صوت الحقيقة لا يزال يصدح رغم ضجيج العدوان

Photo of author

By العربية الآن



ضجيج العدوان لم يسكت أصوات الحقيقة

صورة للصحفي في قناة الجزيرة أنس الشريف الذي استشهد والده قبل قليل في غارة إسرائيلية على مخيم جباليا شمالي قطاع غزة
مراسل الجزيرة في غزة الصحفي أنس الشريف (الجزيرة)

الحق لا يموت

  • هل يرحل أهل الحق كما يحلمون، وهل تُغتال الحقيقة؟
  • انتبه فذاك الصحفي يحول الكلمات إلى ذخائر وأسلحة، ذاك ما يبرر الاستهداف إذن؟

إنه إنسان عادي، يعيش مثل بقية الناس، يتأثر بالخوف والألم، لكنه يدرك ولعله أكثر من غيره أن إغماض العينين لن يغير أي شيء. فالحقيقة لن تختفي لأنك لا تريد رؤيتها، بل ستظهر أكثر في المرات التالية التي تنظر فيها. هذا هو العالم الذي نعيش فيه، يجب أن تبقى عينيك مفتوحتين، فالجبن هو إغماض العينين.

ومع ذلك، العدو الذي يترصد الحقيقة لم يفهم بعد أن الواقع لن يتغير إذا اختفى قلم، أو انسحب صوت، أو تم تصفية كتيبة صحفية كاملة. تظل دراما الواقع أقوى بكثير وأكثر حيوية من خيال أي كاتب أو صحفي.

أصوات الشهداء

أين شيرين أبو عاقلة وإسماعيل الغول وحيدر إبراهيم و…؟ هل حقًا يباد القلم والمصدح والعدسة، كما يبغي المعتدي، ويرحل أصحاب الأرض الصامدون إلى ما وراء الشمس؟

تستمر فصول الأحداث المتسارعة كرتل مهيب من الوقائع، ويحيط بها شباب عشقوا مهنتهم بتفانٍ، لم يساوموا يوماً على تخليهم عن طقوس عملهم. لقد تخطوا مخاوفهم وآمنوا أن جمال الحقيقة كشفها كما هي، وأن الواقع أهم من أي حلم زائف.

ولكنهم متساومون مع المخاطر من أجل البقاء، فسلامتهم مرهونة بإغلاق أعينهم عن الحقائق. فهناك صفقة بين النجاة والتخلي عن الحقيقة، وبين توخي الحذر والجرأة على مواجهة الأخطار.

أين شيرين أبو عاقلة وإسماعيل الغول وحيدر إبراهيم و…؟ هل حقًا يباد القلم والمصدح والعدسة، كما يبغي المعتدي، ويرحل أصحاب الأرض الصامدون إلى ما وراء الشمس؟

الكلمة عنوان الحق

الكلمات الملتهبة التي ينقلها صحفيو الجزيرة تأكيد مستمر لعدم الغياب، وجهود الشهداء تتجلى في أبطال صحفيين يواصلون المسيرة. الصحفي الشهيد يترك وراءه آلاف الصحفيين الأوفياء للحق، لأن الحقيقة تحتاج لمقاتلين.

يخطئ من يتصوّر أن الصحفيين الفلسطينيين قد يغادروا أو يختفوا، فهم حاملون راية تنقلها الأجيال. من وائل الدحدوح إلى أنس الشريف، يتجسد حب المهنة ويستمر في قلب كل صحفي فلسطيني.

شجاعة الإعلام

مع استمرار القمع والخوف، يستمر الصحفيون في نقل الحقيقة، ويقيمون في الساحات وفاءً لقيمهم ومبادئهم، بعيدًا عن المناورة أو الانبطاح.

لم أرَ مثل ما قدمه فرسان الكلمة الحرة ونجوم الميدان في غزة، ويدركون أن العدو يعتبر الإعلام جريمة.

للصحافة مبدعون يعيدون تشكيل خريطة المهنة، ويستبسلون في مواجهة الظلم، ويعزفون عن الخضوع لقوة النار.

عبر التهديدات المستمرة، تظل الكاميرات تنقل الحقائق، وتؤكد أن الحق باقٍ، والمستقبل لأصحاب هذه القضية. نحن رغم المحنة متمسكون بنقل الحقائق.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.



رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.