شهدت مخيم جنين بمدينة جنين في الضفة الغربية تصعيداً خطيراً حيث أسفرت الاشتباكات عن مقتل عنصر من الحرس الرئاسي الفلسطيني، إضافة إلى وقوع إصابات أخرى. يذكرنا هذا الحادث بفترات الاقتتال الداخلي في غزة، الذي أسفر عن عدد كبير من الضحايا الفلسطينيين.
في الاشتباكات التي وقعت يوم الأحد، قُتل مساعد أول ساهر فاروق جمعة أرحيل، وجرح اثنان آخران، في وقت تتصاعد فيه حدة المواجهات بالمخيم. تحول المخيم إلى معقل للمسلحين الفلسطينيين ورمز للمقاومة منذ سنوات الانتفاضة الثانية.
تستعين السلطة الفلسطينية بقوات مدربة ومليئة بالمعدات الحديثة مثل المدرعات والكلاب البوليسية، بينما يستخدم المعتدون الأسلحة الرشاشة والعبوات الناسفة، مما يبعث على قلق الفلسطينيين.
نداء للوحدة الوطنية
أكد مسؤولون في حركة “فتح” على أهمية الوحدة الوطنية لتجنب الفتن والحفاظ على السلم الأهلي. حيث دعا روحي فتوح، رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، إلى ضرورة التماسك لمواجهة مخططات الاحتلال. وقد حذر تيسير نصر الله من خطر استمرار الجماعات المسلحة في زعزعة الاستقرار.
بدأت السلطة الفلسطينية منذ أسبوعين عملية واسعة ضد المسلحين في مخيم جنين، وهي تعتبر الأعنف في السنوات الأخيرة، مع سعي إلى استعادة السيطرة. وأكد العميد أنور رجب، الناطق الرسمي باسم قوى الأمن الفلسطينية، على مضي الأجهزة الأمنية في ملاحقة الخارجين عن القانون.
خلال عمليتهم، تم قتل واعتقال عدد من المسلحين، وسط اتهامات متزايدة للسلطة بـ”الاستقواء على المسلحين”.
تجري المواجهات بشكل مكثف في شوارع المخيم، مع استخدام القناصة على الأسطح، مما أدى إلى تحويل المنطقة إلى ساحة قتال.
الأوضاع في الضفة الغربية
تأتي هذه الحملة الفلسطينية ضمن توجهات السلطة لمواجهة فوضى قد تنتشر في الضفة الغربية نتيجة تطورات الأوضاع في سوريا. وقد أبدى مسؤولون إسرائيليون قلقهم من هذه التوترات معتبرين أن هذا الأمر هو اختبار لقدرة عباس.
قال مسؤول أمني إسرائيلي إن فشل عباس في السيطرة على الأوضاع في جنين قد يؤدي إلى دعوات للانقلاب.
وفي هذا السياق، أطلق الجيش الإسرائيلي قواته لدعم جهود السلطة الفلسطينية، ولكن الأخيرة ترفض التنسيق مع التوصيات الإسرائيلية أو الأميركية بخصوص عملياتها في جنين.
استقلالية الفعل الفلسطيني
أكد رجب أن الجهود المذكورة هي فلسطينية بحتة، تهدف لحماية القضايا الوطنية. وأشار إلى أن الوضع في غزة يشهد تغييرات خطيرة، مما يستدعي فرض النظام في الضفة الغربية أيضاً.
من خلال هذه التحركات، تسعى السلطة الفلسطينية للحفاظ على سيطرتها وضمان عدم تفاقم الأوضاع إلى ما لا تحمد عقباه.