الشباب الغزاوي: صوت الأمل الذي يخترق العالم
استغلال التكنولوجيا لنشر الوعي
غزة- يخوض شباب القطاع معركة جديدة إلى جانب مواجهتهم للاعتداءات الإسرائيلية المستمرة، تتمثل هذه المعركة في نشر الوعي عبر هواتفهم المحمولة، مستخدمين أساليب متنوعة ورسائل ملائمة، مقدمة بلغة بسيطة وعفوية.
تمكنوا من الوصول إلى ملايين المتابعين الذين تفاعلوا بشكل غير متوقع، مما وضّع أمامهم مسؤولية الاستمرار في توصيل صوت غزة، التي اختاروا البقاء فيها وعدم النزوح.
عبود: وجه عفوي من غزة
في اليوم الأول للحرب، وقف عبد الرحمن بطاح -المعروف باسم “عبود”- على سطح منزله في مخيم جباليا، مستعرضًا الوضع الميداني بطريقة أشبه بالهجاء الكوميدي، حيث وصفه بأنه كشراب “آيس كوفي” رغم الأوضاع الصعبة.
حازت مقاطع “عبود” على شعبية كبيرة، ليصبح نجماً في عالم الكوميديا السوداء في غزة. ويدعو رسالته التي تحمل عبء المعاناة والصمود، إذ أكد على حبه للمخيم ورفضه للنزوح، مشيراً إلى أن النزوح يعني معاناة أخرى.
تعاون المجتمع في الصمود
عبود يبرز قوة تلاحم المجتمع في مخيم جباليا، حيث أكد أن الجميع يعاني معاً ويعتنون ببعضهم البعض. يطمح بعد انتهاء الحرب لفتح مشروع خاص به، والاحتفاظ بمكانته في عالم وسائل التواصل الاجتماعي ويعتبر نفسه أحد ورثة الشهيدة شيرين أبو عاقلة.
يقول “لا أُحضّر لأي فيديو”، حيث يتمتع بفن الارتجال ويعبر عن مشاعره بحريّة، وهو ما جعل مقاطعه تلقى صدى واسع لدى الجمهور.
محمود زعيتر: جانب آخر من غزة
على الرغم من الظروف الصعبة، يحرص الفنان محمود زعيتر على تصوير الجوانب الإيجابية من حياة أهل غزة، عبر حساباته على وسائل التواصل، مرددًا أصداء الأمل والمقاومة.
أحلام المعاناة وآمال المقاومة
درس محمود زعيتر في مجالي التمريض والإعلام، وحصل على شهادة الماجستير، لكنه اكتشف شغفه الحقيقي في الظهور أمام الكاميرا ليتحدث بلغة الناس، ليسارع لنقل معاناتهم وأحرارهم، مع التركيز على قصص الأمل في أعظم نقاط اليأس. بدلاً من سرد قصص الحرب والموت، يسعى زعيتر لتسليط الضوء على لحظات الأمل والجرح.
حب البسطاء والارتباط بالجماهير
يحظى زعيتر بلقب “جابر” من قبل الفقراء، الذين يرون فيه من يرفع من معنوياتهم. يفضل الجلوس مع الناس البسطاء، ويعتبر نفسه جزءًا منهم. يتلقى التحيات أينما ذهب في شوارع غزة، مؤكدًا أن ظروف الحرب لم تؤثر على جوهره، كما أنه اختار الصمود إلى جانبهم ورفض مغادرة غزة رغم العروض التي قُدمت له.
قوة الفقد وتجربة النزوح
يصف زعيتر فقدان أحبابه وبيته بأنه تجربة شديدة الصعوبة. بعد فقدان أكثر من 25 فردًا من عائلته ودمار منزله، يجبر نفسه على التعايش مع خيبة الأمل الواضحة التي يعيشها سكان القطاع.
صعوبة النزوح والمواجهة مع الواقع
يؤكد زعيتر أن لحظات النزوح التي عاشها كانت “كارثية نفسياً” وساهمت في تفاقم معاناته. يُفضل البقاء في منزله طالما كان ذلك ممكنًا، لأنه يعتبر أن مغادرة منازلهم بأمر إسرائيلي غير مقبول.
الإرادة الإبداعية وسط الأحزان
يتحدث زعيتر عن جهوده في مقاطع الفيديو التي ينشرها، بدءًا من الفكرة إلى التصوير، في زمن الحرب حيث تزداد صعوبة العملية. ورغم ذلك، يجد في انتاج هذه المقاطع متعة كبيرة، ويعتبرها ضرورة مثل الغذاء والشراب.
عتاب للنشطاء وترسيخ الهوية
وجه زعيتر انتقادًا للناشطين الذين غادروا غزة بعد الاهتمام بمشاكلها، حيث قال إنهم ليسوا مؤهلين للحديث عن القضية بأصواتهم، فالأشخاص القادرون على إيصال صوت غزة هم من سيبقى معهم حتى النهاية.
حب غزة والتزام بالمستقبل
لا يتردد زعيتر في التعبير عن حبه لغزة عبر منصات التواصل الاجتماعي، مؤكدًا أنه لن يفكر في الهجرة، حيث يعتقد أن غزة تستحق الكثير من الوعي والاهتمام، كما أنه يطمح لإعادة بناء غزة بشكل أجمل وأكثر حيوية.
“مالديف غزة” وأحمد جمعة
كان أحمد جمعة يقترب من إنهاء دراسته الجامعية عندما جاءت الحرب وعطلت حياته الأكاديمية. بعد النزوح إلى الجنوب، أصبح يحقق نجاحاً في الفيديوهات التي ينشرها، معبراً عن تجاربه الشخصية بصدق وعفوية.
التواصل الاجتماعي والاقتراب من قلوب الناس
تدفعه الظروف للاندماج مع الناس وتفاعلهم، حيث يبدأ بالتواجد في الشوارع والأسواق، مما يمنح متابعيه لمسة كوميدية ومؤلمة في آن واحد. يشاركهم مشاهد المعاناة من نقص المياه والطعام جراء الحرب، والتي تمزقت أحلام الكثيرين.
الاستراحة عند الشاطئ: “مالديف غزة”
يظهر أحمد جمعة أيضًا مشاهد من اللحظات التي تجمع النازحين عند الشاطئ، حيث يصفه بـ “مالديف غزة”، في حالة من البحث عن قسط من الراحة وسط المحن.