الصين تعيد صياغة دبلوماسيتها.. هل ينهض تنينها النائم؟
اعتبرت الصين، خلال الأيام الماضية، تحرك حاملات طائراتها قرب تايوان أمراً طبيعياً، بعد إعلان الجزيرة ذات الحكم الذاتي عن عبور سفينة لياوينغ التابعة لبكين للمضيق، والذي اعتبرته تايوان “عملاً حربياً”. هذا التصرف يعكس تغيراً جدياً في أسلوب الصين الدبلوماسي، حيث انتهت فترة “دبلوماسية الظل” للزعيم السابق دنغ شياوبينغ، لتبدأ حقبة جديدة تتسم بالجرأة.
### صعود استراتيجية “الذئب المحارب”
تحت قيادة الزعيم الحالي شي جين بينغ، تتبنى الدبلوماسية الصينية أسلوباً أكثر صدراً، مؤكدةً على الحاجة لخلق صدمات إيجابية في النظام الدولي بدلاً من الإخفاء. ويدل التصريح الذي أطلقه السفير السابق لدى بريطانيا ليو سياو مينغ حول دبلوماسية “الذئب المحارب” على تقارب هذا المنهج مع الدعوة لتعزيز الاستعداد العسكري.
قام الجيش الصيني بتنفيذ مناورات عسكرية كبيرة حول تايوان، في خطوة اعتبرتها بكين جزءًا من اختبار القدرات العملياتية للقوات.
### روسيا والصين: شراكة في مواجهة الغرب
في حين أن روسيا تسعى لدعم الصين عبر تحالفات جديدة، فإنها لم تنجح في استثارة الدب الصيني من سباته. فالصين تحتاج إلى المنافسة مع الولايات المتحدة، التي بدورها لا تساعد الصين على تأمين موقفها في النظام العالمي.
### هل يستيقظ التنين؟
ومع تزايد الأحداث العالمية، لا تبدو الأولويات الصينية مطابقة لاحتياجات حلفائها كما هو الحال مع روسيا. الصين في وضع يشجعها على التركيز على تعزيز اقتصادها دون الدخول في صراعات مباشرة. التقارير تشير إلى أن الصين قد تأخذ وقتها في الاستجابة للأحداث الكبرى، في ظل الحاجة للعلاقات مع الغرب.
### الصمت الاستراتيجي
يشير الكثيرون إلى أن هدوء الصين يأتي نتيجة عدم استعدادها لخوض أي صراع مالي عالمي في الوقت الحالي، لذا فهي تفضل تعزيز وضعها الاقتصادي الداخلي بدلاً من الدخول في مواجهة مباشرة.
ويبدو أن بكين ترغب في تأجيل استيقاظ تنينها حتى تكتمل جاهزيتها، ما يعني أن التنين ربما يبقى نائماً لفترة أطول مما يعتقد البعض، في ظل مختلف التحديات التي تواجهها.