اكتشافات أثرية فريدة في البحرين
تعتبر جزيرة البحرين موطناً للعديد من المقابر الأثرية، من بينها مقبرة تُعرف باسم الحجر، التي تضم مجموعة متنوعة من المدافن الجماعية والفردية. تمتد تاريخ هذه المقبرة إلى الألفية الثانية قبل الميلاد وتستمر حتى القرون الأولى من عصرنا. وقد أُكتشف فيها تمثالان أنثويان في مدفن خالٍ من أي بقايا بشرية، حيث يمثلان أسلوباً فنيّاً غير موجود في مدافن البحرين الأخرى، مما يُبرز اهتمام العلماء بهذه الحالة الفريدة خلال الدراسات الأثرية التي أجريت في العقود الأخيرة.
موقع المقبرة وتاريخها
تستمد مقبرة الحجر اسمها من القرية المجاورة لها، ويحدها جنوباً قرية القدم. تقع هذه المقبرة بين القريتين اللتين تطلان على شارع البديع في المحافظة الشمالية، وقد بدأت إدارة الآثار في البحرين بأعمال استكشافها منذ السبعينات. تشير الأدلة إلى أن الموقع يعود إلى فترة استيطانية قديمة تعود إلى دلمون، وهي حضارة عُرفت بحضورها كمركز تجاري على ساحل الخليج.
تفاصيل التمثالين الفنيين
تشير الدراسات إلى أن هذه المقبرة تم استخدامها خلال عصور مختلفة، حيث تم العثور على تمثالين تم ذكرهما لأول مرة في معرض خاص بالبحرين بباريس عام 1999. والجدير بالذكر أن التمثالين وُجدوا في مدفن خالٍ من العظام أو الأواني، مما يثير الاستغراب ويجعلهم موضوعاً للبحث.
التمثالان يجسدان ملامح متطابقة تقريباً، حيث يتشابه حجمها وأبعادها. يتميزان بغياب الحركة عنهما، مما يضفي عليهما طابع السكون. يُظهر التمثالان أسلوباً فنياً مختلفاً يرتبط بالنحت الثلاثي الأبعاد، ويتضح فيهما تفاصيل دقيقة في الملامح والتصميم.
الاستنتاجات العلمية
اكتشف الباحثون أن التمثالين ربما يعودان إلى نهاية القرن الثاني الميلادي من فترة تايلوس. كما أن بعض الدراسات حاولت مقارنة هذين التمثالين بقطع مماثلة من فلسطين، ووجدت أن هناك تشابهاً، رغم عدم وجود تطابق كامل. في النهاية، تبقى الهوية الفنية لهذين التمثالين غامضة وتحتاج إلى المزيد من البحث والاكتشافات الأخرى لكشف أسرارها الكاملة.