رجل أمريكي يُعثر عليه يتجول قرب دمشق بعد شهور في سجن سري
تفاصيل الإفراج عن ترافيس تيمرمان
عُثر على رجل أمريكي، احتُجز لعدة أشهر في سجن سوري بعد دخوله البلاد سيرًا على الأقدام، حيث وصف كيفية خروجه بعدما قام رجال مسلحون بمطرقة بتحطيم باب سجنه في وقت انقلاب المعارضة على نظام بشار الأسد. وقد عرّف الرجل نفسه فيما بعد بأنه ترافيس تيمرمان لشريك الأخبار الأمريكي، CBS.
إشادة بالإفراج عن المعتقلين
تم العثور على تيمرمان من قبل السكان المحليين قرب العاصمة دمشق، يأتي هذا في وقت أعلن فيه مقاتلو المعارضة عزمهم على إغلاق السجون التي تشتهر بالوحشية وسعيهم لملاحقة المتورطين في تعذيب أو قتل المعتقلين.
وحذر زعيم المعارضة، أحمد الشراء المعروف باسم أبو محمد الجولاني، بقوله: “سنسعى لملاحقتهم في سوريا، ونطلب من الدول تسليم أولئك الذين هربوا لنحقق العدالة.”
تفاصيل تجربة الاعتقال
أظهر مقطع فيديو تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي تيمرمان وهو ملقى على أريكة بينما يتحدث السكان إلى صحفيين محليين. وقد ذكر أنه تم اعتقاله عند دخوله البلاد منذ سبعة أشهر. وكان قد أُبلغ عن فقدانه في مايو بعد أن شوهد آخر مرة في العاصمة الهنغارية بودابست.
في يوم الإثنين، بعد يوم من استيلاء المتمردين على دمشق وإسقاط الأسد، أفاد تيمرمان بأنه تم كسر باب سجنه بواسطة رجلين مسلحين بمطرقة. وعلق قائلاً: “لقد تم تحطيمه، وقد أيقظني”.
معاناة بعد الخروج
تحدث تيمرمان عن مغادرته السجن مع مجموعة من الأشخاص، حيث كان يحاول الوصول إلى الأردن. وعلى الرغم من أنه واجه “بضعة لحظات من الخوف” عند مغادرته، إلا أنه كان أكثر قلقًا بشأن العثور على مكان للنوم. وبفضل السكان المحليين، حصل على المساعدة في الحصول على الطعام والدعم.
دعم الحكومة الجديدة
أكدت الحكومة المؤقتة الجديدة في سوريا أنها “حررت وأمنت” تيمرمان في رسالة عبر خدمة تيليجرام في يوم الخميس. وأوضح وزير الخارجية الأمريكي، أنطوني بلينكن، أن واشنطن “تعمل على إعادة تيمرمان إلى وطنه”، لكنه أضاف أنه لا يمكنه إعطاء تفاصيل حول ما سيحدث بالضبط.
أوضاع السجون بعد سقوط الأسد
منذ سقوط الأسد خلال عطلة نهاية الأسبوع، أُطلق سراح آلاف المعتقلين، حيث ظهرت مقاطع فيديو تظهر رجالًا ونساءً وأحيانًا أطفالًا يخرجون من زنازين مزدحمة بلا نوافذ، وغالبًا ما يكونون في حالة من الضياع والجهل بما حدث في الخارج. يبدو أن تيمرمان كان من بين هؤلاء الذين تمت إعادة تأهيلهم بشكل نسبي.### حالة صحية جيدة للمعتقل السابق
قال المعتقل السابق الذي تم إطلاق سراحه أنه بصحة جيدة، حيث صرح لشبكة CBS: “أشعر أنني بخير. لقد تم إطعامي وسقايتي، لذا أشعر أنني بخير”.
استخدام الهاتف أثناء الاحتجاز
وأشار المعتقل إلى أنه كان قد حصل على استخدام هاتف محمول أثناء احتجازه، وقد تواصل مع عائلته قبل ثلاثة أسابيع.
رحلة على الجبال
وفي حديثه مع شبكة NBC، ذكر السيد تيمرمان أنه عبر الجبال بين لبنان وسوريا في “حج”، وأنه “كان يقرأ النصوص المقدسة كثيرًا”. ورفض فرصة التواصل مع المسؤولين الأمريكيين.
قلق العائلة
أوضح ريتشارد تيمرمان، الذي يعرف نفسه بأنه عم المجني عليه، أن آخر مرة سمع خلالها عن ابن أخيه كانت عندما كان يعمل في شيكاغو. وأكد أن العائلة كانت تبحث عنه ولكن لم يتمكن أحد من معرفة أي شيء عنه، مضيفًا: “إنه شخص مسؤول للغاية، وليس مجرمًا بطبعه”.
جهود الحكومة الأمريكية
أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، أن الولايات المتحدة طلبت من الجماعة الرئيسية للمعارضة السورية “هيئة تحرير الشام” المساعدة في العثور على الصحفي الأمريكي أوستين تايس. إذ يُعتقد أن تايس، الذي كان صحفيًا مستقلًا، قد تم اختطافه قرب دمشق في 14 أغسطس 2012 خلال تغطيته للحرب الأهلية.
استمرار البحث عن أوستين تايس
تم رؤية أوستين تايس آخر مرة في فيديو وهو معصوب العينين ويبدو عليه الضيق، وتم نشر الفيديو على الإنترنت بعد أسابيع من اختطافه. وتعتقد الولايات المتحدة أنه محتجز لدى نظام الأسد. وقال الرئيس جو بايدن إن الولايات المتحدة تعتقد أن تايس على قيد الحياة، ولكن يجب تحديد مكانه.
متابعة القيادة السورية الجديدة
أكدت القيادة السورية الجديدة يوم الخميس أن البحث عن أوستين تايس “مستمر”، وأنها مستعدة “للتعاون المباشر” مع الولايات المتحدة للعثور على الأمريكيين الذين اختفوا في ظل نظام الأسد. ويُذكر أن النظام السابق كان معروفًا بقسوته، حيث تقدر مجموعة “المرصد السوري لحقوق الإنسان” أن حوالي 60,000 شخص تعرضوا للتعذيب والقتل في سجونه.
عائلات تبحث عن أحبائها
على مستوى سوريا، كانت العائلات المشتتة المتعطشة للعثور على أحبائها تتوجه إلى مواقع السجون المظلمة. منظمة الدفاع المدني السوري، المعروفة بالخوذ البيضاء، تقدم الدعم في عمليات البحث، بما في ذلك في مجمع سجن صيدنايا الذي وصفته مجموعات حقوق الإنسان بأنه “مسلخ بشري”.
البحث عن السجون السرية
قال رائد صالح، مدير الخوذ البيضاء، لشبكة BBC: “نحن نبحث عن سجون سرية في عدة مناطق من دمشق”. وأضاف: “لا يمكننا قول الكثير عن هذا، لكننا نبحث”.
جهود الخوذ البيضاء
تشتهر الخوذ البيضاء بإنقاذ الناجين من تحت الأنقاض خلال الحرب الأهلية السورية المدمرة، ويقولون إنهم ساعدوا في استعادة الآلاف من المحتجزين من السجون. ومع ذلك، لا تزال العديد من العائلات تبحث بلا جدوى.
الألم العائلي
أضاف صالح: “ما حدث في صيدنايا مؤلم للغاية للعائلات التي كانت تنتظر أحبائها”. وأوضح أن عدم قدرتهم على الوصول إلى أي شخص آخر في صيدنايا بعد الإفراج الأولي عن السجناء يعني أن هؤلاء الأشخاص إما أموات أو في مكان آخر، مؤكداً أن هناك فريقي بحث يبحثان عن السجناء، أحده باستخدام كلاب الشرطة للعثور على الناجين، والآخر متخصص في كسر الأقفال لدخول الزنزانات.