تصعيد جوي إسرائيلي يطال قيادات حزب الله
بيروت (AP) — بعد أكثر من يومين من الغارة الجوية الإسرائيلية الكبيرة التي أسفرت عن مقتل قائد حزب الله، لا زالت الأدخنة تتصاعد من الحطام.
أعلنت إسرائيل أن الغارة التي شنت يوم الجمعة ليلاً استهدفت اجتماعاً في مجمع لحزب الله تحت الأرض. وقد دمرت الانفجارات عدداً من الأبراج السكنية في الضاحية الجنوبية ذات الكثافة السكانية العالية والتي تُعرف بداهية.
أكد حزب الله في بيان يوم السبت مقتل قائده الطويل الأمد، حسن نصر الله، في الغارة، مما يُعد ضربة كبيرة للجماعة التي قادها لمدة 32 عاماً.
مشاهد الحطام والتجمهر
في يوم الأحد، رصدت عدسات مراسلي وكالة أسوشيتد برس الأدخنة تتصاعد فوق الأنقاض، حيث تجمع الناس في الموقع، منهم من جاء ليتفقد ما تبقى من منازلهم، وآخرون ليتقدموا بالتعازي والدعاء، وآخرون للتأمل في حجم الدمار.
سُمع في بيروت حوالي 10 انفجارات أعقبت الضربة يوم الجمعة، حيث استهدفت المنطقة أكثر من كتلة سكنية، مما حول العديد من المباني السكنية إلى كومة من الخرسانة المنهارة والفولاذ الملتوي. وقد انغرست المباني في الأرض، تاركة منطقة شاغرة تقترب من حجم ملعب كرة القدم.
تقييم الأضرار والأسلحة المستخدمة
لم تقدم إسرائيل أي تعليق فوري حول نوع أو عدد القنابل التي استخدمت، لكن الخبراء ذكروا أن الانفجارات والدمار الناتج يتناسبان مع القنابل التي تزن حوالي 2000 رطل (900 كيلوجرام) والتي يُحتمل أنها مصممة للانفجار بعد اختراق الهياكل.
أثر الغارة على الوضع الإقليمي
الغارة ومقتل نصر الله قد يكون لهما تأثير كبير على استقرار المنطقة، في ظل التوترات المتزايدة بين إسرائيل وحزب الله، والتي يمكن أن تؤدي إلى تصعيد آخر في الصراع.
على الأرض حيث وقعت الحادثة يوم الأحد، قام المتواجدون بالتنقل فوق كتل كبيرة من الخرسانة، محاطين بكومات عالية من المعدن الملتوي والأنقاض. وكانت هناك عدة فوهات، يُحتمل أنها استخدمت من قبل رجال الإنقاذ لاختراق موقع الانفجار، ويبدو أن بعضها يصل عمقه إلى حوالي 30 مترًا (100 قدم).
جهود الإنقاذ في مكان الحادث
استخدم عدد من عمال حزب الله جرافة للحفر حول أحد الفوهات، والتي قام رجال الإنقاذ بحفرها للوصول إلى الضحايا. في المقابل، لم يكن رجال الأمن أو المحققون موجودين في الموقع.
الأزمة الإنسانية في موقع الحادث
قدمت اللقطات التي بثتها وكالة أسوشيتد برس نظرة عن كثب على موقع الاغتيال ومدى الدمار الذي خلفته. حتى الآن، تم تأكيد مقتل ستة أشخاص في الموقع، بالإضافة إلى عشرات الإصابات، لكن لم يتضح بعد إذا ما كان عمال الحفر لا يزالون يبحثون عن جثث. أفاد بعض الأشخاص الذين كانوا في الموقع يوم الأحد بأن ذويهم لا يزالون مفقودين.
وقفت امرأة ترتدي الجلباب الأسود المعروف باسم “الشادر” على أحد الجوانب، تقرأ من القرآن الكريم، بينما كان مجموعة من المتفرجين يبكون. انهار أحد الرجال باكياً بعد رؤية الدمار الهائل.
“يا سيد، يا سيد!” صرخ، ورأسه مستندًا إلى الحائط، مشيرًا إلى نصر الله بلقب تكريمي.
القوة المعنوية والدعم لحزب الله
قال علي رحال، البالغ من العمر 30 عامًا: “معنوياتنا عالية وسنواصل النضال.” وأضاف: “من هنا، من قلب الضاحية، نقول ‘لبيك يا نصر الله’.” وهذا التعبير العربي، الذي يعني “في خدمتك يا نصر الله”، كان يتردد كثيرًا من قبل مؤيدي حزب الله في تجمعاتهم.
المساهمات في التغطية
ساهم كاتب وكالة أسوشيتد برس فادي طه في التقرير.