مضيا، معقلًا للمعارضة تحت إدارة هيئة تحرير الشام.

وتابع محمود: “لقد عشنا في قبضة قمع نظام الأسد. كل من يطلب حقوقه كان يُزج به في السجن. لقد احتججنا بسبب القمع الشديد الذي تعرضنا له نحن، الناس الفقراء”.

آمال ورعب في مستقبل سوريا

تؤكد ابنته، سمر، البالغة من العمر 45 عامًا، أنها واحدة من الملايين الذين عاشوا تحت حكم آل الأسد. قالت: “لم يجرؤ أحد على الكلام بسبب رعب النظام”. وتابعت: “لقد حُرم أطفالنا من كل شيء، ولم يكن لديهم طفولة”.

مما لا يصدق أن تُعبّر هذه المشاعر بحرية في بلد لا يحتمل المعارضة، فالمخابرات، المعروفة بالمخابرات، كانت موجودة في كل مكان وتراقب الجميع، وكان النقاد يُختفون أو يسجنون حيث يتعرضون للتعذيب والقتل.

التغيير في الشوارع

في جميع أنحاء حلب، وضعت السلطات الجديدة لوحات إعلانات بها صورة لسلاسل حول رسغين مكتوب عليها: “تحرير المعتقلين دين في أعناقنا”.

قالت سمر: “نحن سعداء، لكن لا زال هناك خوف. لماذا لا نعيش في سعادة كاملة؟ لأنه الخوف الذي زرعه النظام في داخلنا”. وأكد شقيقها أحمد أنه يمكن أن تُسجن لمجرد قول أشياء بسيطة. لكنه أضاف: “سأكون سعيدًا، لكنني ما زلت قلقًا، ولكننا لن نعيش تحت القمع مرة أخرى”.

استعادة الوطن وإعادة الإعمار

عائلة محمود تعيش في شقة صغيرة، حيث كانت الكهرباء متقطعة والتدفئة غير موجودة. والآن بعد أن عادوا، هم في حيرة حول ما ينبغي عليهم فعله مثل الكثيرين من أمثالهم. يُقدّر أن أكثر من 90% من السكان في سوريا يعيشون في فقر، وهناك مخاوف أوسع نطاقًا حول كيفية إدارة هيئة تحرير الشام للبلاد، التي بدأت كفرع للقاعدة.

قالت امرأة تعيش في شقة مجاورة: “لا يمكن لأحد أن يأخذ سعادتي. لا أزال لا أصدق أننا عدنا. حفظ الله من استعاد البلاد”. وفي الساحة الرئيسية، قال لي رجل: “آمل حقًا أن ننجح، وأن لا يعود العنف والظلم”.

في شقة محمود، وُضعت ورقة بيضاء تحمل علم الاستقلال، مع نجومه الأربعة الحمراء، على طاولة القهوة في غرفة المعيشة. وقالت سمر: “لا نزال لا نصدق أن الأسد قد رحل”.

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.