تعتبر البطاطس الغذاء الأساسي الرابع عالميًا بعد الذرة والأرز والقمح، ورغم أهميتها، إلا أن المبيدات الكيميائية المستخدمة لم تعد قادرة على مقاومة “ديدان نيماتودا التعقد الجذري”، وهي كائنات دقيقة تتسلل إلى الجذور، مما يؤدي إلى الإصابة بأمراض خطيرة تضر بالمحصول.

استراتيجية جديدة لمكافحة الديدان الخيطية

هذا النوع من الديدان يمنع جذور النباتات من امتصاص الماء والمواد المغذية، وقد طورت مقاومة ضد المبيدات التقليدية. ولكن، تم إيجاد حل من قبل فريق بحثي من مدينة الأبحاث العلمية والتطبيقات التكنولوجية في الإسكندرية، حيث اعتمدوا على أسلوب المقاومة الحيوية، الذي نُشر في دورية “ساينتفك ريبورتيز”، والذي يعتمد على “فطريات داخلية صديقة للبيئة”. هذه الفطريات تعيش داخل أنسجة النباتات بدون التسبب في أي ضرر وتنتج مواد سامة لهذه الديدان.

استخدام فطر “اسبرجلس فلافس” في الدراسة

ركزت الدراسة على فطر “اسبرجلس فلافس” المعزول من بذور عشب “الحلبة”. حيث قام الباحثون بتحليل السائل الذي نما فيه الفطر لفهم المواد الكيميائية التي ينتجها. وقد اكتشفوا عدة مواد يمكن أن تقتل أو تمنع الديدان الخيطية، مثل أحماض “الغادوليك”، و”الأوليك”، و”البالمتيك”.

تأثير المستخلص المائي على نمو الديدان الخيطية

الدكتورة رحاب غريب، باحثة رئيسية في الدراسة، أكدت أن معالجة نبات البطاطس بــ”المستخلص المائي” للفطر ساعدت على تقليل تطور الديدان بنسبة 90% وبيضها بنسبة 89%. كما عززت من نشاط الأنزيمات المسؤولة عن الدفاع.

تبني الطُرق المستدامة في الزراعة

هذا البحث يستفيد من دراسات سابقة تناولت الاستخدام الفعّال للمبيدات الحيوية بشكل طبيعي، ومنها تحسينات تتعلق بالخمائر والبكتيريا. نهج المستخلص المائي يوفر طريقة أكثر سهولة وفعالية على عكس المساحيق المستخدمة سابقًا.

تطبيق تقنية النانو

كشفت التجارب أن تطبيق المستخلص المائي للفطر عبر رش التربة ساهم في تحسين نمو البادرات وتصديها للديدان الخيطية. الباحثون لم يتوقفوا عند هذا، بل عملوا أيضًا على تحسين الفعالية من خلال تحميل المستخلص على جسيمات الزنك النانوية، مما يوفر حماية مستدامة للنباتات.

آفاق السوق المستقبلية

أشارت غريب إلى أن هذه الفكرة تعتبر آمنة وفعالة، ويمكن تقديمها للمستثمرين الزراعيين الراغبين في إنتاجها تجارياً، مؤكدة أنها تمثل حلاً حيوياً يساعد في زيادة إنتاجية النباتات.