تحذيرات بريطانية من تصعيد إيراني
أعلنت بريطانيا يوم الأحد أنها قد تلجأ لتفعيل آلية «سناب باك» لمواجهة الانتهاكات الإيرانية للاتفاق النووي الموقع عام 2015، مما قد يعرض إيران لعواقب العودة الفورية إلى العقوبات الدولية في حال استمرت في تصعيد برنامجها النووي.
ذلك جاء في إطار تصريح من وزارة الخارجية البريطانية، تزامنًا مع محادثات مرتقبة يوم الجمعة في جنيف بين الدول الثلاث الأوروبية (بريطانيا، فرنسا، ألمانيا) وإيران، بهدف إيجاد حل للأزمة المتعلقة بالاتفاق النووي.
ردود إيران على الضغوط الغربية
فيما يتعلق بالقرار الذي اقترحته الدول الغربية، صرح مسؤولون إيرانيون أنهم يتخذون خطوات مثل تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة ومتقدمة لتخصيب اليورانيوم.
وأفادت وكالة «كيودو» اليابانية بأن حكومة الرئيس الإيراني تسعى للتوصل إلى حل للأزمة النووية قبل تولي الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، منصبه في يناير المقبل.
على صعيد آخر، أكدت وزارة الخارجية البريطانية التزامها بالتحرك الدبلوماسي لمنع إيران من تطوير أسلحة نووية، بما في ذلك تفعيل آلية سناب باك إذا تطلب الأمر.
خشية من العودة إلى سياسة الضغوط القصوى
تخشى إيران من أن الرئيس ترمب قد يعود لاستراتيجية الضغوط القصوى، بما في ذلك تفعيل آلية «سناب باك». كما أعرب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي عن قلقه من احتمال قيام الدول الأوروبية بتفعيل هذه الآلية قبل انتهاء صلاحية قرار «2231» في أكتوبر 2025.
بعد انسحاب ترمب من الاتفاق النووي في 2018، ردت إيران بخطوات غير مسبوقة في برنامجها النووي، بما في ذلك زيادة مستوى تخصيب اليورانيوم. وتكررت التهديدات الإيرانية بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي إذا تم تحويل ملفها النووي إلى مجلس الأمن بسبب تقليص التزاماتها.
في هذا السياق، أشار نائب وزير الخارجية الإيراني كاظم غريب آبادي إلى أن إيران ستنسحب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية إذا تم تنفيذ العقوبات الأممية مرة أخرى، في إطار تفعيل آلية «سناب باك».
آلية فض النزاع
يشير تفعيل «سناب باك» إلى وجوب تفعيل آلية «فض النزاع» أولاً. وفي إدارة ترمب الأولى، تمت محاولة تفعيل هذه الآلية لكن قوبلت بمعارضة من الدول الأوروبية. وفي يناير 2020، قامت الدول الأوروبية بتفعيل آلية «فض النزاع» كخطوة لتعزيز تطبيق الاتفاق النووي، ولكنه تم لاحقًا تمديدها لتجنب إحالة الملف إلى مجلس الأمن.
قال المسؤول في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إنهم اتفقوا على عدم تحديد إطار زمنياً صارماً يؤدي إلى الانتهاء من الاتفاق النووي، بل يرغبون في الحفاظ على الاتفاق.
إجراءات تنفيذ آلية فض النزاع
الخطوة الأولى: في حال اعتقد أي من أطراف الاتفاق أن هناك انتهاكًا، يمكنه إحالة الأمر إلى لجنة مشتركة تتضمن الإيرانيين وروسيا والصين والدول الأوروبية.
لدى اللجنة 15 يوماً لحل المشكلة، وإذا لم يتمكنوا، يتم التصعيد إلى وزراء الخارجية. كما يمكن للطرف المتضرر طلب استشارة من مجلس استشاري.
الخطوة الثانية: في حال عدم الحل بعد 30 يوماً من الإجراءات، يمكن اعتبار المسألة عدم الالتزام، وإخطار مجلس الأمن الدولي.
الخطوة الثالثة: يجب على مجلس الأمن التصويت على قرار يحدد ما إذا كان سيتم استمرار تخفيف العقوبات أم لا. إذا لم يتم اتخاذ القرار خلال 30 يوماً، تعود العقوبات تلقائيًا.
إن هذا الإجراء قد يضع إيران في موقف خطير في حال استمر عدم الالتزام، مما قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع في العلاقات الدولية.
“);
googletag.cmd.push(function() { googletag.display(‘div-gpt-ad-3341368-4’); });
}
التوترات المتزايدة في ظل هذه الظروف قد تشكل تهديدًا أكبر للسلام والأمن الإقليمي والدولي.