صراعات ساخنة في 2025: 10 قضايا لا يمكن التغاضي عنها

Photo of author

By العربية الآن


على صفيح ساخن.. 10 صراعات لا يمكن تجاهلها في 2025

Mandatory Credit: Photo by APAImages/Shutterstock (15083129g)
الفلسطينيون اللاجئون يواجهون ظروفا جوية قاسية في حين تتفاقم الهجمات الإسرائيلية على غزة (شترستوك)

<

div class=”wysiwyg wysiwyg–all-content” aria-live=”polite” aria-atomic=”true”>منذ بداية العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين، تزايدت النزاعات بشكل ملحوظ، منهية فترة من الاستقرار النسبي التي شهدها العالم خلال تسعينيات القرن الماضي وبداية القرن الحادي والعشرين.

تتراوح هذه النزاعات بين الانتفاضات العربية في عام 2011، وصراعات الساحل الأفريقي، وصولاً إلى الاضطرابات التي أعقبت الانقلاب العسكري في ميانمار عام 2021، وتفجر الصراع الأكبر مع الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022.

وفي عام 2023، تفاقمت الأزمات الإنسانية بشكل إضافي نتيجة اندلاع القتال في السودان، والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، مما أدى إلى ارتفاع قياسي في أعداد الضحايا والنازحين والمحتاجين للمساعدات الإنسانية عالمياً، متجاوزاً الأرقام المسجلة في العقود الماضية.

مع عودة دونالد ترامب المرتقبة إلى البيت الأبيض، يدخل العام 2025 في ظل تصاعد الاضطرابات والتحولات الجيوسياسية التي تشكل مشهداً معقداً يصعب توقعه في المستقبل.

في هذا الإطار، نشر موقع مجموعة الأزمات الدولية تقريراً مفصلاً يستعرض 10 صراعات رئيسية يلزم متابعتها عن كثب، والتي من المتوقع أن تؤثر على المشهد العالمي في هذا العام الجديد. وفيما يلي أبرز ما جاء في التقرير:

فلسطين

بعد الهجوم الذي شنته حركة حماس في السابع من أكتوبر 2023، أطلقت إسرائيل حملة عسكرية شاملة على قطاع غزة، مما تسبب في آثار كارثية على السكان والبنية التحتية. وفقًا للإحصاءات المحلية، تجاوز عدد الضحايا 45 ألف شهيد، وإصابة أكثر من 100 ألف، مع غلبة الضحايا من النساء والأطفال. وتعرضت نحو ثلثي المنشآت والبنى التحتية في القطاع لتدمير واسع.

أدت العمليات العسكرية الإسرائيلية إلى تغييرات جيوسياسية ملحوظة في المنطقة، بما في ذلك تعزيز السيطرة على الحدود المصرية وفرض حصار شامل على شمال غزة، مما نتج عنه نزوح كبير للسكان وتوسيع المنطقة العازلة على الحدود، ما حد من المساحة المتاحة للفلسطينيين.

رغم الضغوط العسكرية على قيادات حركة حماس، يعترف مسؤولون غربيون وإسرائيليون بأن الإدارة الفعالة لغزة تتطلب موافقة الحركة.

كما تظهر في الأفق أفكار حول “فقاعات إنسانية” يمكن إدارتها من قبل مقاولين أو سكان محليين، رغم عدم وضوح جدوى هذا الحل.

1736625827 274 صراعات ساخنة في 2025 10 قضايا لا يمكن التغاضي عنها قضايا لا يمكن التغاضي عنها قضايا لا يمكن التغاضي عنها
الحرب على غزة خلفت آثاراً كارثية على السكان والبنية التحتية تجاوز عدد الشهداء 45 ألفاً (الأناضول)

في الأثناء، تشتعل المواجهات في الضفة الغربية مع زيادة الاستيطان والانتقال التدريجي من السيطرة العسكرية إلى المدنية، بالإضافة إلى تكثيف عمليات هدم المنازل الفلسطينية.

كانت إسرائيل معتادة على مقاومة الانتقادات الدولية خلال حربها في غزة، لكن يبدو أن عواقب هذه الحرب أقل وضوحاً، حيث فقدت إسرائيل حتى مظاهر التفاهم السياسي لمصلحة القمع الصريح، بمحاولة القضاء على حركة حماس وآمال الفلسطينيين في تقرير المصير.

يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والقادة السياسيين الإسرائيليين يعتمدون على عدة فرضيات: إمكانية فرض الأمن بالقوة دون التعاون مع الفلسطينيين، استمرار ضعف المؤسسات الدولية، بقاء داعمي إسرائيل في الغرب في مواقعهم رغم الفظائع المرتكبة في غزة، واحترام القادة العرب لقوة إسرائيل بغض النظر عن سياستها تجاه الفلسطينيين.

ومع عودة دونالد ترامب للرئاسة الأمريكية، يظل مستقبل النزاع غامضًا، حيث لم تثمر جهود الوساطة حتى الآن عن أي تسوية دائمة، في الوقت الذي يستمر فيه الوضع الراهن في غزة.

تقارير تشير إلى أن ترامب طلب من نتنياهو إنهاء الحرب قبل توليه الرئاسة، بدون تحديد شروط واضحة، فيما تشير خياراته الوزارية إلى منح نتنياهو حرية أكبر في اتخاذ القرارات.

حسب موقع مجموعة الأزمات الدولية، فإن الولايات المتحدة لم تنجح حتى الآن في إيقاف الحملة الإسرائيلية على غزة، رغم أنها توفر الجزء الأكبر من المساعدات العسكرية التي تعتمد عليها، كما لم تتمكن من الحصول على خطة ليوم ما بعد الحرب من نتنياهو، مما يترك المجال لليمين الإسرائيلي المتطرف لتحديد مستقبل القطاع، وهو ما قد يتكرر في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بشكل عام.

https://www.youtube.com/watch?v=fpMnxuoXI8Y

سوريا

بعد عقود من الحكم الديكتاتوري، سقط نظام بشار الأسد في سوريا في أواخر عام 2024. يمكن أن تبدأ البلاد الآن مرحلة جديدة بعد واحدة من أكثر الحروب دموية في العصر الحديث. ولكن لا يزال هناك الكثير من التحديات التي قد تواجه سوريا.

جاء هذا التحول بعد أعوام من الجمود في الصراع السوري، حيث شهدت البلاد تقسيمًا غير رسمي بين قوات هيئة تحرير الشام والحكومة. ستبقى الأوضاع غامضة، ويحتاج الشعب السوري إلى دعم دولي لتحقيق الاستقرار وإعادة بناء البلد.# الأحداث في سوريا والسودان: الأزمات السياسية والأمنية

انهيار نظام الأسد في سوريا

في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، بدأت هيئة تحرير الشام هجومًا من إدلب وتمكنت من السيطرة على مدينة حلب، ثاني أكبر مدينة في سوريا، دون مقاومة تذكر. بعد ذلك، تقدمت جنوبًا ودخلت دمشق في 8 ديسمبر/كانون الأول، مما أدى إلى انهيار نظام الأسد الذي استمر لمدة 54 عامًا.

أسباب الانهيار السريع

هذا الانهيار السريع يعكس ضعفًا متجمعًا على مدى السنوات الماضية، حيث كان جيش الأسد قد أصيب بالإرهاق جراء سنوات الحرب، مما جعله يعتمد بشكل متزايد على مجندين غير مدربين ومليشيات غير منضبطة. في الوقت ذاته، كان حلفاء الأسد الدوليين مشغولين بمشاكلهم الخاصة. فحزب الله كان يحارب إسرائيل، وإيران عانت من ضربات إسرائيلية، وروسيا كانت غارقة في صراعها مع أوكرانيا.

القيادة الجديدة والتحديات

برز أحمد الشرع، رئيس هيئة تحرير الشام، كقائد فعلي لسوريا الجديدة. ومع ذلك، واجه تحديات كبيرة في إدارة البلاد، حيث ظهرت مخاوف من انتقام طائفي وقلق بين الأقليات والفصائل السياسية حول مستقبلهم. ورغم نجاح قوات هيئة تحرير الشام في تأمين المدن الكبرى، إلا أن هناك مخاطر متزايدة من الفوضى في المناطق الريفية.

التهديدات الخارجية

على الصعيد الخارجي، شنت إسرائيل غارات على مواقع عسكرية سورية وزادت من وجودها في الجولان، مما اعتبرته تدابير دفاعية مؤقتة. رغم انتقادات الشرع لهذه الهجمات، تعهد بالالتزام بالاتفاقيات القائمة مع إسرائيل.

وفي الشمال الشرقي، تصاعد الصراع بين الجيش السوري الحر المدعوم من تركيا وقوات سوريا الديمقراطية، مما أدى إلى نزوح آلاف الأشخاص، محدقًا بخطر في مدينة عين العرب قرب الحدود التركية. وتعتبر أنقرة قوات سوريا الديمقراطية جزءاً من حزب العمال الكردستاني، الذي تقاتل ضده منذ عقود.

الحاجة إلى الحلول الدبلوماسية

توضح الأحداث الحالية في سوريا أنه لتحقيق الاستقرار، يتعين على تركيا السماح للسلطات الجديدة بالتفاوض مع قوات سوريا الديمقراطية لإيجاد حل يرضي جميع الأطراف. وفي الوقت نفسه، هناك حاجة ملحة لتخفيف العقوبات الغربية والأممية التي تعيق وصول المساعدات وإعادة بناء البلاد.

رابط المصدر

الوضع في السودان

أزمة إنسانية وصراعات داخلية

في قلب أفريقيا، يعاني السودان من واحدة من أكثر الحروب دموية في العالم، حيث فرّ 12 مليون سوداني، أكثر من ثلث سكان البلاد، من منازلهم. يواجه نصفهم نقصًا حادًا في الغذاء، ويظهر شبح المجاعة في دارفور، بينما تصف الأمم المتحدة معدلات العنف الجنسي بأنها “صاعقة”.

تعود جذور الصراع إلى عام 2019، عندما أطيح بالرئيس عمر البشير، مما أدى إلى انهيار التحالف بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع واندلاع حرب شاملة.

استراتيجيات الأطراف المتحاربة

اعتمد الجيش السوداني على قوته الجوية وطائرات مسيرة لقصف قوات الدعم السريع، بينما اعتمدت الأخيرة على أسلوب قتال سريع, محققة إنجازات في الغرب ولكنها واجهت صعوبات في الاحتفاظ بالأراضي.

تداعيات الحرب على دول الجوار

الحرب تشكل تهديدًا للدول المجاورة. انخفاض إيرادات النفط في جنوب السودان بعد إغلاق خط الأنابيب عبر السودان وازدياد عدد اللاجئين في شرق تشاد أثر سلبًا على السياسة المحلية.

الجهود الدبلوماسية وأفق السلام

رغم الجهود الدبلوماسية مثل محادثات جدة، يعاني السلام من صعوبة في التحقق. يظهر حميدتي استعدادًا للتفاوض ولكنه يرفض دمج قواته دون ضمانات لدور قيادي، مما يعقد الأمور.

التأثير على الاستقرار الإقليمي

بالرغم من اهتمام الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الضئيل بالشأن السوداني، تبقى الولايات المتحدة في موقف يؤهلها للضغط على الأطراف الرئيسية للتوصل إلى اتفاق. مستقبل السودان واستقرار المنطقة يعتمد على قدرة المجتمع الدولي على إنهاء هذه الحرب المدمرة.

رابط المصدر

كومبو لبلينكن في الوسط وحميدتي والبرهان
وزير الخارجية الأميركي بلينكن يتوسط البرهان (يمين) وحميدتي (وكالات)

تغيرات في النفوذ الإيراني

في النصف الأول من عام 2024، كانت إيران تتبوأ مركز محور المقاومة، الذي يضم نظام الأسد في سوريا، وحزب الله في لبنان، وكذلك عدة حركات مسلحة في العراق وسوريا، والحوثيين في اليمن، وحماس والجهاد الإسلامي في غزة. لكن الوضع تغير جذريًا في الأشهر التالية.

في يوليو/تموز 2024، نفذت إسرائيل عملية اغتيال لقائد حركة حماس إسماعيل هنية أثناء زيارته إلى طهران. كما استهدفت البنية القيادية لحزب الله، وهو أحد أهم حلفاء إيران في المنطقة، في سبتمبر/أيلول. وتبعت تلك الأحداث عمليات شاملة أدت إلى مقتل حسن نصر الله وتدمير قدرات حزب الله العسكرية في أكتوبر/تشرين الأول، بجانب استهداف الدفاعات الجوية ومستودعات الصواريخ الإيرانية.

ومع انهيار نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، فقدت إيران حليفًا استثمرت فيه مليارات الدولارات ووسائل اللوجستيات التي كانت تستخدمها لدعم حزب الله. ورغم هذه الخسائر، لا تزال طهران تحتفظ بآلاف الصواريخ الباليستية، حيث اخترق حوالي 30 صاروخًا من أصل 180 الدفاعات الإسرائيلية في أكتوبر.

بالإضافة إلى ذلك، تواصل الميليشيات الحليفة في العراق والحوثيون في اليمن استهداف إسرائيل. ومع ذلك، يعاني محور المقاومة من أزمة في قوته، مما يثير قلق طهران بشأن القدرات الاستخباراتية الإسرائيلية والمخاطر المحتملة.

التحدي النووي والسياسات الدولية

من الجانب النووي، لم تتغير استراتيجية إيران بشكل جذري رغم تزايد الدعوات المحلية لامتلاك السلاح النووي. التقنيات التي طورتها إيران منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي عام 2018 قللت من “وقت الاختراق” بشكل كبير.

يبدو أن المرشد الأعلى علي خامنئي ما زال يؤمن بأن تقديم تنازلات من شأنه أن يساهم في رفع العقوبات وتنشيط الاقتصاد الإيراني. في واشنطن، تتباين الآراء حول كيفية التعامل مع الوضع الإيراني الجديد، حيث يرى البعض أن ضعف إيران يمثل فرصة لضرب برنامجها النووي، بينما يحذر آخرون من الفوضى التي قد تحدث نتيجة محاولة الإطاحة بالنظام، على غرار ما حدث في العراق بعد عام 2003.

ومع تزايد تعقيدات الوضع، تبرز الدبلوماسية كخيار محتمل للمستقبل. قد تكون إيران مستعدة لتقديم تنازلات أكبر، مثل وقف إمدادات الأسلحة لروسيا أو تقليص دعمها للجماعات المسلحة في المنطقة، في مقابل ضمانات بعدم التعرض لها.

المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي يتحدث خلال اجتماع في طهران، إيران، 22 ديسمبر 2024.

المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي (رويترز)

تطورات الحرب الروسية الأوكرانية

في ظل الحرب الأوكرانية المستمرة، قد تحدث تغيرات دراماتيكية مستقبلًا، حيث يفكر دونالد ترامب، الذي يعود إلى البيت الأبيض، في إنهاء الحرب عن طريق التفاوض المباشر مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ومع ذلك، لا يزال الصراع يدور، حيث يعاني الطرفان من خسائر جسيمة.

بالرغم من نقص الموارد والجنود المدربين الذي تعاني منه أوكرانيا، تبقى التقديرات الروسية تشير إلى تحقيق مكاسب تدريجية. ومع نفاد الحزمة الحالية من المساعدات الأميركية في فترة قريبة، يواجه الأوروبيون تحديًا كبيرًا في زيادة إنتاج الأسلحة دون الدعم الأميركي.

علاوة على ذلك، الوضع الحالي يجعل المفاوضات صعبة ومعقدة، حيث يتجاوز الخلاف مجرد قضايا الأراضي ليصل إلى مستقبل أوكرانيا ودورها الجيوسياسي.### أوكرانيا: تحديات الانضمام للناتو وآفاق مستقبلية غامضة

يبدو أن حلم أوكرانيا في الانضمام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) بعيد المنال، حيث قد يجد الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، نفسه غير متحمس لتقديم معاهدة ثنائية مشابهة لتلك المبرمة مع اليابان وكوريا الجنوبية.

عقبات أمام بناء جيش قوي

بينما يطرح الخيار البديل لتقوية الجيش الأوكراني بدعم أوروبي مستدام، يبقى القبول الروسي بقيادة بوتين عائقاً رئيسياً.

ورغم هذه التعقيدات، يبقى السيناريو الأكثر احتمالًا هو استمرار الهجوم الروسي. قد يتعين على ترامب الاختيار بين تصعيد التوتر مع موسكو، مما يحمل مخاطر مواجهة مباشرة، أو التخلي عن دعم أوكرانيا، وهو ما سيؤدي لتركها تحت تهديد الهجوم الروسي.

مخاوف من الاستفزازات الروسية

يمكن أن يؤدي الغموض الأمريكي إلى دفع بوتين لاختبار صلابة التحالف الغربي، ربما من خلال مناوشات في البحر الأسود أو بحر البلطيق. وبينما يسعى ترامب لدفع حلفائه الأوروبيين لزيادة إنفاقهم الدفاعي، فإن أي أزمة كبيرة في أوروبا ستجعل من الصعب على واشنطن البقاء بلا حراك، بغض النظر عن رغبته في العزلة.

خريطة كورسك - روسيا أوكرانيا - التقــدم الـروسـي في خط المواجهة مع أوكرانيا

العلاقات الأمريكية الصينية: من الانفراج إلى التحديات

تشهد العلاقات الأمريكية الصينية تحسناً نسبياً منذ قمة نوفمبر/تشرين الثاني 2023، حيث تم إعادة فتح قنوات الاتصال العسكري بين البلدين، مما يعد ضرورياً لتجنب التصادمات بين السفن والطائرات الحربية في المحيط الهادي.

تحديات جديدة مع تولي ترامب الرئاسة

لكن عودة ترامب إلى الرئاسة قد تضع هذه العلاقات أمام تحديات جديدة، على ضوء التنافس المتزايد بين واشنطن وبكين. يتميز موقف ترامب تجاه الصين بالتناقض، حيث يتباين بين رؤية الصراع العالمي مع الصين ودعوة البعض إلى ردع بكين في منطقة آسيا فقط.

وقد أسفر نهجه التصادمي في التجارة عن وعود بفرض رسوم جمركية قد تصل إلى 60%، مما يعد زيادة كبيرة مقارنة بفترة ولايته السابقة، وقد يرد الجانب الصيني بإجراءات انتقامية مثل فرض حظر على تصدير المعادن المهمة.

U.S. President Donald Trump and Chinese President Xi Jinping (R) meet on the sidelines of the G20 Summit in Hamburg, Germany, July 8, 2017. REUTERS/Saul Loeb, Pool
التكهنات حول إمكانية عقد صفقة كبرى بين ترامب (يسار) وشي تثير قلقا في المنطقة (رويترز)

قضية تايوان: توترات مستمرة

تظل قضية تايوان وبحر جنوب الصين نقاط توتر رئيسية بين الولايات المتحدة والصين، حيث تسعى واشنطن لتقوية دفاعات تايوان دون تقديم ضمانات أمنية قاطعة. قد يعبر ترامب عن شكوكه حول جدوى الدفاع عن تايوان أو قد يطالب الجزيرة بدفع مزيد مقابل الحماية.

ويؤدي الوضع المتفجر في بحر جنوب الصين إلى تداخل المصالح، حيث تسعى الفلبين، تحت رئاسة فرديناند ماركوس الابن، إلى تعزيز علاقاتها مع الولايات المتحدة، مما يعزز التوتر بين جميع الأطراف.

ميانمار: انهيار وشيك للنظام العسكري

بحلول منتصف عام 2024، أصبح نظام ميانمار العسكري على حافة الانهيار، حيث سيطر المتمردون على أراض واسعة. في وقت يواجه فيه الجيش تحديات داخلية قوية، قدمت الصين دعماً للزعيم العسكري مين أونغ هلاينغ في مواجهة هذه المقاومة.

آثار الحرب الأهلية

تشهد ميانمار أزمة إنسانية بعد الحرب التي اندلعت في عام 2021، حيث نزح أكثر من 3 ملايين شخص وتراجعت الأوضاع الاقتصادية بصورة حادة. ومع فقدان الجيش لسيطرته، يُظهر تحالف “الإخوة الثلاثة” تقدماً ملحوظاً بدعم غير معلن من الصين.

ومع تغير موقف بكين في أغسطس/2024 لدعم النظام العسكري، تستمر الانتفاضات والصراعات، مع توقعات بمزيد من سفك الدماء مع اقتراب الانتخابات المقررة في عام 2025.### الأوضاع المتأزمة في ميانمار

تتواصل الضغوط على جماعات تحالف الإخوة الثلاثة في ميانمار، حيث تلقت هذه الجماعات دعمًا من الطائرات المقاتلة. على الرغم من أن الرئيس الصيني شي جين بينغ يعتبر رئيس المجلس العسكري في ميانمار، مين أونغ هلاينغ، معاديًا للصين، إلا أنه يُفضل تجنب انهيار النظام خشيةً من أن يتبع ذلك ظهور حكومة تميل نحو الغرب.

صراع القوات والأراضي

يواجه الجيش في ميانمار موقفًا صعبًا، حيث يقترب جيش أراكان في إقليم راخين من السيطرة الكاملة على المنطقة. هذا الوضع يزيد من تعقيد الأمور، خصوصًا بعد أن أجبر الجيش حوالي 750 ألف شخص من الروهينغا على الفرار إلى بنغلاديش في عام 2017. وفي سياق متصل، بدأت قوات الروهينغا في مواجهة جيش أراكان من أجل إنشاء منطقة خاصة بها، مما يعرقل عودة الروهينغا.

في وقتٍ لاحق، سيطر جيش استقلال كاشين على مناجم المعادن النادرة، مما منحهم نفوذًا كبيرًا في تجارة أكسيد المعادن النادرة مع الصين، بالإضافة إلى موارد مالية تمول عملياتهم.

انتخابات قادمة وسط الاضطرابات

تصر الصين على أن يقوم النظام العسكري بإجراء انتخابات أملاً في تحقيق بعض الاستقرار وتقليل نفوذ مين أونغ هلاينغ. ومع ذلك، من المحتمل أن تواجه هذه الانتخابات حالة من الفوضى والعنف، وقد تؤدي إلى حكومة مدعومة من الجيش تتبع دستور عام 2008 غير الشعبي. من غير المرجح أن تغير بكين موقفها، إذ تواصل دفعها لإجراء الانتخابات على الرغم من التوقعات بمزيد من الاضطرابات.

Myanmar's General Min Aung Hlaing takes part during a parade to mark the 72nd Armed Forces Day in the capital Naypyitaw, Myanmar March 27, 2017. REUTERS/Soe Zeya Tun
رئيس المجلس العسكري في ميانمار مين أونغ هلاينغ الذي يعتبره شي جين بينغ معاديا للصين (رويترز)

الوضع في هاييتي

تعاني هاييتي من تصاعد الأزمات، حيث فشلت الحكومة الجديدة متعددة الجنسيات بقيادة كينيا في السيطرة على العصابات الإجرامية التي انتشرت بقوة بعد اغتيال الرئيس جوفينيل مويس في يوليو 2021. تاريخيًا كانت العصابات تُستخدم من قبل النخبة لتحقيق مكاسب خاصة، لكنها أصبحت الآن أكثر استقلالية وقوة.

العنف المستمر والاضطرابات السياسية

في مطلع عام 2024، حاصرت عصابات متحاربة سابقًا، تدعى “فيف أنسانم”، العاصمة بورت أو برنس. بينما كان رئيس الوزراء أرييل هنري في نيروبي لإبرام اتفاق مع الشرطة الكينية، استقال تحت ضغط دولي، مما أدى إلى تولي مجلس رئاسي انتقالي زمام الأمور.

صلحت الشرطة الكينية في يونيو 2024 لمكافحة العصابات التي يُقدر عدد أفرادها بحوالي 12 ألف شخص. لكن المجلس الجديد والقوات الأجنبية لم ينجحا في تحقيق الاستقرار، حيث تفاقمت فضائح الفساد وانقسامات السياسة بصورة واضحة. وقد أدى العنف إلى مقتل 5300 شخص وتشريد 700 ألف.

الأمل في تدخل دولي

طالبت الحكومة الانتقالية الأمم المتحدة بإرسال بعثة حفظ سلام، لكن روسيا والصين أعربتا عن تشككهما في جدوى ذلك. مع معارضة الجمهوريين في الكونغرس، يبدو أن هناك صعوبة في تأمين الدعم لبعثة دولية.

Police try to protect residents fleeing the neighbourhood after gangs took over Carrefour Feuilles, in Port-au-Prince, Haiti August 15, 2023. REUTERS/Ralph Tedy Erol
عناصر من الشرطة في هاييتي يحاولون حماية مواطنين فروا من أحد الأحياء التي سيطرت عليها العصابات (رويترز)

العنف المتزايد في المكسيك

تستمر المكسيك في مواجهة عنف العصابات الإجرامية منذ إعلان الرئيس السابق فيليبي كالديرون الحرب على عصابات المخدرات في عام 2006، وأسفر ذلك عن مقتل حوالي نصف مليون شخص واختفاء 100 ألف آخرين.

تصاعد عنف العصابات مع تغييرات القيادة

استفادت العصابات من الأسلحة المستوردة من الولايات المتحدة وزادت من عنفها بعد تدمير التنظيمات الكبرى ومقتل قادتها. ومع وصول دونالد ترامب إلى الرئاسة الأميركية، زادت المخاوف في المكسيك بسبب تهديداته بفرض رسوم جمركية وترحيل المهاجرين.

على الرغم من الجهود، لم يستطع الرئيس السابق أندريس مانويل لوبيز أوبرادور إحراز تقدم كبير ضد العصابات، ولا يزال العنف مستمرًا رغم نشر الجنود في الشوارع. مع فوز كلوديا شينباوم بالرئاسة، تتوقع تحديات كبيرة في التعامل مع العصابات وتبعات إدارة ترامب.

رابط المصدر

# تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والمكسيك

تواجه العلاقات بين المكسيك والولايات المتحدة تحديات جديدة، حيث لوح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بزيادة الرسوم الجمركية على المكسيك ما لم تتوقف تدفقات المهاجرين والمخدرات، وبخاصة الفنتانيل. كما تعهد ترامب بترحيل جماعي للمهاجرين غير الموثقين.

تطمينات من المكسيك

ردّت شينباوم، المسؤولة المكسيكية، مؤكدة أن العلاقات مع الولايات المتحدة ستظل قائمة، مستشهدة بالتعاون السابق بين الرئيس المكسيكي لوبيز أوبرادور وترامب في مجالي الهجرة والاتفاقيات التجارية. ووافقت المكسيك على قبول المهاجرين الذين دخلوا الولايات المتحدة بشكل غير قانوني حتى يتم تسوية أوضاعهم.

كما وقع ترامب اتفاقية تجارية جديدة مع المكسيك، من المقرر مراجعتها في عام 2026. وأشارت شينباوم إلى أن فشل التعاون بين البلدين قد ينتج عنه استئناف تدفق قوافل المهاجرين نحو الشمال، وطلبت من واشنطن ترحيل المهاجرين إلى بلدانهم الأصلية بدلاً من المكسيك.

آثار التوترات على المكسيك

يمكن أن يؤدي غياب التعاون بين البلدين إلى نتائج عكسية. الترحيل الجماعي المفاجئ قد يسبب ارتباكًا في مناطق من المكسيك التي تعاني من الفقر. كما أن استخدام العمل العسكري ضد العصابات قد يزيد من مشاكل تباطؤ إنتاج المخدرات، مما قد يحفز المكسيك على اتخاذ خطوات ضد المصالح الاقتصادية الأمريكية، وهو ما قد يؤثر سلباً على العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين.

شينباوم باردو تتحدث خلال المؤتمر الصحفي الذي نظمته حملة "ابتعد عن المخدرات، الفنتانيل يقتلك"

أحداث شبه الجزيرة الكورية

في مطلع عام 2024، صدم زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون العالم بإعلانه عن تراجع سياسة بلاده القديمة التي كانت تهدف إلى الوحدة السلمية مع كوريا الجنوبية، مشددًا على اعتباره سول العدو الرئيسي.

بحلول نهاية العام، وقع كيم معاهدة دفاع مشتركة مع روسيا وأرسل آلاف الجنود الكوريين الشماليين للقتال في أوكرانيا، بينما شهدت كوريا الجنوبية محاولة انقلاب فاشلة أدت إلى عزل الرئيس يون سوك يول.

تصاعد التوترات وسط تغييرات كبرى

من المتوقع أن تشهد شبه الجزيرة الكورية المزيد من التوترات في عام 2025. وقد قام كيم بتعزيز قبضته على الاقتصاد ومنع ما وصفه باستيراد الثقافة الكورية الجنوبية. كما قطع كيم تقريبًا جميع وسائل الاتصال بين الكوريتين، مما جعل من الصعب إدارة الحوادث في ظل التوترات المتزايدة.

بعد تولي يون السلطة في 2022 واعتماده سياسة متشددة، تخلت الكوريتان عن اتفاق نزع السلاح في المناطق الحدودية. ومنذ انهيار الجولة الأخيرة من الدبلوماسية النووية في 2019، تجنب كيم إجراء تجارب نووية، لكنه استمر في تطوير ترسانة الصواريخ.

التوترات العسكرية والاستعدادات

لقد زادت التدريبات العسكرية على الجانبين، حيث ذكرت التقارير عن إطلاق سيول لطائرات مسيرة فوق بيونغ يانغ. ومن المحتمل أن يؤدي فشل الحكومة في سول إلى مزيد من الاضطراب، حيث أعلن يون الأحكام العرفية في ديسمبر الماضي.

عودة ترامب قد تضيف عدم يقين جديد، حيث قد يطلب من سول تعزيز الدفاعات مقابل دفع المزيد. كما قد تزداد الدعوات لامتلاك كوريا الجنوبية لترسانة نووية.

قد تكون عودة المشاورات الدبلوماسية مع بيونغ يانغ صعبة، خاصة في ظل التقارير التي تفيد بأن ترامب كان قريبًا من التوصل إلى اتفاق لإغلاق منشأة يونغبيون النووية.

ومع تقدم برنامج كوريا الشمالية النووي ومعاهدة كيم مع روسيا، سيكون من الصعب إحياء المفاوضات، رغم التحذيرات من المراقبين، يبدو أن كيم لن يبدأ حربًا شاملة. لكن الخطر يكمن في سوء التقدير.

المصدر : الجزيرة

رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.