زيارة غير واضحة المعالم.. ما هي المواضيع التي ناقشها بوتين مع رئيس أذربيجان في باكو؟

Photo of author

By العربية الآن



زيارة غير متوقعة.. لقاء بوتين بنظيره الأذربيجاني في باكو

russia's president vladimir putin and azerbaijan's president ilham aliyev attend a joint press conference at the zagulba residence outside baku, azerbaijan august 19, 2024. sputnik/grigory sysoev/kremlin via reuters attention editors - this image was provided by a third party.
بوتين وعلييف ناقشا التعاون الثنائي وقضايا الأمن في جنوب القوقاز (رويترز)

موسكو– اختتم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زيارة استمرت يومين إلى أذربيجان، حيث ناقش مع نظيره الأذربيجاني إلهام علييف سبل تعزيز التعاون الثنائي وقضايا الأمن في جنوب القوقاز.

تمت زيارة بوتين إلى باكو في وقت يواجه فيه الجيش الروسي تحديات كبيرة في الحرب ضد أوكرانيا، حيث تمكنت أوكرانيا من التوغل في مقاطعة كورسك الروسية والسيطرة على مساحات واسعة منها.

تدل هذه الزيارة على أهمية العلاقات بين روسيا وأذربيجان، رغم أن الأخيرة ليست عضوًا في منظمة معاهدة الأمن الجماعي أو الاتحاد الأوراسي، إلا أن هناك علاقات سياسية واقتصادية مستقرة بين الدولتين.

russia's president vladimir putin and azerbaijan's president ilham aliyev leave after a state reception at the gulustan palace in baku, azerbaijan august 19, 2024. sputnik/mikhail tereshchenko/pool via reuters attention editors - this image was provided by a third party.
الزيارة جاءت في سياق تدهور العلاقات بين موسكو وأرمينيا (رويترز)

على وقع الأزمة مع أرمينيا

تأتي الزيارة في وقت تشهد فيه العلاقات الروسية الأرمينية تدهورًا ملحوظًا، حيث اتخذ هذا التدهور شكلًا واضحًا بعد استعادة أذربيجان السيطرة على إقليم ناغورني قره باغ في سبتمبر الماضي. وقد أبدت يريفان استياءها من موقف موسكو في القوقاز، واستدعت ممثلها من منظمة معاهدة الأمن الجماعي، وأرسلت مساعدات إنسانية إلى أوكرانيا، وأعلنت انضمامها إلى المحكمة الجنائية الدولية التي أصدرت مذكرة اعتقال بحق فلاديمير بوتين.

ترافق ذلك مع تقارب أرميني ملحوظ مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، بينما عبّرت موسكو عن انزعاجها من تصرفات يريفان، معتبرة أنها تسعى لطردها من منطقة جنوب القوقاز.

رغم هذه الأوضاع، تعكس تصريحات بوتين في باكو رغبة روسيا في لعب دور فعال في التسوية بين أذربيجان وأرمينيا، وعدم تفضيلها القطيعة مع يريفان.

وصرح بوتين بأن روسيا ستستمر في المساهمة في تطبيع العلاقات بين باكو ويريفان، وضرورة التوصل إلى معاهدة سلام وفقًا للاتفاقيات السابقة للمسؤولين الثلاثة من روسيا وأذربيجان وأرمينيا، بالإضافة إلى العمل على ترسيم الحدود.

وأضاف: “رغم انشغال روسيا بالأزمة الأوكرانية، فإن دورها التاريخي في جنوب القوقاز يلزمها بالمشاركة في حل القضايا هناك.. سنكون سعداء جدًا إذا تمكنا من تحقيق اتفاق سلام بين أذربيجان وأرمينيا”.

كما أكد بوتين أنه سيبلغ رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان نتائج الزيارة عند عودته إلى موسكو.

رأس جبل الجليد

وفقًا للخبير في شؤون القوقاز، أندريه أريشيف، فإنه من الواضح أن الغرب يسعى لفصل أرمينيا عن روسيا، وتحويلها إلى “جورجيا ثانية”، مما يستدعي الحاجة إلى التغلب على هذه التوترات، بما في ذلك التعاون مع أذربيجان لدفع الطرفين نحو اتفاق سلام نهائي.

بحسبه، فإن “سلوك أرمينيا” يعزز من احتمال المواجهة العلنية مع الغرب، مع احتمال سعي الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة للضغط على باكو من أجل عدم تعزيز علاقاتها مع موسكو، حتى ولو من خلال الضغط على حلفائها المقربين مثل تركيا.

ولم يستبعد أريشيف أيضًا أن تكون زيارة بوتين إلى باكو نابعة من قلق موسكو تجاه دعم أذربيجان الخفي لإسرائيل، حيث تسعى روسيا لحماية العلاقات مع إيران في حال تصاعد النزاع بين طهران وتل أبيب.

وعن توقيت الزيارة في ظل التطورات في كورسك، أوضح المتحدث أنها تعكس ثقة بوتين بأن الجيش سيحافظ على الوضع في المقاطعة والمناطق الحدودية مع أوكرانيا، بناءً على التقارير التي تؤكد تحقيق تقدم روسي في الأراضي الأوكرانية.

خلص إلى أن الأبعاد الحقيقية لزيارة بوتين إلى باكو يمكن تقييمها من خلال النتائج الرسمية للزيارة، مشيرًا إلى أن الجغرافيا السياسية تشبه جبل الجليد، حيث تبقى ثلاثة أرباعه تحت السطح.

تعاون تحت وطأة العقوبات

ركزت مباحثات الزعيمين على العلاقات الاقتصادية بين روسيا وأذربيجان، خاصة في ضوء العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا، حيث يسعى الطرفان لتطوير التعاون عبر المدفوعات بالعملتين الوطنيتين.

وصل حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 4.1 مليار دولار عام 2023، وفي النصف الأول من هذا العام، زادت بنسبة تزيد عن 7% لتصل إلى ملياري دولار. كما بلغت الاستثمارات الروسية المباشرة في أذربيجان 4.2 مليار دولار، بينما يوجد حوالي 1300 شركة روسية تعمل هناك.

واحدة من المبادرات المهمة خلال اللقاء كانت إدخال نظام الدفع الروسي “مير” في أذربيجان، بهدف تعزيز التحويلات المالية والتجارة بين البلدين في ظل التغيرات الاقتصادية العالمية.

المجال الأهم في التعاون الثنائي هو مشروع النقل الشمالي-الجنوبي، الذي يهدف إلى ربط البنية التحتية للروس بالمحيط الهندي عبر أذربيجان وإيران، بحسب المحلل الاقتصادي فيكتور لاشون.

إذا تحقق هذا الممر الشمالي-الجنوبي، فسوف يمثل إنجازًا تاريخيًا، يضمن نقل الغاز الروسي إلى المحيط الهندي عبر إيران والوصول إلى الموانئ الإيرانية على الخليج العربي.

وأوضح أن أهمية مشروع “الشمال-الجنوب” باتت أكبر الآن بعد إغلاق طرق التجارة التقليدية عبر أوروبا أمام روسيا في عام 2022، الأمر الذي يعزز التجارة مع الشركاء الجدد لروسيا في أفريقيا والشرق الأوسط، مع كون أذربيجان واحدة من أبرز الممرات التي تربط موسكو بهما.

المصدر : العربية الآن



رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.