
لماذا تآكلت الثقة بين الناس وما جدوى تعزيزها؟

في نقاش مثير، سلط غطاس الضوء على أرقام صادمة تشهد على تآكل الثقة، حيث انخفضت نسبة من يعتقدون بأن “أغلب الناس أهل للثقة” من 60% في خمسينيات القرن الماضي إلى 30% فقط في التسعينيات.
وبيّن أن الثقة ليست مجرد قيمة أخلاقية، بل هي الأساس الذي تبنى عليه العلاقات الشخصية والمهنية والعائلية. حيث صرح بأنه من المستحيل أن يستقل المرء سيارة أجرة أو يسافر بالطائرة أو يزور مستشفى أو حتى يرسل أطفاله إلى المدرسة دون وجود حد أدنى من الثقة.
كما شاركت سيدة الأعمال السعودية أمل دخان في الحلقة بتجربتها الشخصية، حيث أكدت أنها لم تفقد الثقة في الآخرين رغم الفشل والخيبات التي واجهتها، مشيرة إلى أن “الثقة بالنسبة لي هي أساس الإنسانية. أبدأ من افتراض أن الشخص أمامي جدير بالثقة، وهذا ما يفتح لي آفاقا أوسع في العلاقات والعمل”.
وأضافت أنها واجهت تحديات كبيرة، بينها الإصابة بالسرطان ثلاث مرات، وتحولها من معلمة رياض أطفال إلى واحدة من أقوى سيدات الأعمال في الشرق الأوسط، مما يظهر أهمية الثقة في التغلب على الفشل ومواصلة النمو.
الخوف من الفشل
بينت أمل أن بناء الثقة يبدأ منذ الطفولة، حيث كانت خلال فترة عملها كمعلمة لرياض الأطفال تشجع الأطفال على تجربة الأفكار الجديدة دون خوف من الفشل. وزادت: “التجربة المتكررة والتقبل للآراء المختلفة تجعل العقل أكثر مرونة، وتقلل من تأثير الإخفاقات على النفس”.
وسلط غطاس الضوء أيضًا على الضغوط التي يتعرض لها الجيل الحالي بفعل المثالية الزائفة التي تعرض عبر منصات التواصل الاجتماعي، مشيرًا إلى أن قلة من الناس يشاركون تجاربهم الحقيقية، مما يعمق الخوف من الفشل ويزيد الضغط النفسي.
وفي سياق آخر، روت أمل تجربتها في مواجهة الخوف من المجهول، حيث اعتمدت على ثقتها بقدرتها على التعلم والتطور رغم افتقارها للمعرفة الأكاديمية والعملية.
واختتمت الحلقة برسالة مهمة تفيد بأن تعزيز الثقة يبدأ من القبول بالفشل كجزء من عملية التعلم، وعدم افتراض السوء في الآخرين. كما قالت أمل، “الثقة ليست جهلا، بل إدراك بأن التجربة نفسها هي ما يصقل الإنسان”.
وأكد غطاس في النهاية على أهمية استعادة المجتمع لقيمة الثقة، كونها ليست مجرد وسيلة لتحقيق النجاح، بل تضمن استمرارية العلاقات الإنسانية والرفاهية النفسية للأفراد.
رابط المصدر