طريقة سهلة لحماية الأطفال الخدج من الشلل الدماغي

Photo of author

By العربية الآن

إجراء بسيط ينقذ الأطفال الخدج من الشلل الدماغي

استخدام كبريتات الماغنسيوم لحماية الأطفال الخدج

يستمر النقاش في جامعة بريستول بالمملكة المتحدة حول إمكانية حماية الأطفال الخدج (المبتسرين) من المخاطر البالغة للولادة المبكرة، وأهمها الشلل الدماغي (CP) الذي يؤثر على الحركة في جميع الأطراف، وذلك من خلال عقار بسيط يسمى كبريتات الماغنسيوم، الذي يُعطى عن طريق التنقيط الوريدي.

هذا الدواء يُعتبر منخفض التكلفة، حيث لا يتجاوز سعر الجرعة الواحدة 5 جنيهات إسترلينية في المملكة المتحدة. ولكنه يتطلب إجراؤه داخل المستشفى تحت إشراف فريق طبي مختص. إذا تم تعميم هذا الإجراء عالميًا، فإنه قد يحمي ملايين الرضع من هذه الحالة الخطيرة.

المخاطر المرتبطة بالولادة المبكرة

تشكل الولادة المبكرة تحديًا كبيرًا على حياة الرضع، حيث يتطلب الأمر إدخالهم حضانات حتى يكتمل نموهم. وتعتبر مشاكل الجهاز العصبي من أبرز المخاطر التي قد تواجههم، نظرًا لعدم كفاية إمدادات الأكسجين إلى المخ، مما قد يؤدي إلى مشاكل في التوصيلات العصبية.

هذا ما يجعل فكرة استخدام كبريتات الماغنسيوم بمثابة إنقاذ للرضع منهم. تم تطوير النظرية باستخدام هذا الدواء بعد أن أظهرت الدراسات السابقة فعاليته في تقليل حدوث الشلل الدماغي عند الأطفال الخدج الذين تم وصفه لهم لأغراض طبية أخرى، مثل تقليل التشنجات في حالات تسمم الحمل.

نتائج إيجابية من التجارب السريرية

من خلال تجربة الدواء على عدة نساء حوامل، وُجد أن النتائج كانت واعدة. تم نشر هذه النتائج في دراسة طبية عام 2009، مما أدى إلى زيادة استخدام العلاج، رغم أنه لم يكن كافيًا في المملكة المتحدة.

تولت الدكتورة كارين ليوت، أخصائية الأطفال وحديثي الولادة، متابعة هذه النظرية وتطبيقها على الأمهات اللاتي ولدن قبل 30 أسبوعًا من الحمل، حيث أثبت الدواء فاعليته في تقليل فرص حدوث الشلل الدماغي بنسبة تصل إلى 30%.

برنامج “منع الشلل الدماغي”

في عام 2014، رصدت الدكتورة ليوت أن استخدام الدواء لم يكن واسع الانتشار، فقامت بتأسيس برنامج خاص لمساعدته في توسيع استخدامه، خاصة للسيدات الحوامل اللواتي يمكن أن يعانين من مشاكل طبية تؤدي إلى الولادة المبكرة. أُطلق على هذا البرنامج اسم “منع الشلل الدماغي في الأطفال المبتسرين” (PReCePT)، ليكون خيارًا إضافيًا للأمهات.

مع مرور الوقت، تم تضمين البرنامج ضمن خدمات الصحة الوطنية (NHS) في الوحدات المتخصصة، مما ساعد في وصول العلاج إلى العديد من النساء الحوامل، حيث تم إعطاء العلاج لأكثر من 14 ألف سيدة في إنجلترا بين عامي 2018 و2023، مما ساهم في خفض معدلات الشلل الدماغي بنحو 385 حالة مقارنة بالعدد المتوقع.

تجدر الإشارة إلى أن إحدى المشاركات في البرنامج، السيدة إيلي، أنجبت طفلًا صحيًا يبلغ من العمر الآن 11 عامًا.

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.