شهود فلسطينيون يروون عن التعذيب والانتهاكات في السجون الإسرائيلية

Photo of author

By العربية الآن

تعذيب المعارضين: شهادات من حياة غير إنسانية

تعكس تجربة معزز عبيات، لاعب كمال الأجسام الفلسطيني، انتهاكات السجون الإسرائيلية. فقد أُفرج عنه في يوليو (تموز) بعد احتجازه لفترة تسعة أشهر، لكنه واجه صعوبة في المشي دون مساعدة، كما أفادت وكالة “رويترز”.

تم اعتقال عبيات مجدداً خلال مداهمة منزلية في أكتوبر (تشرين الأول). وقبل اعتقاله الثاني، قام الأطباء في مستشفى بيت لحم للطب النفسي بتشخيص حالته، حيث أشاروا إلى أنه يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة الناجم عن ظروف سجنه في سجن كتسيعوت النائي.

أهوال السجون: التعذيب والمعاناة النفسية

وصف الأطباء ما تعرض له عبيات من “عنف جسدي ونفسي وتعذيب”، حيث أشارت الملاحظات الطبية إلى أنه كان يعاني من أعراض شملت القلق الحاد والعزلة عن أسرته. يعكس هذا الوضع المتدهور في صحة المعتقلين الفلسطينيين ما أكدته جماعات حقوق الإنسان بشأن انتهاكات جسيمة ترتكب داخل السجون الإسرائيلية.

مع تصاعد جهود الوسطاء الدوليين لتحقيق وقف إطلاق النار في ديسمبر (كانون الأول)، يتزايد التركيز على انتهاكات حقوق الإنسان في السجون. حيث قال قدورة فارس، رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، إن الكثير من المعتقلين سيحتاجون إلى علاج طويل الأمد نتيجة التعذيب الذي تعرضوا له.

شهادات من المعتقلين: معاناة جسيمة

تحدثت “رويترز” مع أربع فلسطينيين أُطلق سراحهم عقب احتجازهم، حيث عانوا من انتهاكات عديدة تشمل الضرب والحرمان من النوم والطعام وظروف احتجاز قاسية. تعكس هذه الروايات النتائج التي توصلت إليها التحقيقات التي أجراها نشطاء حقوقيون.

في أغسطس (آب)، أصدر مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة تقريرا يصف التعذيب والاعتداء الجنسي والاعتداءات الجسدية التي تتعرض لها المعتقلات، مشيرا إلى الظروف غير الإنسانية السائدة في السجون الإسرائيلية. كما أبدى البيت الأبيض قلقه إزاء هذه الانتهاكات.

ردود الفعل الرسمية والتعليق الغائب

في رد على هذه الانتهاكات، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه يحقق في بعض الاتهامات الموجهة لعناصره بالمشاركة في انتهاكات. ولكنه نفى وجود إساءة منهجية داخل مراكزه. ومن جانبها، أكدت مصلحة السجون الإسرائيلية أن الظروف في السجون تتماشى مع القوانين المعمول بها.

قالت تال شتاينر، المديرة التنفيذية للجنة العامة لمناهضة التعذيب في إسرائيل، إن الآثار النفسية للتعذيب قد تدوم طويلاً، مشيرة إلى التأثير المدمر للتعذيب على العائلات الفلسطينية.

ظروف الاحتجاز: الحبس الإداري والإهمال الصحي

يتم احتجاز عبيات حاليا في مركز احتجاز صغير في عتصيون، لافتا إلى أنه مخفي تحت “الاعتقال الإداري” دون توجيه تهم رسمية. وقد لوحظ أنه خلال الحرب، لقي نحو 56 فلسطينياً حتفهم أثناء الاحتجاز، مقارنة بحالة أو حالتين في السنوات السابقة.

وبحسب تقديرات اللجنة العامة لمناهضة التعذيب، ارتفع عدد المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية ليصل إلى أكثر من 10,000، فيما اعتبر هذا مساهمة في عمليات الاختفاء القسري المنسوبة للسلطات.

الشهادات الصادمة تعكس واقع مؤلم

في فيديو أُخذ له في المستشفى في يوليو، كشف عبيات، الذي منهقت جسدياً، عن تفاصيل مروعة لتجربته وزملائه. وفي المقابل، تظهر صور سابقة له وهو يبرز بنيته العضلية القوية قبل اعتقاله.

استنتاجات خطيرة حول حقوق الإنسان

بينما تتحدث التقارير عن اعتقالات تعسفية واحتجاز قسري، يتضح أن الانتهاكات مستمرة وآثارها مدمرة على الأفراد والمجتمعات. تبقى الأوضاع في السجون الإسرائيلية تحت المراقبة من قبل جهات حقوقية ودولية عديدة.

904249 التعذيب والانتهاكات في السجون الإسرائيلية التعذيب والانتهاكات في السجون الإسرائيلية
عبيات عانى في محبسه من عنف جسدي ونفسي وتعذيب سببت أعراضاً من بينها القلق الشديد والابتعاد عن أسرته (رويترز)
904248 التعذيب والانتهاكات في السجون الإسرائيلية التعذيب والانتهاكات في السجون الإسرائيلية
معزز عبيات أثناء تدريبه في صالة ألعاب رياضية قبل الاعتقال كان يظهر مفتول العضلات (رويترز)
904251 التعذيب والانتهاكات في السجون الإسرائيلية التعذيب والانتهاكات في السجون الإسرائيلية
الأسير الفلسطيني معزز عبيات المفرج عنه من سجون الاحتلال الإسرائيلي يعجز عن السير بالقرب من الخليل في الضفة الغربية (رويترز)

# انتهاكات السجون الإسرائيلية: شهادات مؤلمة من المعتقلين الفلسطينيين

معتقل سدي تيمان

فادي أيمن محمد راضي، طالب الهندسة السابق من خان يونس في غزة، يبلغ من العمر 21 عاماً، كان واحداً من نحو 24 فلسطينياً أُطلق سراحهم عند معبر كرم أبو سالم في 20 أغسطس. وقد شارك راضي تفاصيل معاناته خلال فترة احتجازه في معتقل سدي تيمان العسكري الإسرائيلي، الذي يُعتبر مركزاً مؤقتاً لفرز السجناء. وقد عانى راضي من تكبيل وتقييد في السلاسل لمدة أربعة أشهر تعرض خلالها لمعاناة كبيرة. حيث قال: “هم لم يحققوا معنا، بل دمرونا”.

الانتهاكات المروعة

أفاد عدد من الحراس في المعسكر بأن سدي تيمان شهد انتهاكات خطيرة، بما في ذلك الاعتداءات الجنسية. والإسرائيليون حالياً يحققون في هذه المزاعم التي وصفتها الأمم المتحدة بأنها “حالة مروعة بشكل خاص”، حيث يواجه خمسة جنود اتهامات في هذا السياق.

أكد راضي أنه تعرض لضرب متكرر وتعسفي، وتجري تعصيب عينيه وتقييده بشكل مستمر، فضلاً عن تعليقه في أوضاع مؤلمة، وأجبر على الجلوس على الأرض لفترات طويلة دون إمكانية التحرك. وفي إحدى الحالات، حُرم من النوم لمدة خمسة أيام في غرفة أطلق عليها الجنود اسم “غرفة الديسكو”، حيث تعرض لموسيقى صاخبة. بينما لم يتحدث راضي عن تفاصيل حول الاعتداءات الجنسية التي تعرض لها.

آثار نفسية طويلة الأمد

أشار راضي إلى صعوبة في النوم وأكد أن مجرد الحديث عن تجربته يعيد له ذكريات المعاناة. مؤكداً: “كلما كررت هذه الكلمات، أتصور التعذيب وكأنه يحدث الآن”. وقد اعتُقل راضي في غزة يوم 4 مارس (آذار).

على الرغم من قرار الحكومة الإسرائيلية بالعمل على التخلص التدريجي من سدي تيمان، إلا أن اللجنة العامة لمناهضة التعذيب في إسرائيل أكدت أن المعتقل لا يزال يعمل حتى الآن.

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.