الهدوء يخيم على شواطئ حيفا مع تصاعد التهديدات
حيفا، إسرائيل (AP) — الشواطئ الرملية في مدينة حيفا، ثالث أكبر مدينة في إسرائيل، فارغة. تتوقف الأعمال مبكرًا، والعديد من المطاعم مغلقة. الأماكن الوحيدة التي تكتظ بالزوار، مع تزايد تهديد الحرب الأوسع مع حزب الله، هي الملاجئ العامة.
مدينة حيفا وتاريخها الثقافي
تعد حيفا مدينة ساحلية يقطنها حوالي 300,000 نسمة، وهي رأس المال الثقافي والاقتصادي شمال إسرائيل. ومع تصاعد الأعمال القتالية مع إسرائيل هذا الأسبوع، وجد السكان أنفسهم في حالة تأهب لما يخشون أن يكون أسوأ جولة من العنف منذ أن تعرضت المدينة لقصف بالصواريخ قبل نحو عقدين من الزمن.
تجدد النزاع العسكري
قال ديفيد مامن، أحد سكان حيفا، “كل شيء سيء. صافرات الإنذار لا تتوقف.” تجري الاشتباكات بين إسرائيل وحزب الله، مما يُعَد جولة القتال الأكثر شدة منذ حرب 2006 التي انتهت بالتعادل. حيث بدأ حزب الله بقصف إسرائيل بعد يوم واحد من هجوم حماس في 7 أكتوبر، مما أثار مخاوف من الدخول في حرب شاملة.
تصاعد الاشتباكات
جلب التصعيد هذا الأسبوع المنطقة إلى أخطر نقطة شهدتها في العام الماضي، حيث كثفت إسرائيل غاراتها في لبنان، فيما قام حزب الله بتوسيع نطاق نيرانه عميقًا داخل الأراضي الإسرائيلية، بما في ذلك حيفا.
أعداد القتلى تتزايد
هذا الأسبوع، أفادت المصادر اللبنانية بأن الغارات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل العشرات، مما رفع عدد الضحايا خلال الأيام الثلاثة الماضية إلى أكثر من 600 قتيلاً، مع إصابة أكثر من 2000 شخص. توجهت العائلات الفارة نحو بيروت ومدينة صيدا الساحلية، بينما فر الآلاف إلى سورية المجاورة.
ملاجئ حيفا تتأهب
تعرضت حيفا لقصف يبلغ حوالي 300 صاروخ خلال حرب 2006، ووفقًا لجيل ميلر، المتحدث باسم المدينة، كان حوالي 100 من هذه الصواريخ قد ألحقت أضرارًا بالمنازل. كما تمتلك إسرائيل الآن نظام دفاع جوي متطور ساعد في تدمير الصواريخ القادمة، حيث لوحظت أعمدة من الدخان الأبيض فوق المدينة.
خطط الطوارئ في المدينة
لكن التهديد من الصواريخ لا يزال قائمًا، ففي يوم الأحد، سقط أحد الصواريخ في ضاحية من حيفا، مما ألحق الأضرار بالمنازل والسيارات. وأفادت الإسرائيل العسكرية بأن خمسة صواريخ أُطلِقت نحو المدينة منذ يوم الأحد.
مع القلق من احتمال نشوب حرب شاملة، قال ميلر إن حيفا فتحت 110 ملاجئ عامة لنحو 40% من سكان المدينة الذين لا يمتلكون ملجأ في منازلهم أو مبانيهم السكنية، ومعظمها من البنايات القديمة. وتحتوي هذه الملاجئ على مكيفات هواء ومولدات كهربائية ومياه وإنترنت لاسلكي. بالإضافة إلى استعداد البلدية لاستخدام أكثر من عشرة مواقف سيارات تحت الأرض إذا لزم الأمر. وأكد ميلر: “حيفا جاهزة”.
القلق الاقتصادي ومخاوف المستقبل
اتخذت المدينة تدابير أخرى لحماية سكانها. حيث يتلقى حوالي 60,000 طفل ومراهق التعليم عن بُعد، كما تم تحويل المرضى في مستشفى المدينة الرئيسي إلى جناح محصن تحت الأرض. يذكر أن حوالي 11% من سكان المدينة من أصول فلسطينية، مما يجعلها واحدة من القليل من المدن الإسرائيلية ذات الغالبية اليهودية التي تضم نسبة كبيرة من العرب. وفقًا لأمل عرابي، ناشطة محلية، قلق العديد من السكان يتمحور حول الأثر الاقتصادي المترتب على الحرب.
وأوضحت عرابي أن businesses تواجه صعوبات، حيث يقول أصحاب الأعمال: “إذا فتحت، سأخسر المال. وإذا أغلقت، سأخسر المال”، مشيرة إلى أن المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل عمومًا يعانون من فقر مقارنة باليهود الإسرائيليين.
حياة السكان تحت التهديد
خارج أحد الملاجئ العامة، جلس السكان على كراسي بلاستيكية في انتظار صافرات الإنذار التالية. داخل الملجأ، انتشرت المراتب الرقيقة على الأرض بجانب حطام القليل من الأغراض الشخصية: حفاضات، أكواب بلاستيكية، وحقائب ظهر. وكان الأطفال الصغار، الذين خرجوا من المدرسة، يجلسون بلا هدف في الداخل. قالت أوري بتش، إحدى سكان حيفا، “هنا قصف لا نهاية له. هذا هو المكان الوحيد الذي لدينا لنحمي أنفسنا.”
نهاية مؤلمة
أبلغ غولدنبرغ من تل أبيب، إسرائيل.