دراسة: المضادات الحيوية في الطفولة تسبب الحساسية
اكتشافات جديدة في دراسة الحساسية
في دراسة نُشرت مؤخرًا، قام فريق من كلية الهندسة الطبية الحيوية بتحديد سلسلة من الأحداث المرتبطة بتطور الحساسية والربو، مما فتح المجال أمام استكشاف أساليب جديدة للوقاية والعلاج.
يساعد الفهم الجديد هذا المرضى في البحث عن حلول أكثر فعالية وطويلة الأجل، والتي تعالج الجذور الكامنة للمشكلة، مما يمكن أن يؤدي إلى إدارة أفضل للحساسية وربما تجنبها نهائياً.
تأثير البكتيريا والمضادات الحيوية
قال الدكتور كيلي مكناجني، المؤلف الرئيسي والباحث في الفريق، إن “أبحاثنا توضح تأثير بكتيريا الأمعاء والمضادات الحيوية على جهاز المناعة لدى حديثي الولادة، مما يزيد من احتمالية الحساسية. هذا الاكتشاف يغير فهمنا للأمراض المزمنة وقد يكون له تأثير طويل الأمد على القابلية للإصابة بها في مرحلة البلوغ”.
الحساسية كاستجابة مفرطة للجهاز المناعي
تحدث الحساسية نتيجة استجابة مفرطة من الجهاز المناعي للمواد غير الضارة مثل حبوب اللقاح أو وبر الحيوانات. هذه الحساسية تُعد من الأسباب الرئيسية التي تدفع الأطفال لزيارة الطوارئ.
تتكون استجابة الحساسية عندما يُخطئ الجهاز المناعي في تصنيف مادة غير ضارة كتهديد، مما يؤدي إلى ظهور أعراض مثل العطس والحكة.
دور البيوتيريت في حماية الجهاز المناعي
الأطفال غالباً ما يحصلون على مضادات حيوية بعد الولادة لمواجهة الالتهابات، لكن هذه المضادات تؤدي إلى تقليل تنوع الجراثيم المفيدة في الأمعاء. وبعض هذه الجراثيم تنتج مركبًا يُعرف بالبيوتيريت، الذي يلعب دورًا هامًا في تنظيم استجابة المناعة.
توصلت الدراسات التي أشرف عليها الدكتور مكناجني إلى أن الرضع الذين لديهم مستويات منخفضة من البكتيريا المنتجة للبيوتيريت هم أكثر عرضة لتطوير الحساسية، ويمكن التخفيف من هذا عن طريق تقديم البيوتيريت كمكمل في مراحل مبكرة من الحياة.
الفرصة للوقاية من الحساسية
باستخدام نماذج الفئران، أوضح الباحثون كيف تعمل هذه العملية. تلك الفئران التي فقدت بكتيريا أمعائها ولم تحصل على مكمل البيوتيريت طورت استجابة مناعية مفرطة، مما يساهم في خطر الإصابة بالحساسية.
تم اكتشاف نوع معين من الخلايا المناعية يُعرف بالخلايا الليمفاوية الفطرية من النوع 2، والتي تساهم في الاستجابة المناعية المفرطة.
التوجهات المستقبلية في معالجة الحساسية
يجب تقديم البيوتيريت خلال فترة زمنية محدودة بعد الولادة لضمان فعاليته في الحد من تطوير خلايا المناعة المفرطة. حالما يتم تجاوز هذه الفترة، تبدأ الاستجابة المناعية في الزيادة وتبقى مدى الحياة.
الآن، يمتلك الباحثون مجموعة من الأهداف المحتملة لإيقاف هذه السلسلة، حتى بعد انتهاء فترة المكملات.
أشار المؤلف الأول، أحمد قابل، إلى أنهم يمكنهم الآن تحديد متى يكون المريض معرضًا لتطوير الحساسية من خلال مراقبة مستويات الخلايا الليمفاوية الفطرية من النوع 2، مما يساعد في استهداف تلك الخلايا بدلاً من الاعتماد على المكملات الغذائية.
كما أضاف الدكتور مكناجني وزميله الدكتور مايكل هيوز، أن العلاجات الحالية مثل مضادات الهيستامين تقلل الأعراض ولكنها لا تعالج السبب الأساسي للحساسية. الخطوة التالية هي استهداف الآليات التي تساهم في تلك الحساسية بشكل مستقل.
رابط المصدر