أثر لا يمحوه الدهر.. كيف يتبدل عقل صغيرك مع كل وجبة سريعة؟
عصيان لن يُغفَر
درست بحث سابق من جامعة أوهايو في عام 2021، وجود صلة بين متابعة البالغين لنظام غذائي غني بالسكريات والدهون لمدة 4 أسابيع وإصابتهم بمرض الزهايمر، نتيجة قدرة السكر على تَقليل مستويات مادة عصبية تدعى “أستيل كولين” التي تؤدي دورا في الذاكرة، والتعلم، والانتباه، والتفكير السليم، وبفضل الله تمكن الباحثون من عكس الاستجابة الالتهابية الشديدة في
تغذي أدمغة الفئران بمكملات “أوميغا 3″، لكن لم نعرف قبل فبراير/شباط الجاري شيئا عن التأثيرات الطويلة المدى على العمليات المعرفية وفرط النشاط الناتج عن الزيادة في تناول السكر، ابتداءً من فترة المراهقة.
لذا، قام باحثو جامعة جنوب كاليفورنيا بالتركيز على المراحل المراهقة، نظرًا لأنها تُعد مهمة في نمو الدماغ، حيث سعوا لفهم تأثير النظام الغذائي قليل البروتين وعالي الدهون على دماغ المراهق ودراسة إمكانية تدارك الآثار السلبية للدهون والسكر. قام الباحثون بمتابعة تأثير النظام الغذائي على مستويات “أستيل كولين” لدى فئران شابة، حيث قارنوا بين مجموعة تتناول الوجبات السريعة ومجموعة تتناول طعامًا صحيًا.
بعد مضي 60 يومًا، قام الباحثون باستحضار استجابة أدمغة الفئران لمهام تجريبية تستقصي ذاكرتهم، واكتشفوا عدم قدرة المجموعة الأولى على تذكر مشهد مرئي سابق باستثناء عنصر جديد، بينما تمكنت المجموعة الثانية من ذلك، وتماسكت ذاكرتها من حيث المكان والزمان.
قام الباحثون بتغيير نمط تغذية الفئران في المجموعة الأولى إلى نمط صحي قبل سن البلوغ، واستمروا فيه حتى نضوجهم وموتهم. عند فحص أدمغة الفئران الميتة من المجموعة الأولى، اكتشفوا تدهورًا في العقل وتلفًا في الذاكرة، واستمر هذا التدهور بعد تبني نظام غذائي صحي، مع نجاح النظام الغذائي الصحي الذي تناولته الفئران في عكس الاضطرابات الميكروبية في الأمعاء نتيجة اتباع نظام غذائي غير صحي لمدة شهرين.
تشير أبحاث مختبرات الإدمان والسمنة في جامعة كوينز لاند، في 2021، إلى أن تناول الأطفال كميات كبيرة من السكر لفترة طويلة يثير استجابات حركية مفرطة واضطرابات في نقص الانتباه، وأعراضا مشابهة لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD)، بالإضافة إلى صعوبة في التعلم والذاكرة واضطرابات عقلية وعصبية في مرحلة المراهقة.
منع الحلوى عن طفل عنيد
يتناول الأطفال والمراهقون في 60 دولة 4 أضعاف الكمية الموصى بها من قبل منظمة الصحة العالمية، وأوضحت الهيئة الصحية الأميركية أن الحد الأقصى لكمية السكر يوميًا يجب ألا يتجاوز 19 غرامًا لأقل من 6 سنوات، و24 غرامًا لأصغر من 10 سنوات، و30 غرامًا لأكبر من 11 سنة.
يُحدث تنفيذ تلك التوصيات تحديًا مع الأطفال المولعين بالحلوى، وخاصة الحلوى الرخيصة التي تحتوي على محليات اصطناعية مثل السكروز والفركتوز بسبب طبيعتها الإدمانية. لذا، يجب عليك أن تتسمي بالصبر أثناء اتباع الخطوات الآتية:
<
ul>
- تأثير نوع وكمية الطعام على الجسم، مثل: قدرة الطاقة، والتركيز المطول، ومتابعة اللعب لساعات، والأداء الدراسي، واستقرار المزاج، والإضطراب البصري، والعطش المفرط، والآلام المعدية.
- أوقات للمرح: جهزي طفلك لاختيار الأطعمة الصحية عن طريق ربط الشراء بدروس الرياضيات والقراءة، توافقوا في الليلة السابقة للتسوق على خطة للأسبوع، وطلبي منه مساعدة في ملء نصف عربة التسوق بالخضروات والفواكه، وتوزيع النصف الآخر بين البروتينات النباتية والحيوانية، والكربوهيدرات، وقسم صغير للحلويات والمقرمشات. طلبي من طفلك قراءة التسميات على المنتجات، لتشجيعه على التفكير في الكمية ونوعية ما يختاره قبل تناوله.
- تعويضات مقبولة: بحثي مع طفلك عن حلوى تحتوي على أقل من 10 غرامات سكر، وأكثر من 5 غرامات من الألياف، تأكدي من أن السكر المضاف أبيض، وليس شراب فركتوز أو محليات صناعية أخرى. لا تشتري ما يمكنكما تحضيره في المنزل، مثل: الفشار، والكعك، والشوكولاتة، للسيطرة على مستويات السكر والدهون.
- عدم المبالغة: السكر له تأثير إدماني، حيث يحفز الخلايا العصبية المسؤولة عن الانجذاب في الدماغ، وقطع السكر يسبب أعراضًا شبيهة بالقلق والاكتئاب نتيجة الانسحاب، لذا من الأفضل عدم منعه كليا عن طفلك.
ولا تنسي أن الغلوكوز هو مصدر ضروري لطاقة دماغ طفلك وخلاياه العصبية، لذا يجب تنظيم كميته والحصول عليه من مصادر طبيعية مثل الموز المهروس والتمور وعصائر الفواكه.