تشير دراسة جديدة إلى أن كمية ونسبة غاز الميثان القوي، الذي يحتجز الحرارة والذي ينبعث به البشر في الغلاف الجوي، قد ارتفعت، مما يعزز من تسارع تغير المناخ.
ارتفاع نسبة انبعاثات الميثان
تم الكشف في دراسة يوم الثلاثاء أن العالم قام في عام 2020، وهو آخر عام توفرت فيه بيانات كاملة، بإطلاق 670 مليون طن (608 مليون طن متري) من الميثان إلى الغلاف الجوي، بزيادة تقارب 12% مقارنة بعام 2000. وكانت النتيجة الأكثر أهمية التي توصلت إليها الدراسة المنشورة في مجلة Environmental Research Letters هي مصدر تلك الانبعاثات: حيث قفزت انبعاثات البشر بنسبة تصل إلى 18% خلال عقدين من الزمن، في حين لم ترتفع الانبعاثات الطبيعية، التي تأتي في الغالب من الأراضي الرطبة، سوى بنسبة 2% فقط في نفس الفترة.
تأثير الميثان على المناخ
أوضحت الدراسة أن مستويات الميثان في الهواء الآن أعلى بــ 2.6 مرة من مستويات ما قبل الثورة الصناعية. وقد استقرت مستويات الميثان لبعض الوقت في أوائل العقد الأول من القرن العشرين، لكنها الآن في تزايد كبير. وتسبب البشر في انبعاثات الميثان عن طريق حرق الوقود الأحفوري والمشاركة في الزراعة على نطاق واسع وإلقاء النفايات في المطامر.
تصريحات العلماء وتحذيراتهم
قال رئيس فريق الدراسة، روب جاكسون، رئيس مجموعة Global Carbon Project، إن “الميثان يمثل تهديدًا مناخيًا يتجاهله العالم”. وأضاف: “لقد ارتفع الميثان بشكل أكبر وأسرع بكثير من ثاني أكسيد الكربون”.
تأثير ثاني أكسيد الكربون
على الرغم من ذلك، فإن ثاني أكسيد الكربون يظل التهديد الأكبر، حسب ما ذكر جاكسون، العالم المناخي في جامعة ستانفورد. حيث يقوم البشر، من خلال حرق الفحم والنفط والغاز الطبيعي، بإطلاق 60 مرة أكثر من ثاني أكسيد الكربون في الهواء مقارنة بالميثان، ويستمر تأثيره لآلاف السنين.
الاحتباس الحراري وزيادة الانبعاثات
أشار جاكسون إلى أنه بسبب التخلص من الميثان من الغلاف الجوي خلال عشر سنوات تقريبًا، فإن هذا الغاز يعتبر “رافعة” قوية يمكن للبشر استخدامها لمكافحة تغير المناخ، حيث يمكن أن تؤدي تخفيضاته إلى فوائد سريعة نسبيًا.
في عام 2000، جاءت 60% من الانبعاثات من الميثان نتيجة أنشطة بشرية مباشرة؛ أما الآن فقد ارتفعت النسبة إلى 65%، وفقًا للدراسة.
التوجهات العالمية في انبعاثات الميثان
قال جاكسون إن الاتجاه الحالي لانبعاثات الميثان يمهد الطريق لارتفاع الحرارة بمقدار 3 درجات مئوية (5.4 درجة فهرنهايت)، وهو ما يتجاوز مرتين الهدف المحدد في اتفاقية باريس المناخية لعام 2015.