### هجوم روسي على كييف واعتراف باستهداف مستودع مخصص للوقود
هاجمت القوات الروسية وسط العاصمة الأوكرانية كييف صباح يوم السبت، باستخدام طائرات مسيّرة وصواريخ، مما أدى إلى سقوط 4 قتلى على الأقل. وفي الوقت نفسه، نفذت القوات الأوكرانية سلسلة من الهجمات داخل الأراضي الروسية، منها هجوم تسبب في اشتعال النيران بمستودع وقود بمنطقة تولا جنوبي موسكو.
### تفاصيل الهجوم
ذكرت وزارة الدفاع الروسية أن الهجوم الذي شنته الطائرات والأسلحة الروسية جاء رداً على هجمات أوكرانية سابقة باستخدام صواريخ أميركية الصنع من طراز “أتاكمز” وصواريخ “ستورم شادو” البريطانية.
أدى الهجوم الروسي إلى إغلاق محطة مترو لوكيانيفسكا القريبة من وسط كييف نتيجة الأضرار الكبيرة. بينما أُطلق التحذير عن الغرة الجوية بعد وقوع عدة انفجارات بدلاً من إصداره قبل الهجوم.
ووفقاً للتقارير الرسمية، تم استخدام صواريخ باليستية خلال الهجوم. حيث تقع محطة المترو المتضررة بجوار مصنع أسلحة استهدف عدة مرات من قبل القوات الروسية.
### الدفاعات الأوكرانية
وفقًا لبيان سلاح الجو الأوكراني، أطلقت روسيا 39 طائرة دون طيار وصواريخ باليستية، حيث تمكنت الدفاعات الجوية الأوكرانية من إسقاط صاروخين و24 طائرة مسيّرة.
وضمن هذا السياق، أشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى مصرع 4 أشخاص وإصابة 3 آخرين نتيجة الهجوم.
### ردود الفعل
صرّح تيمور تكاتشينكو، رئيس الإدارة العسكرية في كييف، بأن الانفجارات كانت مسموعة في المنطقة وكان هناك جهود للدفاع الجوي ضد الهجمات. وأكد رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو أن الأضرار لحقت بمحطة المترو وخط المياه، فيما استمرت فرق الإنقاذ في عملها وسط المياه المتدفقة.
من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، يوم الجمعة، استعدادها للرد على الهجمات الأوكرانية التي تضمنت قذائف غير محددة وجهت إلى منطقة بيلغورود قرب الحدود الروسية.
### أضرار الهجمات الغربية
شهدت مدينة زابوريجيا في جنوب شرق أوكرانيا قصفًا أدى لإصابة 10 أشخاص وتدمير بعض المكاتب في منشأة صناعية. كما أن هجومًا صاروخيًا نفذ على مدينة كريفي ريه، مسقط الرئيس زيلينسكي، أدى أيضًا لمقتل 4 أشخاص.
في الجهة الأخرى، أفادت التقارير بأن الدفاعات الجوية الروسية دمرت 46 طائرة مسيَّرة أوكرانية خلال الليل، وفقًا لمصادر روسية.
### تأثير الهجمات
أظهرت الصور المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي أضرارًا للسيارات ومياه غزيرة بسبب انفجار أنبوب مياه؛ مما أدى إلى انقطاع مؤقت لإمدادات المياه في بعض أحياء كييف التي يقطنها 3 ملايين نسمة.
بجانب ذلك، اندلع حريق بمستودع للوقود في منطقة تولا، حيث أفادت التقارير أن الهجوم الأوكراني لم يسفر عن إصابات. كما أشارت المعلومات إلى أن تولا تعرضت للهجوم بعد ساعات من هجوم مماثل في منطقة كالوجا.
### استمرار التوترات
تستمر التوترات بين روسيا وأوكرانيا، بينما تتزايد التوترات على الساحة الدولية نتيجة لهذه الاعتداءات المتجددة، ما يؤكد على انزلاق البلدين نحو حلقة جديدة من العنف والاضطراب.
في ظل النزاع المتجدد حول منح مساعدات إضافية بقيمة مليارات اليوروات لأوكرانيا، اتهم زعيم الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي الديمقراطي، رولف موتسنيش، أحزاب المعارضة بتضليل الناخبين.
### انتقادات لحكومة التحالف
وصرح موتسنيش في تصريحات أدلى بها لصحف مجموعة “فونكه” الألمانية أن التحالف المسيحي، والحزب الديمقراطي الحر، بالإضافة إلى حزب الخضر، يتصرفون بشكل غير مسؤول في هذه القضية، محذرًا من أن هذا التصرف يخدع الجمهور حول إمكانية توفير أموال إضافية لأوكرانيا.
وأشار إلى وجود فجوة مالية سلسلة في الميزانية العامة التي تصل إلى عشرات المليارات من اليوروات، محذرًا من أنه “إذا كان من المقرر زيادة مساعدات الأسلحة إلى 3 مليارات يورو، فلا بد من تأمين تلك التكاليف من مصادر أخرى”.
### تهديد الاستقلال الأوكراني
كما تحدث موتسنيش عن عدم تقديم الأحزاب الأخرى إجابات في هذا السياق، مضيفًا: “من يتصرف بهذه الطريقة المشكوك فيها لا يمكن أن يكون جادًا في مطلب الدعم الإضافي لأوكرانيا، بل إنهم يحاولون فقط إثارة الانتباه في الحملة الانتخابية”.
### ميركل تتحدث عن أهمية الدعم الخارجي
في سياق متصل، أعربت المستشارة الألمانية السابقة، أنجيلا ميركل، عن اعتقادها بأن أوكرانيا لن تتمكن من الحفاظ على استقلالها في ظل الهجوم الروسي دون دعم الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو).
وأشارت ميركل إلى أن الشراكة عبر الأطلسي تعد اليوم أكثر أهمية من أي وقت مضى، وذلك خلال كلمتها كضيفة شرف في احتفال تنظمه “الحزب المسيحي الديمقراطي” في ولاية شمال الراين-ويستفاليا، قبل تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب.
وشددت ميركل -التي تنتمي للحزب المسيحي- على أن الهجوم الذي شنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أدى إلى تعطيل المبدأ الأساسي لسيادة الأراضي الأوروبية. وفي هذا السياق، أكدت أنه لا يمكن منع بوتين من تحقيق نصر في الحرب والحفاظ على أوكرانيا كدولة مستقلة إلا من خلال دعم الولايات المتحدة والعمل ضمن إطار “الناتو”.
### صورة معبرة
