رحيل “سيدة الأدب القصصي الحديث” الكندية أليس مونرو
الكاتبة الكندية الحاصلة على جائزة نوبل للأدب
وقامت بتأليف القصص القصيرة وحصلت على جائزة نوبل للأدب في عام 2013.
وأكدت الناشرة لمؤلفات مونرو أنها توفيت مساء الاثنين في مقاطعة أونتاريو بوسط كندا، حيث جرت أحداث كثير من قصصها.
ساهمت مونرو في تطوير القصة القصيرة لتصبح فنًا أدبيًا، ووصفتها الأكاديمية السويدية بأنها “رمز للأدب القصصي الحديث”، حيث تتناول نصوصها “تفاصيل الحياة اليومية بشكل ملحمي”، وأنها ماهرة في “التعبير العميق في صفحات قصيرة تكشف عن تعقيدات الحياة”.
لكن حياة أليس مونرو لم تكن بارزة كثيرًا، على الرغم من نجاحها وفوزها بعدة جوائز أدبية على مدى أكثر من 4 عقود، إذ تفضل العيش بخصوصية وبعيدًا عن الأضواء، تمامًا كشخصيات قصصها التي امتزجت معظمها من النساء اللاتي لم تكن جمالهن محور اهتمامها.
وفي مقابلة بعد فوزها بجائزة نوبل، قالت: “أعتقد أن كل حياة تستحق الاهتمام”.
الفائزة بنوبل للآداب الكندية
ونشر رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو صورته معها، معتبرًا أن العالم فقد “واحدة من أعظم قصاصاته”. سيفتقدها الجميع.
The world has lost one of its greatest storytellers.
Alice Munro was captivated with everyday life in small-town Canada. Her many, many readers are, too. She will be dearly missed. pic.twitter.com/sOCfx6M3AL
— Justin Trudeau (@JustinTrudeau) May 14, 2024
واعتبرت وزيرة الثقافة أن مونرو كانت “موهوبة بالكتابة”، وأشارت إلى أن قصصها أسرت القراء في كندا وخارجها على مدى 6 عقود، منتقدة “أنها الوحيدة التي فازت بجائزة نوبل للأدب”.
وفي حديث صحفي، قالت مونرو إنها كانت تحلم منذ صغرها بأن تصبح كاتبة، “لكن الإعلان عن ذلك لم يكن مقبولًا في تلك الفترة. لم يكن من الأخلاقي أن يجذب الانتباه. ربما لأنني كندية، أو امرأة، أو ربما لكوني كليهما”.
وصدر أول قصة قصيرة لمونرو بعنوان “أبعاد الظل” في عام 1950 وهي بعد طالبة في جامعة ويسترن أونتاريو.
وألفت الكاتبة 14 مجموعة قصص بين عامي 1968 و2012، تناولت مواضيع متنوعة مثل الطلاق وإعادة الزواج والعودة إلى الوطن. تتركز شخصياتها التي تبدو عادية في نطاق 20 إلى 30 صفحة فقط.
“تشيخوف الغرب”
واعتبر الأستاذ في الأدب ديفيد ستينز أن مونرو كانت “أكبر كاتبة للقصص في هذا العصر”، مُشيرًا إلى أنها كانت “فريدة ككاتبة وكشخصية”.
وكانت قصصها المميزة عن الحياة البسيطة في منطقة هورون في أونتاريو تُنشر في مجلات بارزة مثل “ذي نيويوركر” و”ذي أتلانتيك مانثلي”.
وكانت مونرو، التي كانت ربة منزل، تعبّر بقولها: “بدأت كتابة القصص لأنني لم أجد وقتًا لكتابة رواية من وسع الحياة”.
من أفضل أعمال أليس مونرو pic.twitter.com/DpUvCejXkx
— فواز عبدالمحسن (@fawaz_a_s_a) May 15, 2024
وقامت الناقدة الأميركية بتشبيهها بالكاتب الروسي تشيخوف، حيث وصفتها بأنها “تشيخوف الغربي الخاص بنا وستبقى حاضرة أكثر من معظم الكتاب المعاصرين”.
وأشادت الكاتبة المهمة الأخرى مارغريت آتوود بمونرو بوصفها “رائدة”، إذ كانت “الطريق إلى جائزة نوبل لم تكن سهلة بالنسبة لها، إذ كانت الفرص لظهور نجمة أدبية في وقتها ومن منطقة أونتاريو شبه معدومة”.
نشأت مونرو وسط والدها العنيف صاحب مزرعة دواجن وثعالب، في حين توفيت والدتها التي كانت معلمة مبكرًا بسبب مرض باركنسون.
وفي عام 2009، أعلنت مونرو خضوعها لجراحة قلب وعلاجها من السرطان، وفازت في نفس العام بجائزة “مان بوكر الدولية” ومرتين بجائزة “غيلر” المعروفة في كندا.
تم تحويل قصة “الدب يعبر الجبل” إلى فيلم بعنوان “بعيدًا عنها” عام 2007، من إخراج سارة بولي، وبطولة جولي كريستي في دور مريضة تعاني من ألزهايمر.