زيادة التشوهات الخلقية في المواليد بغزة: تحقيق الجزيرة نت

Photo of author

By العربية الآن

تحقيق للجزيرة نت يكشف ارتفاع التشوهات الخلقية لدى المواليد في غزة

<

div class=”wysiwyg wysiwyg–all-content css-1vkfgk0″ aria-live=”polite” aria-atomic=”true”>

غزة – في حضانة مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس، يتلقى الطفل محمد أبو عواد العلاج بعد ثلاثة أيام من ولادته، حيث تبين أن لديه تشوهات خلقية في القلب والقدمين والدماغ، خلال الفحص الطبي بعد ولادته.

يكافح الطاقم الطبي لإنقاذ حياة محمد، الذي ولد بوزن 2.8 كيلوغرام، إلا أن حالات مشابهة قد تنتهي بالوفاة، بحسب ما أفاد به الطبيب.

واجهت ياسمين، والدة محمد، صعوبات في الحصول على الرعاية الصحية اللازمة خلال فترة حملها، حيث لم تتمكن من زيارة عيادات وكالة الغوث (أونروا) كما في حالات سابقة، ولم تتلقى المثبتات والمكملات الغذائية الضرورية.

كما تعرض منزل ياسمين، خلال الأشهر الأولى من الحمل، لقصف إسرائيلي، مما أدى إلى استنشاقها للدخان الناتج عن الهجوم، بالإضافة إلى سوء التغذية الذي تعاني منه معظم سكان غزة نتيجة الحصار.

تطورات مؤسفة حدثت أيضًا مع الطفلة نورة أبو معروف، التي وُلدت لأمها المتوفاة متأثرة بتشوهات خلقية. توفيت نورة بعد ساعات من ولادتها بسبب عدم اكتمال جمجمتها وثقب في القلب.

عانت هناء، والدة نورة، خلال حملها من ظروف صعبة، حيث شهدت قصفاً قريباً من منزلهم في مايو الماضي. لقد اضطرت للنزوح مع عائلتها عدة مرات، مما أثر على صحتها وصحة طفلتها.

زيادة ملحوظة

لاحظت غزة ارتفاعًا ملحوظًا في حالات التشوهات الخلقية بين الأطفال المولودين حديثًا، حيث أفادت إحصائيات رسمية بحدوث 172 حالة بين يونيو وأغسطس 2024 فقط في مجمع ناصر الطبي، توفي 20% منهم. وتفشى الوضع أكثر في شمال غزة، مع عدم توافر أرقام دقيقة بسبب تدمير مستشفى الشفاء.

الطبيب حاتم ظهير، رئيس قسم الحضانة، أكد على زيادة نسبة التشوهات الخلقية، خاصة في أمراض القلب والأطراف السفلية، وأوضح أن هذا يعود إلى المواد المتفجرة التي استخدمت في القصف على القطاع، مما أسهم في تفشي هذه الحالات الخطيرة.### زيادة حالات التشوهات الخلقية في غزة: الأسباب والحقائق

تتناول القضايا الصحية المتزايدة في قطاع غزة، حيث يرتفع عدد الأطفال المواليد الذين يعانون من تشوهات خلقية نتيجة لعوامل متعددة تشمل الفيروسات المنتشرة، غياب النظافة وسوء التغذية لدى الأمهات.

ارتفاع حالات التشوهات الخلقية

أشار حاتم إلى ضرورة تحليل الزيادة المستمرة في حالات التشوهات الخلقية بين حديثي الولادة، لافتاً إلى أنها تتطلب دراسات متخصصة وإجراء الفحوصات اللازمة لتحديد الأسباب. وأضاف أن معظم الأطفال المصابين بالتشوهات الخلقية غالبًا ما يُفقدون حياتهم بسبب التشوهات القلبية التي تتطلب عمليات جراحية عاجلة غالبًا ما تكون غير متاحة في مستشفيات القطاع.

وقال إن “فقدنا أطفالًا كان يمكن إنقاذهم لو تم تحويلهم إلى مستشفيات خارج قطاع غزة”.

أسباب ارتفاع التشوهات

أكد ماهر كوارع، طبيب النساء والولادة بمجمع ناصر الطبي، على تزايد حالات التشوهات بين الأطفال. وأرجع الأسباب إلى استخدام المتفجرات من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، مما أدى إلى تسرب مواد سامة إلى البيئة.

أضاف كوارع أن نقص التغذية السليمة وعدم الحصول على الطعام الكافي من قبل النساء الحوامل، بالإضافة إلى الظروف المعيشية الصعبة مثل النزوح، ساهمت في زيادة التشوهات الخلقية.

سوء التغذية: عامل رئيسي

وقد عانى سكان القطاع عمومًا، والنساء الحوامل خصوصًا، من سوء التغذية خلال فترة النزاع. وأكد صندوق الأمم المتحدة للسكان على أن هذا الأمر يشكل خطرًا كبيرًا على الحوامل وأطفالهن، حيث تزايدت ولادة الأطفال بوزن منخفض وأطفال متأخرين في النمو.

وأكدت تيد شيبان، نائبة المديرة التنفيذية لليونيسف، أن غزة على وشك مواجهة أزمة تغذية قد تؤدي إلى زيادة وفيات الأطفال بشكل كبير.

تكثيف القصف وتأثيره

استخدم جيش الاحتلال أنواعًا مختلفة من القنابل في قصف غزة، بما في ذلك الفسفور الأبيض، حسبما أفادت منظمات حقوقية مثل هيومن رايتس ووتش. حيث أكدوا أنهم توصلوا إلى أدلة موثوقة تبين استخدام هذه المواد الخطرة في الهجمات على المنطقة.

عواقب صحية طويلة الأمد

دعت الأوضاع الحالية في قطاع غزة إلى ضرورة إقامة برامج صحية شاملة لتوفير الرعاية اللازمة للأمهات والأطفال للحد من التزايد في حالات التشوهات الخلقية وتحسين مستويات التغذية. تحتاج غزة إلى استجابات صحية عاجلة لضمان حياة أفضل للأطفال المواليد والحد من المخاطر الصحية الناجمة عن الظروف الحالية.### مخلفات الحرب في غزة: آثار بيئية وصحية مدمرة

حذرت تقارير حول مخلفات الحرب في قطاع غزة من وجود مواد ملوثة تشمل مواد مشعة، الفوسفور الأبيض، عناصر هالوجينية، ومعادن ثقيلة. وأشارت هذه التقارير إلى أن الصراع يمكن أن يترك أثراً بيئياً ساماً، ما يؤدي إلى “أضرار غير قابلة للتعويض” على صحة الإنسان.

الفوسفور الأبيض: خطر التسمم الشديد

يُعرف الفوسفور الأبيض كونه مادة كيميائية شديدة السمية، تشتعل عند تعرضها للهواء وتتسبب بحروق خطيرة في الجلد والعينين. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لدخان هذه المادة أن يؤدي إلى التهابات في العين والجهاز التنفسي، فضلاً عن تهيج الجهاز الهضمي. وفي الحالات الأكثر خطورة، يتسبب الفوسفور في تشوهات ودخول الأنسجة إلى مستوى الحروق، مما يؤدي إلى تشويه العظام.

القنابل المستخدمة في غزة: تدمير يفوق هيروشيما

أكد رامي عبده، رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أسقط على قطاع غزة حوالي 70 ألف طن من المتفجرات منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. ولفت إلى أن القوة التدميرية لهذه المتفجرات تتجاوز تلك التي استخدمت في قصف هيروشيما، حيث تبلغ مساحة المدينة اليابانية حوالي 900 كيلومتر مربع بينما مساحة غزة لا تزيد على 360 كيلومتر مربع.

الأسلحة المحرمة دولياً

وأشار عبده إلى أن إسرائيل استخدمت أسلحة محظورة دولياً في هجماتها على غزة، بما في ذلك القنابل العنقودية والفسفورية، التي تسبب حروقاً خطيرة من الدرجتين الثانية والثالثة عند ملامستها للجلد. كما تتطلب هذه الأسلحة استخدام تقنيات مخاطر للمدنيين في المناطق المأهولة، مما يؤكد حجم الدمار الضخم في قطاع غزة وتحويل العديد من الأحياء إلى أنقاض.

الخلاصة

إن الوضع البيئي والصحي في قطاع غزة نتيجة للصراع الجاري يبدو قاتماً، حيث يُظهر الاستخدام المفرط للقنابل والتكنولوجيا الحربية أثرها المدمر على البيئة وصحة السكان، مؤذناً بضرورة اتخاذ إجراءات جادة لتوفير المساعدة والحماية للمدنيين.

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.