طبيب أطفال فلسطيني فقد ساقه يصر على مواصلة عمله في غزة
في مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح، يواصل طبيب الأطفال الفلسطيني خالد السعيدني، الذي فقد ساقه اليمنى، أداء واجبه المهني رغم الظروف القاسية. يعاني من جروح نفسية وجسدية لكنه مصمم على تقديم الرعاية الطبية للمرضى في غزة.
وبين أنين الأطفال المعذبين وآهات الحصار، يظهر خالد السعيدني، الذي قضى سنوات طويلة من حياته في خدمة المرضى، كبطل صمود أمام التحديات اليومية.
غياب الرعاية الطبية
يعيش طبيب الأطفال، مثل بقية أبناء مجتمعه، مآسي النزوح والقصف ونقص المياه والغذاء. تعرض لإصابة في مخيم البريج قبل أشهر، مما زاد معاناته في ظل غياب الرعاية الطبية الضرورية. على الرغم من حاجته لعمليات جراحية معقدة، إلا أن حصار غزة يمنعه من الحصول على العلاج.
منذ بدء الإبادة على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تستهدف القوات الإسرائيلية بشكل ممنهج المرافق الطبية والمستشفيات في مختلف المناطق، مما أدى إلى انهيار النظام الصحي وتدهور البنية التحتية.
ويؤدي إغلاق المعابر من قبل إسرائيل، بما في ذلك معبر رفح البري، إلى منع الآلاف من المرضى والجرحى من تلقي العلاج المناسب في الخارج.
“الأطفال المرضى بحاجة إليّ”
يقول خالد السعيدني:
### معاناة طبيب أطفال فلسطيني بعد بتر ساقه
**حياة جديدة بعد إصابة مروعة**
يتحدث الطبيب الفلسطيني السعيدني، بابتسامة تبرز المعاناة التي يعيشها، قائلاً: “عند بتر ساقي شعرت للحظة أن حياتي توقفت، لكن سرعان ما أدركت أن هؤلاء الأطفال بحاجة إليّ؛ قسم الأطفال أصبح بيتي الثاني، وواجبي تجاههم لا يمكن التخلي عنه”.
**تحديات يومية وصعوبات في الحركة**
على الرغم من تركيب طرف صناعي مؤقت، يواجه السعيدني تحديات يومية عديدة. من أبرز تلك الصعوبات ثقل الطرف وعدم ملاءمته لجسده، مما يجعل حركته مرهقة وصعبة في بعض الأحيان. كما أنه يعاني من نقص حاد في الغذاء والمياه والعلاج الطبي الضروري لحالته.
يقول في هذا الصدد: “الطرف الصناعي ثقيل وغير مريح، لكنه أفضل من الكرسي المتحرك. الآن أستطيع التحرك بحرية نسبية، وهذا يمنحني القدرة على مواصلة عملي”.
**مضاعفات الصحة وبهجة الأطفال**
إلى جانب إصابته، يعاني السعيدني من مضاعفات مرض السكري، مما يزيد من تعقيد حالته الصحية. ومع ذلك، يجد عزاءه في ضحكات الأطفال الذين يعالجهم، حيث يشدد على أهمية تلك اللحظات بقوله: “عندما أرى الأطفال يبتسمون بعد العلاج، أنسى آلامي. هذا ما يدفعني للاستمرار”.
**الحاجة الملحة للمساعدة**
لكن خلف تلك الابتسامة، يختبئ احتياج ملح للمساعدة. فالسعيدني يحتاج إلى عمليات جراحية معقدة وطرف صناعي دائم لا يتوفر في القطاع الذي يعاني من الحصار. كما يواجه تحديات في تأمين العلاج الخاص به، مع ما يتنازع فيه من ظروف النزوح.
**أمل في الشفاء واستعادة الحياة**
يعبر السعيدني عن أمله في انتهاء الحرب والسفر إلى الخارج للحصول على العلاج الذي يمكنه من استعادة جزء من حياته الطبيعية، في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها.