تحولات المواقف السياسية لنجوم الدراما السورية بعد سقوط الأسد
منذ اللحظة التي أعلن فيها سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد، شهدنا تغييرات جذرية وسريعة في مواقف عدد من نجوم الدراما السورية، الذين تحولوا فجأة ودون مقدمات ملحوظة في مواقفهم السياسية.
التغييرات المفاجئة في المواقف
لم يمهد لهذه التغييرات حتى خلال معركة “ردع العدوان” التي أطاحت بنظام الأسد في 11 يومًا. انتظر هؤلاء النجوم حتى تحرير دمشق من سلطة البعث كي يصرحوا بمواقفهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام.
أول المصرحين: أيمن زيدان
بدأ الممثل أيمن زيدان بإعلان موقفه على فيسبوك قائلاً: “اعترافًا بالخطأ، كنا أسرى لثقافة الخوف، ولكن الآن نجد شجاعة شعب ينشر ثقافة التسامح. شكرًا لأنني ودّعت خوفي وأوهامي”.
نجوم آخرون يتبعون
توالت التصريحات من نجوم آخرين مثل دريد لحّام الذي علّل سكوته السابق بالخوف قائلاً إنه لو تحدث مسبقًا “لكنا اليوم نجد عظامه في سجن صيدنايا”.
ردود فعل متنوعة
سلاف فواخرجي عبّرت بذكاء عن موقفها دون إنكار مساهماتها السابقة، ومع ذلك نالت انتقادات لاذعة. سوزان نجم الدين ظهرت عبر التلفاز محاولةً التعبير عن تعاطفها مع الضحايا، ما عرضها لانتقادات قاسية.
تصريحات سيف الدين السبيعي المثيرة
المخرج سيف الدين السبيعي أدلى بتصريحات جريئة عبر إنستغرام، مهاجمًا بشار الأسد وموضحًا خلافاته العائلية والسياسية، ما أشعل معركة تصريحات واتهامات في الوسط الفني.
مصطلح “التكويع” والأجواء الجديدة
أطلقت مصطلح “التكويع” على هؤلاء الفنانين الذين غيّروا مواقفهم لصالح الثورة السورية، وصار متداولاً في الساحة السورية. ورغم التحذيرات الرسمية، لم يمنع الانتشار الكبير لهذه الظاهرة بين السوريين.
رابط المصدر.# مسألة “التكويع”: الفنانون السوريون بين النقد والمساءلة
استطلعت صحيفة آراء المواطنين في سوريا حول قضية الفنانيين الذين غيروا مواقفهم، وابتدأنا مع الممثل وئام إسماعيل. أشار وئام إلى أن “هناك شريحة كبيرة، ليست فقط من الفنانين، يضعون مصالحهم فوق كل شيء. البعض غيّر مواقفه خوفاً على مصيره، خاصة إذا كانوا من الداعمين المتشددين للنظام السابق. هؤلاء افتقدوا للمبادئ منذ البداية، ويرجعون لأحادية مصدر الوعي لديهم وهو الإعلام”.
من جهته، يعبر المغني محمود حداد عن ضرورة صدق الفنانين في الذين يجب أن يدينوا بشهرتهم للجمهور. ويضيف محمود، “النفاق لا يُقبل، والجمهور قادر على تمييز الحقيقة بين من يفعل الفن ومن يفتن، ويجب أن يكون النقد موضوعيًا”.
علي رضا، مدير الترويج، يشير إلى ظهور رموز فنية دعمت النظام، مثل مصطفى الخاني. ويقول “هذه الشخصيات انفصلت عن الشعب السوري، ويدعو لاتخاذ إجراءات مثل الطرد من النقابة.”
ويضيف “على الفنانين الذين دعموا الشعب أن يُكرّموا على مواقفهم، ويجب على المؤيدين للنظام أن يعتذروا بصدق.”
## دعوات للاعتذار
المراسل الصحفي مهدي العثمان يدعو الفنانين “المكوّعين” للاعتذار، قائلاً: “هذا الاعتراف دليل على الشرف الذي يفتقرون إليه”.
مؤيد جانودي، فنّي المونتاج، يُطالب هؤلاء الرحيل من سوريا، مؤكداً على ضرورة المحاسبة لمن تلطّخت أيديهم بالدعم الزائد للنظام على حساب الحقيقة.
## رأي متوازن
الموظف المتقاعد عمر عارف يقدم رأي يوازن بين النقد والمسامحة، تاركًا الكلمة الأخيرة للسوريين في التمييز بين المخلصين والمخادعين.
استياء وغضب ضد المتعاملين مع النظام السابق
يعبر العديد من السوريين عن استيائهم الشديد جراء الظلم الذي تعرضوا له، حيث يجد الكثير من المواطنين مبررات كافية لمواقفهم المعارضة للعفو عن المتعاونين مع النظام السابق. أحدهم، محمد سمير، من مالكي محلات الأعشاب في دمشق، يعبر عن غضبه الشديد قائلاً: “لقد تعرضت للظلم الكبير بسبب ابني الذي كان أحد المقاتلين في الجيش الحر. بعد استشهاده، بدأوا بملاحقتي وسجني لمرات عديدة، وتعرضت للتعذيب من قبل النظام المخلوع. كل ذلك كان بسبب المخبرين المدنيين في حي الميدان حيث أسكن. لن أغفر لهؤلاء المتعاونين ولن أسامحهم هم وكل من تلطخت يدهم بالدماء”.
يعترف خالد عبد الستار برفضه للخطاب الداعي للمسامحة، مشيراً إلى ضرورة محاسبة جميع المتعاونين، قائلاً: “يجب محاسبة المتعاونين جميعهم، ولا أقصد بذلك نجوم الساحة الفنية فقط، بل كل من تآمر وتسبب لنا بالظلم من خلال كتابة تقارير مخابراتية كاذبة. كيف لنا أن نسامح من لم يرحمنا؟”.