زعيم السلطة الفلسطينية يدين هجومات غزة الإسرائيلية في الأمم المتحدة ويؤكد: “لن نرحل”

Photo of author

By العربية الآن

### عباس يندد بهجوم إسرائيل في الجمعية العامة للأمم المتحدة

نيويورك (AP) — أدان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إسرائيل وعمليتها العسكرية في قطاع غزة أمام زعماء العالم يوم الخميس، مطالبًا الدول الأخرى بوقف ما وصفه بـ”حرب إبادة جماعية” ضد مكان وشعب تم تدميره بالكامل.

استخدم عباس منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة، كما يفعل عادةً، لانتقاد إسرائيل. إلا أن هذه هي المرة الأولى التي يقوم فيها بذلك منذ هجمات حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، والتي أدت إلى عملية عسكرية إسرائيلية دمرت قطاع غزة.

### التأكيد على عدم الاستسلام

صعد عباس إلى المنصة وسط تصفيق حاد وبعض الهتافات غير المفهومة. وكانت أولى كلماته عبارة كررها ثلاث مرات: “لن نغادر. لن نغادر. لن نغادر.”

اتهم عباس إسرائيل بتدمير غزة وجعلها غير صالحة للعيش. كما أوضح أن حكومته يجب أن تحكم غزة ما بعد الحرب كجزء من دولة فلسطينية مستقلة، وهو ما ترفضه الحكومة الإسرائيلية المتشددة.

### غياب التأثير في غزة

منذ أن سيطرت حماس على غزة في عام 2007، فقد عباس تأثيرًا ضئيلاً في القطاع. حكومته المعترف بها دوليًا تدير فقط بعض المناطق شبه المستقلة في الضفة الغربية المحتلة. وقد صرحت الولايات المتحدة أن السلطة الفلسطينية المعاد تشكيلها يجب أن تلعب دورًا مستقبليًا في غزة، ولكن إسرائيل لا تعتبره شريكًا موثوقًا وتم استبعاد ذلك.

#### الهوية الفلسطينية
“فلسطين هي وطننا. إنها أرض آبائنا وأجدادنا. ستظل لنا. وإذا كان هناك من يجب أن يغادر، فسيكون المحتلون الغاصبون”، قال عباس.

### ردود الفعل الإسرائيلية

من جهتها، دافعت إسرائيل عن عملياتها العسكرية، معتبرة أنها مبرّرة وضرورية للدفاع عن نفسها. وقد قدمت جنوب أفريقيا قضية تتعلق بالإبادة الجماعية ضد إسرائيل أمام المحكمة العليا للأمم المتحدة، بينما ترفض إسرائيل هذه الاتهامات.

رد داني دانون، سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، على خطاب عباس خلال دقائق، قائلًا: “تحدث عباس لمدة 26 دقيقة دون أن يذكر اسم حماس مرة واحدة. ومنذ مذبحة 7 أكتوبر، فشل عباس في إدانة حماس على جرائمها ضد الإنسانية”.

وأضاف: “فقط عندما يقف على منصة الأمم المتحدة يتحدث عن حل سلمي، لكن هذه هي أكبر نفاق وكذبة: إرث عباس هو الضعف المزمن في مواجهة الإرهاب والكراهية”.

من المتوقع أن يخاطب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الجمعية العامة يوم الجمعة، ووصل إلى نيويورك قبل خطاب عباس بوقت قصير. من المتوقع أن تجذب زيارة نتنياهو احتجاجات في الحي الذي يقع فيه مجمع الأمم المتحدة. وقد اجتاحت الولايات المتحدة سلسلة من الاحتجاجات الجامعية ضد العمليات الإسرائيلية في غزة خلال الربيع، والتي بدأت بشكل كبير في جامعة كولومبيا، الواقعة على مقربة من نيويورك.

تظاهرات دعماً للفلسطينيين

في تظاهرات جرت شمال الأمم المتحدة، أعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن تقديره للمتظاهرين الأمريكيين، قائلاً: “الشعب الأمريكي يتظاهر في الشوارع، ونحن نثمن ذلك”.

الإحصائيات الكارثية في غزة

ذكرت وزارة الصحة، التي تتبع لحكومة حماس في غزة، أن الحملة العسكرية الإسرائيلية أسفرت عن مقتل أكثر من 41,500 فلسطيني وجرح أكثر من 96,000 آخرين. وعلى الرغم من عدم تمييز الوزارة بين المدنيين والمقاتلين، فقد جاءت الإحصائيات لتظهر أن أكثر من نصف القتلى هم من النساء والأطفال، بما في ذلك 1,300 طفل دون سن الثانية.

تصعيد الصراع عقب هجوم حماس

بدأت إسرائيل ردها بعد أن اقتحم مقاتلو حماس حدودها في السابع من أكتوبر، مما أسفر عن مقتل حوالي 1,200 شخص واختطاف نحو 250 آخرين. وكان رد حكومة نتنياهو سريعًا وقويًا، وما زال مستمرًا منذ ذلك الحين.

التركيز على لبنان: تصعيد المواجهات

في الأيام الأخيرة، حولت إسرائيل أنظارها نحو حدودها مع لبنان، حيث تستهدف مقاتلي حزب الله وقد أسفرت العمليات عن سقوط ضحايا مدنيين أيضًا. ومنذ بداية الهجوم، تعرضت مناطق على كلا الجانبين للتهجير، حيث أجبرت النزاعات الآلاف على ترك منازلهم. وقد تعهدت إسرائيل بتصعيد هجماتها على حزب الله حتى يتمكن مواطنوها من العودة بأمان إلى منازلهم.

دعوة للهدنة

أصدرت الولايات المتحدة وفرنسا وحلفاء آخرون دعوة لوقف إطلاق النار لمدة 21 يومًا للتفاوض، في وقت تتزايد فيه المخاوف من تصعيد العنف خلال الأيام الأخيرة بعد 11 شهرًا من تبادل إطلاق النار عبر الحدود.

النزوح والتهجير من لبنان

أفادت الأمم المتحدة أن أكثر من 90,000 شخص تم تهجيرهم نتيجة الضربات الإسرائيلية على لبنان، ليصبح الإجمالي في لبنان 200,000 منذ أن بدأ حزب الله بإطلاق الصواريخ نحو شمال إسرائيل لدعم حماس بعد دخولها إلى إسرائيل، مما أشعل شرارة الحرب بين إسرائيل وحماس.

عباس: الحياة في غزة لا تطاق

خصص عباس جزءًا كبيرًا من كلمته في الأمم المتحدة للحديث عن حالة الحياة في غزة، حيث وصف الوضع بأنه “قاسٍ”. وقال: “لقد تم شطب أسماء عائلات كاملة من السجلات المدنية. غزة لم تعد ملائمة للحياة. معظم المنازل مدمرة وأيضًا معظم المباني. الطرق، الكنائس، المساجد، محطات المياه، محطات الكهرباء، محطات الصرف الصحي. لا أحد يمكنه التعرف على غزة كما كانت في السابق.”

مطالب عباس

من بين مطالب عباس، التي ليست جديدة: انسحاب كامل لإسرائيل من قطاع غزة دون “منطقة عازلة”، والسماح للمهجرين الفلسطينيين في غزة – الذين يمثلون 90% من السكان – بالعودة إلى منازلهم، ودور مركزي لحكومة عباس في أي مستقبل لغزة. كما دعا عباس جميع الأطراف إلى “وقف هذه الجريمة الآن، وإيقاف قتل الأطفال والنساء، وإرسال الأسلحة إلى إسرائيل. هذه الفوضى لا يمكن أن تستمر، والعالم بأسره مسؤول عما يحدث لشعبنا في غزة والضفة الغربية”.

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.