التحركات الأميركية والأوروبية ضد إيران
أعلن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أن روسيا تلقت صواريخ إيرانية لاستخدامها في أوكرانيا “خلال أسابيع”، مشيرًا إلى أن هذا التطوّر يمثل تهديدًا للأمن الأوروبي. جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره البريطاني، ديفيد لامي، في لندن، حيث أكد بلينكن نقل روسيا لتقنيات من إيران، بما في ذلك تقنيات نووية. وأعلن عن عقوبات أميركية إضافية ضد إيران، منها ما يتعلق بالطيران، وفي الوقت نفسه، أعلن البيت الأبيض عن فرض عقوبات على روسيا لتلقيها الصواريخ الإيرانية.
قلق بريطاني من الدعم الإيراني لروسيا
بدوره، أعرب الوزير البريطاني، ديفيد لامي، عن قلقه من الدعم المتزايد الذي تقدمه إيران للكرملين. وأكد أنه وزميله بلينكن سيزوران كييف هذا الأسبوع، وهي أول زيارة مشتركة من نوعها منذ أكثر من 10 سنوات.
يتناول بلينكن مسلسل تعزيز الدعم لأوكرانيا في وقت تتواصل فيه العملية الروسية في شرق أوكرانيا، وذلك قبيل زيارة رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، للبيت الأبيض، المقررة الجمعة المقبلة. حيث أكد ستارمر على مواصلة دعم بلاده لأوكرانيا في مواجهة روسيا.
تتعاون الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بشكل وثيق في العديد من القضايا الدولية، ويُعتبر الديمقراطيون عادة أقرب إلى حزب العمال مقارنة بال Conservatives.
عقوبات جديدة من بريطانيا
في سياق متصل، أعلنت بريطانيا عن حزمة جديدة من العقوبات يوم الثلاثاء، حيث أدرجت سبعة كيانات في نظام عقوباتها ضد إيران وثلاثة كيانات في نظام عقوباتها ضد روسيا. تشمل هذه الكيانات شركات ومنظمات متصلة بقطاع تصنيع الطائرات المسيّرة في الدولتين.
نددت فرنسا وألمانيا وبريطانيا بشدة بإرسال إيران صواريخ باليستية إلى روسيا، وأعلنت نيتها اتخاذ خطوات فورية لإلغاء اتفاقات ثنائية تتعلق بالخدمات الجوية مع طهران.
مساعدات أميركية جديدة لأوكرانيا
من جهة أخرى، أعلن المتحدث باسم البنتاغون، الجنرال بات رايدر، أن وزير الدفاع لويد أوستن، قدّم حزمة جديدة من مساعدات بقيمة 250 مليون دولار لأوكرانيا، تشمل صواريخ الدفاع الجوي والذخائر والمدرعات. وأكد الاجتماع الـ24 لمجموعة الاتصال الدفاعية الأوكرانية دعم المجتمع الدولي الثابت لأوكرانيا، حيث تعهد التحالف حتى الآن بأكثر من 106 مليار دولار من المساعدات الأمنية.
يذكر أن المملكة المتحدة أعلنت عن تزويد أوكرانيا بـ650 نظامًا صاروخيًا لتعزيز دفاعها الجوي، استجابةً لتأكيد الرئيس الأوكراني حول بطء المساعدات العسكرية.
أكد لامي في بيان، التزام الدولتين بتعزيز تحالفهما في ظل تفاقم عدم الاستقرار وزيادة المخاطر الأمنية.
نقل الصواريخ الإيرانية إلى روسيا
تناولت وسائل الإعلام الأميركية تقارير تفيد بأن إيران نقلت صواريخ باليستية قصيرة المدى إلى روسيا، وتمتلك طهران أنواعًا مختلفة منها يصل مدى بعضها إلى 800 كيلومتر. أفاد مصدران استخباراتيان الشهر الماضي بأن العسكريين الروس يتدربون في إيران على الصواريخ من طراز “فتح – 360”.
أشارت التقارير إلى أن الروس وقعوا عقدًا مع إيران في ديسمبر الماضي لشراء صواريخ باليستية قصيرة المدى، في وقت كانت طهران تعرض أنظمتها على الوفود الروسية، مما يشير إلى نية موسكو في الحصول على صواريخ إيرانية.
أكد الاتحاد الأوروبي على تبادل حلفائه معلومات استخباراتية حول تزويد إيران لروسيا بصواريخ باليستية، وحذر من فرض عقوبات جديدة إذا تأكدت عمليات التسليم.
الرد الإيراني والروسي
نفت إيران الاتهامات المتعلقة بإرسال أي صواريخ إلى روسيا، واصفةً هذه الادعاءات بأنها نوع من الحرب النفسية. بالمقابل، نفى المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف صحة التقارير، مؤكدًا أن إيران تعتبر شريكًا مهمًا لروسيا.
تركيز على النفوذ الصيني
على صعيد متصل، أكدت وزارة الخارجية الأميركية أن بلينكن سيناقش مع المسؤولين البريطانيين قضايا تتعلق بآسيا. ومن المقرر أن يستمر التعاون العسكري بين الولايات المتحدة وحلفائها وذلك في ظل التوترات المتزايدة من الجانب الصيني، حيث بدأت المناورات العسكرية بين البحرية الروسية والصينية في شمال بحر اليابان.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن هذه التدريبات تهدف لتعزيز حماية الأنشطة الاقتصادية في المنطقة، مشيرة إلى أن تدريبات “أوشن – 2024” جارية، وتشارك فيها 400 سفينة روسية و120 طائرة.
الجدير ذكره أن اليابان أعربت عن قلقها بعد دخول سفينة حربية صينية مياهها الإقليمية مؤخرًا، مما يعكس التوترات المتزايدة في المنطقة.