زيارة زيلينسكي إلى واشنطن في ظل توترات انتخابية
واشنطن (AP) – يقوم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بزيارة لواشنطن يوم الخميس في وقت يواجه فيه الدعم الأمريكي لبلاده في صراعها ضد روسيا اختبارًا سياسيًا في ظل الانتخابات الرئاسية الحالية.
توجهات الدعم في ظل الانتخابات
تعهدت نائبة الرئيس كامالا هاريس، المرشحة الديمقراطية للرئاسة، بمواصلة تقديم المساعدات العسكرية لأوكرانيا إذا تم انتخابها، ومن المزمع أن تجري اجتماعًا خاصًا مع زيلينسكي بعد لقائه بالرئيس جو بايدن.
ومع ذلك، تستمر العلاقة المتوترة بين زيلينسكي والرئيس السابق دونالد ترامب، المرشح الجمهوري، في التدهور. حيث انتقد ترامب زيلينسكي بدلاً من الاجتماع معه، معتبرًا أن الولايات المتحدة “تستمر في منح المليارات لرجل يرفض التوصل إلى صفقة” لإنهاء الحرب.
خطر سياسية الصراع
تواجه أوكرانيا أصعب الأوقات السياسية في واشنطن منذ اندلاع الحرب مع روسيا قبل ثلاث سنوات. ويسعى المسؤولون الأوكرانيون للحفاظ على علاقات جيدة مع الرئيس الأمريكي المقبل، الذي يعد المزود الأكبر والأساسي للأسلحة والمال والدعم.
في الوقت نفسه، يواجه زيلينسكي خطر الانزلاق إلى صراعات سياسية انتخابية، مما قد يعيق النقاش حول الحرب التي كانت في السابق قضية تحظى بدعم ثنائي الحزب في واشنطن.
تصريحات زيلينسكي وتوجيهات انتخابية
بدءًا من يوم الأحد، اشتعلت التوترات بعد نشر ذا نيوركر لمقابلة مع زيلينسكي انتقد فيها جي دي فانس، نائب ترامب، باعتباره “متطرفًا جدًا” بسبب اقتراحه بأن تتنازل أوكرانيا عن بعض أراضيها لإنهاء الحرب. كما قال زيلينسكي إن شعوره هو أن ترامب “لا يعرف حقًا كيف يوقف الحرب حتى لو اعتقد أنه يعرف”.
في ذات اليوم، قام زيلينسكي بجولة في مصنع في بنسلفانيا ينتج الذخائر للحرب. ورافقه الحاكم الديمقراطي جوش شابيرو، الذي يعد أحد أبرز مؤيدي هاريس، بينما انتقد الجمهوريون الزيارة باعتبارها خدعة سياسية في ولاية تعتبر ساحة معركة انتخابية.
انتقادات من نواب الجمهوريين
طالب رئيس مجلس النواب مايك جونسون زيلينسكي بإقالة السفير الأوكراني لدى الولايات المتحدة، مدعيًا أن الجولة تهدف إلى مساعدة الديمقراطيين وتعتبر بالتأكيد تدخلًا في الانتخابات.
ورغم رفض جونسون، الجمهوري من لويزيانا، الاجتماع مع زيلينسكي يوم الخميس أثناء زيارته للكونغرس قبل توجهه إلى البيت الأبيض، يتوقع أن يتحدث زيلينسكي مع عدد من أعضاء مجلس النواب، بما في ذلك رؤساء لجان جمهوريين. ومن المقرر أيضًا أن يلتقي مع أعضاء مجلس الشيوخ في جلسة ثنائية الحزب.### زيارة زيلينسكي لواشنطن ودلالاتها
تزامنت زيارة رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي إلى واشنطن مع الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حيث ألقى كلمة يوم الأربعاء. الأسبوع الماضي، أشار ترامب إلى أنه قد يلتقي زيلينسكي أثناء وجوده في الولايات المتحدة، لكن مسؤولاً كبيراً في حملته الانتخابية أكد عدم وجود اجتماع محدد بينهما.
عدم وجود اجتماع مع ترامب
المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه لمناقشة الأمور الخاصة، قال إن ترامب أخبر زيلينسكي في يوليو الماضي بأنه سيكون من الأفضل على الأرجح عدم الاجتماع قبل الانتخابات. ولم يرد مستشار لزيلينسكي على استفسارات حول لقاء محتمل بين الرئيسين.
تداعيات العلاقة بين ترامب وزيلينسكي
واجه ترامب عواقب سياسية خلال فترة ولايته الأولى بسبب طلبه من زيلينسكي المساعدة في التحقيق حول بايدن، الذي كان آنذاك مرشحاً لمنصب الرئيس من الحزب الديمقراطي، في وقت كان يسعى فيه الزعيم الأوكراني للحصول على دعم من واشنطن.
مخاوف بشأن المساعدات العسكرية
تثير العودة المحتملة لترامب إلى البيت الأبيض مخاوف من أنه قد يقطع أو يضع شروطاً على المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا. كما أبدى ترامب إعجابه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وعبّر هذا الأسبوع عن تقديره لسجل روسيا في الفوز بالحروب.
رأي الخبراء
قال تشارلز كوبشين، زميل رفيع المستوى في مجلس العلاقات الخارجية، إن ترامب ليس مخطئاً في رغبته في إنهاء الحرب من خلال التفاوض. ومع ذلك، حذر من أن ترامب قد يسهم في تآكل موقف أوكرانيا من خلال تمكين بوتين من تحقيق المزيد من المكاسب في ساحة المعركة.
وأكد كوبشين: “لا أوكرانيا ولا روسيا ستفوز في هذه الحرب، وكلما حاولت الأطراف إنهاءها، كان ذلك أفضل”. وأضاف: “حيث يضل ترامب الطريق، وحيث يمتلك بايدن وهاريس حجة أقوى، هو أننا لا نصل إلى تلك النقطة عن طريق التخلي عن أوكرانيا، بل من خلال تقديم الدعم الكافي لها حتى تتمكن من وقف المزيد من الاعتداءات الروسية”.
موقف هاريس من دعم أوكرانيا
يتوقع زيلينسكي نبرة مختلفة تمامًا من هاريس، التي التقت به في ميونيخ قبل أيام من غزو روسيا. خلال مناظرتها مع ترامب في وقت سابق من هذا الشهر، عبّرت هاريس عن فخرها بالدعم الأمريكي للدفاع العادل لأوكرانيا، قائلة: “لو كان دونالد ترامب رئيسًا، لكان بوتين يجلس في كييف الآن”.
ساهم كتاب من وكالة أسوشيتد برس، منهم عامر مدحاني وميشيل برايس في نيويورك وإلين كنسمير وليزا ماسكارو في واشنطن، في إعداد هذا التقرير.