### محادثات بين زيلينسكي وماكرون حول نشر القوات الغربية في أوكرانيا
كييف، أوكرانيا (أسوشيتد برس) — أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه ناقش مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إمكانية نشر قوات غربية في أوكرانيا لضمان اتفاق سلام محتمل لإنهاء الحرب المستمرة منذ ما يقرب من ثلاث سنوات مع روسيا.
### زيارة وزير الدفاع الألماني
جاء إفصاح زيلينسكي قبل زيارة رسمية إلى كييف يوم الثلاثاء من قبل وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس. وقد وصل بيستوريوس إلى كييف بشكل غير معلن بعد اجتماع مع نظرائه من فرنسا والمملكة المتحدة وإيطاليا وبولندا في وارسو يوم الاثنين. وتعتبر ألمانيا والدول الأربعة الأخرى من أكبر خمس دول إنفاقاً عسكرياً في أوروبا.
أوضح بيستوريوس لوكالة الأنباء الألمانية “دي.بي.أيه” أن زيارته إلى كييف تهدف إلى التأكيد على دعم ألمانيا القوي لأوكرانيا في وقت يشهد فيه احتمال تغيير السياسة الأمريكية بشأن الحرب مع بدء فترة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.
### دعم ألمانيا لأوكرانيا
قال بيستوريوس إن زيارته “إشارة إلى أن ألمانيا، كأكبر دولة في حلف الناتو في أوروبا، تقف إلى جانب أوكرانيا – ليس وحدها، بل مع مجموعة الخمس والعديد من الحلفاء الآخرين”. وقد انتقد ترامب تكلفة الحرب على دافعي الضرائب الأمريكيين من خلال حزم المساعدات العسكرية الكبيرة لأوكرانيا، وأكد عزمه على إنهاء النزاع بسرعة، معتبراً أهمية نقل جزء أكبر من عبء النزاع إلى أوروبا.
### المبادرات الفرنسية وضمانات الأمن
قبل نحو عام، أثار ماكرون ردود فعل غاضبة بين القادة الآخرين بعد أن أشار إلى إمكانية وضع قوات غربية في أوكرانيا، مما عزله على الساحة الأوروبية. وقد ذكر زيلينسكي أنه يحتاج إلى ضمانات أمنية لتعزيز أي اتفاق سلام، مشيراً إلى مناقشته مع الرئيس الفرنسي حول هذه القضايا.
قال زيلينسكي: “باعتبارها واحدة من هذه الضمانات، ناقشنا المبادرة الفرنسية لنشر فرقة عسكرية في أوكرانيا. واعتبرنا خطوات عملية لتنفيذها، وكذلك إمكانية توسيعها ومشاركة دول أخرى في هذا الإطار”.
### المخاطر المحتملة لنشر قوات أوروبية
يواجه إرسال قوات أوروبية كقوات حفظ سلام إلى أوكرانيا مخاطر كبيرة. فقد لا يمنع هذا الإجراء روسيا من مهاجمة أوكرانيا مرة أخرى، وهو ما يشكل قلقاً لدى المسؤولين الأوكرانيين، وقد يؤثر على دول أوروبا في دخول مواجهة مباشرة مع موسكو، مما قد يؤدي بدوره إلى إدخال حلف الناتو – بما في ذلك الولايات المتحدة – في صراع أكبر.
تواصل القوة الروسية الأكبر دفع القوات الأوكرانية إلى الدفاع على طول خط الجبهة الذي يمتد لحوالي 1000 كيلومتر. تعاني الدفاعات الأوكرانية من ضغط كبير في منطقة دونيتسك الشرقية في ظل الهجمات الروسية المستمرة.
### الضربات الأوكرانية في العمق الروسي
نجحت أوكرانيا في بناء ترسانة محلية من الطائرات المسيّرة طويلة المدى والصواريخ التي تستخدمها لضرب أهداف في العمق الروسي، بعيدا عن خط الجبهة. وعادة ما تكون الأهداف بنى تحتية تدعم الجهد الحربي الروسي، مثل مخازن الأسلحة ومصافي النفط والمصانع.
قال حاكم منطقة ساراتوف الروسية، رومان بوسارين، إن منشأتين صناعتين في المنطقة الغربية من روسيا تعرضتا لأضرار بعد هجوم طائرات مسيّرة أوكرانية “ضخم”. وأشار إلى أن الدفاعات الجوية الروسية أسقطت “عدداً كبيراً” من الطائرات المسيّرة، دون تقديم تفاصيل إضافية.