قامت مجموعة من أصحاب قنوات “الأرض المسطحة” على يوتيوب برحلة استكشافية إلى القارة القطبية الجنوبية، حيث شهدوا ظاهرة فلكية نادرة، وهي شمس تسطع لمدة 24 ساعة، مما يتعارض مع نموذج الأرض المسطحة.

حملت الرحلة عنوان “التجربة النهائية“، وتم تنظيمها برعاية القس الأميركي ويل دافي، واشتركت فيها 4 أشخاص من مؤيدي كل نموذج، وتمت في 14 ديسمبر/كانون الأول.

تظهر نتائج هذه الرحلة في فيديو تم تسجيله، الأمر الذي أدهش الكثير من المؤمنين بنظرية الأرض المسطحة.

لطالما زعم مؤيدو النظرية المسطحة أن القارة القطبية الجنوبية تحوي دليلاً يدعم معتقداتهم، داعين إلى أن القارة عبارة عن جدار جليدي يحيط بالعالم. ومع ذلك، قدمت الرحلة أدلة قاطعة على دوران الشمس مدة 24 ساعة خلال فصل الصيف في نصف الكرة الجنوبي، الأمر الذي لا يمكن تفسيره في إطار نموذج الأرض المسطحة.

شهادة حية حول شمس لا تغيب

شهدت الرحلة اعترافًا مثيرًا من قبل كامبانيللا، أحد أعضاء المجموعة، الذي خاطب جمهوره وهو في مخيم يونيون غلاسيير، قائلاً: “أحياناً تكون مخطئاً في الحياة”. وقد اعترف بأن الشمس تظل ساطعة 24 ساعة في اليوم في الجنوب. وأكد أن هذه الحقيقة يجب أن تقبل، مما أثار ردود فعل إيجابية من متابعيه.

كما أيد أوستن ويتسيت، أحد المحاورين، هذا الاعتراف مشيراً إلى أن الحركة الشمسية تناسب أدلة كروية الأرض، وشدد على أهمية الصدق في مقارنة الأدلة مع المعتقدات السابقة.

التداعيات الأوسع

استغرقت التحضيرات لهذه الرحلة نحو 3 سنوات، بتكلفة 35 ألف دولار لكل مشارك عبر شركة “الخدمات اللوجستية والبعثات في القارة القطبية الجنوبية”. وكان الهدف منها هو إنهاء الجدل حول شكل الأرض.

كما دحضت الرحلة نظرية مؤامرة تفيد بأن معاهدة القطب الجنوبي لعام 1959 تهدف لمنع اكتشاف “الحقيقة” ومنع الوصول إلى القارة الجنوبية.

رغم أن ظاهرة الشمس التي لا تغيب أثبتت بطلان نموذج الأرض المسطحة، لا يزال بعض المشاركين يتحدثون عن إمكانية تفسير هذه الظاهرة في إطار النموذج المسطح، ويشيرون إلى وجود مفاهيم فيزيائية غير مكتشفة حتى الآن.

بعض المؤيدين لنموذج الأرض المسطحة يعتقدون أن وجود الشمس طوال اليوم لا يعتبر دليلاً قاطعاً على كروية الأرض، ويعتبرون أن التجربة المباشرة للنظر إلى الأرض من الفضاء هي الحل النهائي لهذا الجدال، إلا أن تكلفة السفر للفضاء تعيق القيام بمثل هذه الرحلات في المستقبل القريب.