مكالمة جينبينغ مع بايدن
أعلن الرئيس الصيني شي جينبينغ عن رغبته في تعزيز مبدأ “اليقين” في العلاقات بين بلاده والولايات المتحدة، وذلك خلال لقائه مع الرئيس الأمريكي جو بايدن في ليما، عاصمة بيرو، في 16 نوفمبر. تأتي تلك المناقشات في وقت حرج، حيث يتولى الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب مهامه في يناير المقبل. كما أشار جينبينغ إلى ضرورة التعامل مع المخاطر المتوقعة في العلاقات الثنائية.
بكين شريك تجاري رائد
تحمل الجولة الأولى لشي جينبينغ في أميركا اللاتينية دلالة كبرى على تزايد نفوذ بكين في المنطقة التي كانت تقليدياً تُعتبر “الحديقة الخلفية” للولايات المتحدة. تستعد الحكومة الصينية لإطلاق مشاريع مهمة مثل ميناء تشانكاي في بيرو، والذي سيكون نقطة انطلاق لكثير من المبادرات الاقتصادية الهادفة لتعزيز التعاون مع دول أميركا اللاتينية.
يُظهر التقرير أن الشركات الصينية تسير قدماً لتوسيع سيطرتها في مجالات الطاقة والمعادن في بيرو، حيث تستحوذ على معظم مناجم الحديد وتزوّد العاصمة بالطاقة.
النمو السريع في التبادلات التجارية
تشير إحصائيات مجلس العلاقات الخارجية الأميركي إلى أن الصين أصبحت الشريك التجاري الأهم للبرازيل وتشيلي وبيرو والدول الصغيرة الأخرى في المنطقة. حققت المبادلات التجارية بين الصين ودول أميركا اللاتينية نمواً ملحوظاً، حيث تضاعف إجمالي قيمة الصادرات في السنوات الأخيرة.
خلال العقد الماضي، كانت الاستثمارات الصينية في المنطقة تتجاوز 14 مليار دولار سنوياً، على الرغم من انكماشها في السنوات الثلاث الأخيرة.
مشاريع الربط والاتفاقيات التجارية
منذ عام 2017، انضمت 22 دولة أميركية لاتينية إلى مشروع “طريق الحرير الجديد”، ووقعت بكين اتفاقيات للتبادل التجاري الحر مع العديد من الدول، ما يعكس نطاق هذه الإستراتيجية المتنامية. تعتبر الولايات المتحدة هذه الخطوات بمثابة تهديد لهيمنتها التقليدية، خاصة أن العديد من الاتفاقات مع بكين تضمن حصرية العمليات للمؤسسات الصينية.
في حال اندلاع أي صراع إقليمي، تشير دراسات إلى أن سيطرة الصين على شبكات الموانئ قد تشكل عقبة لوجستية للدول الأخرى.
استنتاجات ومخاوف
يبدو أن الصين تزيد من نفوذها الجيوسياسي في منطقة أميركا اللاتينية، مما يبرز أهمية التحالفات الجديدة التي تبنيها بكين. هذا الوضع يطرح تحديات أكبر للولايات المتحدة، والتي تسعى للحفاظ على ريادتها في هذه السوق الاستراتيجية.
