نداءات المفقودين والمشاركة الانتخابية
في الوقت الذي كان فيه المترشحون الثلاثة للانتخابات الرئاسية الجزائرية يصوتون يوم السبت في مكاتب الاقتراع، كانت عائلات من منطقة تيبازة الغربية تبحث عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن مصير العشرات من أبنائها الذين غامروا في رحلة هجرة سرية إلى سواحل أوروبا منذ عدة أيام، بحثاً عن حياة أفضل.
هذه المشاهد تمثل تساؤلات جدلية تعكس قلقاً بين الشباب الجزائري، الذين كان لهم دور محوري في برامج المترشحين. فبينما يرى المؤيدون للانتخاب أن هذه فرصة لرسم مستقبل مشرق، يعتبر المعارضون أن الظروف الاقتصادية تدفع الشباب لمغادرة البلاد، مع تنامي نشر فيديوهات توثق لحظات مغادرتهم.
على الرغم من تكرار حوادث الهجرة عبر البحر، فإن الإعلام المحلي ركز على الانتخابات الرئاسية وآثارها، مما يشير إلى أن نتائج الانتخابات تبدو محسومة لصالح الرئيس المترشح عبد المجيد تبون، مع مشاركة من اليساري يوسف أوشيش، والإسلامي عبد العالي حساني.
في بلدية براقي، أبدى رجل ثلاثيني رغبته في عدم المشاركة قائلاً: “أنا أعتبر الانتخابات مجرد موعد سياسي، وليس للتأثير إيجابياً على حياة الناس.” بينما في بلدة بن طلحة، أصر رجل ستيني على أهمية المشاركة في الانتخابات كسبيل للتغيير، مؤكداً أنه لم يتخلف عن أي انتخابات طوال حياته.
تباين معدلات المشاركة
في سياق الانتخابات، صرح محمد شرفي، رئيس “السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات”، بأن نسبة التصويت بلغت 26.45 بالمئة حتى الخامسة مساءً داخل البلاد، و18.31 بالمئة بين المقيمين بالخارج. وتم تمديد وقت التصويت حتى الساعة الثامنة مساءً.
كما أشار شرفي إلى أن نسبة التصويت داخل البلاد حتى الواحدة ظهراً كانت 13.11 بالمئة، بعد أن كانت 4.56 بالمئة حتى الساعة العاشرة صباحاً. أما بالنسبة للجزائريين بالخارج، فقد بلغت النسبة 16.18 بالمئة.
تصريحات المرشحين
عقب وضع ورقته في الصندوق، أعرب الرئيس عبد المجيد تبون عن تفاؤله بمشاركة الشباب، مشيراً إلى أن الانتخابات كانت دليلاً على الديمقراطية في الجزائر. وأكّد أن هذه الانتخابات مفصلية، معرباً عن أمله في أن يواصل الفائز بها نحو تحقيق التنمية الحقيقية.
في حين عبر المرشح يوسف أوشيش عن فخره بالشعب الجزائري، داعياً إلى عدم العزوف والمشاركة الفعالة. وأعلن عنه زميله عبد العالي حساني عن أهمية حملته ووعوده بحلول شاملة للمشاكل الوطنية.
أضاف حساني أن عليهم احترام رغبة الشعب، وعلى الجميع المشاركة بكثافة للحصول على انتخابات ذات مصداقية. يشار إلى أن نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية السابقة عام 2019 كانت 39.93 بالمئة، بينما لم تعلن السلطات بعد عن أي دور ثانٍ بعد هذا التاريخ، مما يفتح المجال لتساؤلات حول مصير الانتخابات الحالية ومصداقيتها.
