شمال غزة: لا استجابة إنسانية وشهداء تحت الأنقاض
### عمليات الإغاثة متوقفة
لقد عادت آخر مهمة إنسانية للدفاع المدني وطواقم الإسعاف إلى 23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث غادرت الفرق مناطقها عقب تعرضها لاستهداف إسرائيلي أسفر عن تدمير سيارة إسعاف. وتعرض ظاهر وزملاؤه لموقف خطر عندما طلبت منهم طائرة مسيرة إسرائيلية مغادرة سياراتهم والتوجه إلى نقطة تفتيش عسكرية.
واجهة الطاقم الطبي كانت صعبة على نحو متزايد، وتعرضوا لاعتداءات خلال تلك المهمة. وتم اعتقال بعضهم وتم تحويلهم إلى مراكز احتجاز، في مسعى للضغط عليهم للتوجه جنوباً.
### ارتفاع عدد المفقودين
يقدر ظاهر أن ما بين 1200 إلى 1800 شخص مازالوا تحت الأنقاض منذ خروج الفرق الإنسانية من الخدمة، مما يشكل مأساة حقيقية حيث أن الكثير منهم كان يمكن إنقاذهم. ويضيف: “الأشخاص تحت الأنقاض كانوا على قيد الحياة لعدة أيام قبل أن يفقدوا حياتهم.”
في ليلة 25 أكتوبر/تشرين الأول، دمرت غارات جوية حوالي 11 منزلاً ما أدى إلى وفاة نحو 150 شخصاً، ولم يكن باستطاعة فرق الدفاع المدني الوصول إليهم.
### إبادة وتهجير
الواقع في شمال غزة يوضح معاناة كبيرة وتهجير قسري للسكان. وذكر ظاهر أن العديد من الأشخاص يعيشون تحت الأنقاض دون أن يتمكن أحد من تقديم المساعدة لهم. يبرز هذا الوضع الخطير والنقص في الاستجابة الإنسانية، مما يزيد من معاناة السكان الذين يتواجدون في ظروف مأساوية.
غياب الاستجابة الإنسانية في شمال غزة
أفاد ظاهر، أحد العاملين في الدفاع المدني، بأنه وفريقه كانوا يعملون في شمال القطاع حتى اللحظة الأخيرة، حيث كانوا يتنقلون بين المناطق هربًا من الاستهداف، ويواصلون جهودهم للحفاظ على الخدمات الإنسانية. وأوضح أن “تحركاتنا كانت تعتمد على عمليات جيش الاحتلال، وعندما يتوغل في منطقة، كنا ننتقل إلى منطقة أخرى للحفاظ على سلامتنا”.
شهادة مؤلمة عن الواقع
منذ 25 يومًا، توقفت خدمات الدفاع المدني والإسعاف، وأصبح الاعتماد الوحيد على متطوعين من المدنيين الذين لا يزالون ملتزمين بالبقاء في منازلهم. ويقوم هؤلاء المتطوعون بالتوجه إلى مواقع الاستهداف، حيث يضطرون لاستخدام أيديهم الخاوية لانتشال الضحايا وإنقاذ الجرحى، بينما تُنقل الحالات الحرجة إلى مستشفيي “كمال عدوان” أو “العودة” على الأكتاف، أو بعربات يجرها الحيوان إذا توفرت.
يرى ظاهر أن الهجمات الإسرائيلية الممنهجة تهدف إلى “الإبادة والتهجير”، مشيرًا إلى خطة لتحويل شمال القطاع إلى منطقة غير صالحة للحياة من خلال المجازر أو التهجير القسري.
الاعتقالات بين صفوف الدفاع المدني
وفي سياق هذه الهجمات، أكد الدكتور محمد المغير، مدير عام الإمداد والتجهيز بجهاز الدفاع المدني، أن قادة تعريف المديرية العاونية في جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا تم اعتقالهم، حيث تعرض ثلاثة من العاملين للاصابة بنيران الاحتلال واستُهدفوا أثناء تواجدهم في مركبات الدفاع المدني.
التحديات التي تواجه الطواقم الإنسانية
على الرغم من أن الاحتلال أجبر حوالي 100 من عناصر الدفاع المدني على النزوح، فإن قيادة الجهاز لا تزال تبذل جهودًا لاستئناف عملها، وخصوصًا التواصل مع هيئات دولية لتنسيق عمل فرقها مع الاحتلال، على الرغم من المخاطر التي يواجهها كل من يقترب من مركبات الدفاع المدني العالقة في الشارع.
وأضاف المغير أن الاحتلال يرفض عودة الطواقم للعمل في شمال القطاع، في حين أن الضغوط الدولية لا تُجبر دولة الاحتلال على تحمل مسؤولياتها بموجب القانون الدولي، وأنه يتوجب طردها من الأمم المتحدة بسبب انتهاكاتها.
الأعداد المتزايدة تحت الأنقاض
يُقدّر المغير أن عدد المفقودين تحت الأنقاض منذ بداية العمليات العسكرية في جباليا وشمال القطاع يزيد عن 3,000 مفقود، عازياً ذلك إلى انعدام الخدمة الإنسانية في المنطقة نتيجة الاستهدافات الإسرائيلية.
وفي السياق، قال صلاح عبد العاطي، رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني، إن للدفاع المدني والإسعاف دورًا حيويًا في النزاعات، حيث ينص القانون الدولي الإنساني على حماية خاصة للعاملين في الفرق الإنسانية. لكن، استهدفت قوات الاحتلال العاملين وعرباتهم، مما أدى إلى مقتل 84 منهم خلال فترة الحرب forcing humanitarian teams to evacuate and ultimately leaving civilians vulnerable to massacres without any assistance.