احتفالات في دمشق بعد انهيار نظام الأسد
فرحة لا توصف في ساحة الأمويين
اجتمع عشرات الآلاف من الأشخاص في ساحة الأمويين بدمشق يوم الجمعة، حيث امتلأت الساحة بالناس الذين احتفلوا بفرحةٍ كبيرة بعد إعلان العديد أن لحظة انهيار نظام بشار الأسد قد حانت. استمرت الاحتفالات لساعات طوال، حيث كانت الأجواء مليئة بالبهجة والفرح، وهو ما أصاب الكثيرين بالدهشة.
مشاعر مختلطة للأمل
عبّرت إسراء السليمان، طالبة، عن مشاعرها قائلةً: “كنت أعتقد دائماً أنني سأموت، وأن أولادي سيموتون، وأن العديد من الأجيال ستنقرض، بينما سيبقى هو هنا. كنت أظن أن هذا لن ينتهي أبدًا.” وأضافت “الأمر أشبه بحلم، أستيقظ كل يوم وأفكر أنه كان حلمًا، حتى اليوم استيقظت وأنا أعتقد أنه حلم.”
تنوع في الاحتفالات
شارك في الاحتفالات عائلات، حيث أحضروا أطفالهم الصغار الذين كانت وجوههم مرسومة عليها أعلام، في حين تجمع الشباب مع كبار السن. وارتدت النساء ملابس تتراوح بين التقليدية المحافظة والملابس الغربية العصرية. وأكد كثيرون أنهم جاءوا من مختلف أنحاء البلاد ليشهدوا هذه اللحظات التاريخية.
رمزية العلم السوري القديم
خلال الاحتفالات، رفع الكثيرون علم الجمهورية السورية الثلاثي النجوم، وهو علم المعارضة الذي استخدم أثناء فترة الانتداب الفرنسي، والذي تم استبداله خلال حكم الأسد بعلم ذو نجمتين. وأشادت إسراء بأهمية الوحدة قائلةً: “أعتقد أننا في هذا الوقت، سندعم بعضنا البعض، ونبقى معًا، وسنرتقي سويًا. سوريا ستكتسب سمعة جيدة في العالم.”
انهيار نظام الأسد
على مدى نصف قرن، حكمت عائلة الأسد سوريا بقبضة من حديد، حيث وثقت تقارير طويلة الأمد حالات احتجاز جماعي وتعذيب وقتل خارج نطاق القانون. وفي يوم الأحد، وبعد 13 عامًا من الحرب الأهلية التي مزقت البلاد، انهار النظام. وأعلن مقاتلو المعارضة عن “تحرير” دمشق في بيان مصور على التلفزيون الرسمي، مما أجبر الرئيس بشار الأسد على الهروب إلى روسيا.
بدء الاحتفالات بعد الصلاة
بدأت الحشود الكبيرة بالتجمع في الساحة بعد صلاة الظهر في الجامع الأموي التاريخي في دمشق، وذلك بعد أيام قليلة من إعلان القائد الثوري أبو محمد الجولاني عن “نصر شامل”.### احتفالات في دمشق بعد الإطاحة بنظام الأسد
الصلاة الجماعية الأولى منذ سقوط النظام
شهدت العاصمة دمشق صباح يوم الجمعة مراسم الصلاة الجماعية، وهي الأولى منذ سقوط نظام الأسد. وقد ألقى رئيس الوزراء السوري المعين حديثًا، محمد البشير، خطبة في المسجد، معبرًا عن أن هذه اللحظة تمثل “ولادة أمة”.
الوضع الهش في البلاد
وعلى الرغم من الأجواء المليئة بالفرح، إلا أن ثمة علامات واضحة على هشاشة الوضع الحالي في سوريا. فالاتحاد الثوري الذي تولى السيطرة على البلاد يضم العديد من الجماعات ذات الآيديولوجيات والأهداف المختلفة، ولا أحد يستطيع التنبؤ بما سيحدث في المرحلة المقبلة.
الاحتفالات الشعبية
شارك في الاحتفالات العشرات من الرجال المسلحين الذين يرتدون زيًا عسكريًا، حيث سمحوا للأطفال بالتقاط الصور مع بنادق الكلاشنيكوف الخاصة بهم، وقد بدت على وجوه الأطفال الابتسامات القوية وإشارات النصر إلى الكاميرات.
أجواء الاحتفال والتوتر
بينما كان صوت الطلقات النارية الاحتفالية يتردد في الأفق بين الحين والآخر، نشبت توترات بسيطة في صفوف الحشد، حيث ظهر بعض الأشخاص وكأنهم يلاحقون فردًا ما. صرخ أحد المتواجدين “لقد وجدوا جنديًا!”. لكن الحضور سرعان ما عادوا لاستئناف رقصاتهم وهتافاتهم.
هتافات احتفالية
صرخ الجمهور في لحظة من اللحظات “انتهى عهد الحمار!” في إشارة إلى اللقب النابي الذي أطلق على الرئيس المخلوع، معبرين عن اندهاشهم من قدرتهم على رفع أصواتهم دون الخوف من العواقب.
شهادات من الحشود
وأفادت فاطمة البغدادي، التي حضرت الاحتفالات في الساحة، لقناة CNN أنها جاءت لتشهد هذه اللحظة بنفسها. تعيش فاطمة التي تبلغ من العمر 80 عامًا، معظم حياتها تحت نظام الأسد، وقد فقدت أحد أبنائها في الحرب كما فقد حفيدها إحدى ساقيه في هجوم.
وقالت فاطمة: “كنت في الثلاثين من عمري عندما تولى الحمار الحكم. لمدة 50 عامًا، عانينا، وكنت أدعو الله دائمًا أن يخلصنا منه. والآن، لقد فعل. يمكننا أن نتنفس مجددًا”، وكأن الدموع تملأ عينيها.
مساهمة من راودة العيطا
تساهم راودة العيطا في هذا التقرير.