القصير: «دويلة» حزب الله السورية تتعرض للهجمات الإسرائيلية
لم تقتصر الهجمات الإسرائيلية على قصف المعابر الشرعية وغير الشرعية بين لبنان وسوريا، بل امتدت عمليات القصف لتطال الريف الغربي لمحافظة حمص، حيث تركزت الغارات مؤخراً على مدينة القصير وأطرافها، التي تبعد حوالي 20 كيلومتراً عن الحدود اللبنانية. أسفرت الغارات عن تدمير عدد من الجسور، من بينها الجسر الرئيسي على نهر العاصي، الذي يُعتبر ممرّاً أساسياً بين المدينة والبلدات المحيطة. كما تم تدمير طرق رئيسية وفرعية وحواجز عسكرية للنظام السوري. وقد أعلن الجيش الإسرائيلي أن غاراته الأخيرة استهدفت الطرق المتصلة بالجانب السوري من الحدود مع لبنان، والتي تُستخدم في تهريب الأسلحة إلى حزب الله.
موقع استراتيجي يثير الاهتمام
تحوّلت مدينة القصير وضواحيها في الأسابيع الأخيرة إلى هدفٍ للغارات الإسرائيلية، نظراً لأهميتها الاستراتيجية لحزب الله. فقد خاض الحزب أولى معاركه في سوريا هناك، بعد أن تمكن من السيطرة على المنطقة في منتصف يونيو 2013، مما أدّى إلى تدميرها ونزوح سكانها إلى لبنان. ووفقاً لمصدر في المعارضة السورية، فإن حزب الله حول المدينة إلى «دويلة» تابعة له، تُعتبر مركزاً لقوته العسكرية، وتحافظ على نفوذه هناك رغم وجود قوات النظام السوري. وأضاف المصدر أن القصير تُعتبر موقعاً حساساً للحزب، نظراً لقربها من الحدود اللبنانية، مما يجعلها تحتل أهمية كبيرة في استراتيجياته العسكرية.
العودة مشروطة بالولاء
رغم عودة بعض الأهالي إلى القصير وأطرافها واستئناف الزراعة، إلا أن العودة تقتصر على الموالين للنظام السوري، الذين يُحظون برضى حزب الله. وقد حول الحزب المنطقة إلى ثكنة عسكرية، حيث يستخدمها كقاعدة لمقاتليه ومراكز تدريب للميليشيات الشيعية الموالية لإيران. كما أشار المصدر إلى أن حزب الله كان قد قام بنقل الثقل الأكبر لمقاتليه من القصير إلى لبنان، بجانب كميات كبيرة من الأسلحة.
الغارات تسلط الضوء على أهمية القصير
في عام 2016، نظم حزب الله عرضاً عسكرياً كبيراً في مطار الضبعة بالقصير، في رسالة واضحة للمهجَّرين من أبناء المنطقة بأن العودة أصبحت مستحيلة. ورغم وجود قوات النظام السوري، يبقى نفوذ حزب الله هو الأقوى، حيث أن العائدين يحتاجون لموافقة مسبقة من الحزب، الذي يراقب تحركاتهم.
كثفت إسرائيل في الأسابيع الأخيرة غاراتها على المعابر الحدودية بين لبنان وسوريا، حيث أغلقت معبري المصنع وجديدة يابوس، بالإضافة إلى معظم المعابر غير الشرعية المستخدمة من قبل مقاتلي حزب الله.
أهمية القصير في استراتيجية حزب الله
تعتبر القصير مركزاً حيوياً لحزب الله، حيث تعد نقطة أساسية لتجميع الصواريخ والطائرات المسيرة الواردة من إيران. وقد أشار العميد اللبناني سعيد القزح إلى أن القصير توفر مركزاً لتخزين الصواريخ، ما يجعلها نقطة استراتيجية للحزب. كما لاحظ أن الغارات الإسرائيلية تستهدف أيضاً الشاحنات المتوجهة نحو الحدود اللبنانية، مما يُبين توجيه ضربات دقيقة داخل العمق السوري، وتكثيف الرقابة الإسرائيلية الشديدة.