# الكشف عن طريقة تنفيذ هجمات “الباجر” من قبل عملاء سابقين في جهاز المخابرات الإسرائيلي
![Reuters Men carry the coffin of a Hezbollah member who was killed in a pager blast (18/09/24)](https://ichef.bbci.co.uk/news/480/cpsprodpb/03f3/live/6d717960-c112-11ef-aff0-072ce821b6ab.jpg.webp)
*Thousands of people were killed and wounded in the surprise attacks*
كشفت عميلتان سابقتان في جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) كيف استخدم عناصر من جماعة “حزب الله” اللبنانية أجهزة اتصال مشفرة مصنعة في إسرائيل ومزودة بعبوات ناسفة، دون أن يدرك أعضاء الحزب ذلك، وذلك على مدار عشر سنوات قبل أن يتم تفجيرها في هجوم مفاجئ في سبتمبر من هذا العام.
## تفاصيل العملية السرية
وأوضح العميلان السابقان خلال حديثهما مع شبكة “CBS” الأمريكية أن جهاز الموساد نجح في خداع “حزب الله” ليشتري الآلاف من أجهزة الاتصال المحمولة والبايجارات المعدلة، دون معرفة أنهم مُصنّعون في إسرائيل.
قالت التقارير إن الهجمات أسفرت عن مقتل العشرات وإصابة الآلاف، حيث أفادت مصادر لبنانية بأن إسرائيل زعمت أن الهجوم كان مستهدفاً فقط مقاتلي الحزب، لكن العديد من المدنيين كانوا من بين الضحايا. ووصف رئيس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة الهجوم بأنه جريمة حرب.
## تصاعد التوترات
في وقت الهجوم، كانت إسرائيل و”حزب الله” في صراع قد تصاعد منذ أن أطلق حزب الله النار على مواقع إسرائيلية بعد يوم من الهجوم غير المسبوق الذي شنه حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.
في 17 سبتمبر 2024، انفجرت آلاف الأجهزة المحمولة بشكل متزامن في لبنان، خاصة في المناطق ذات الوجود القوي لحزب الله، مما أسفر عن إصابات ووفيات للمستخدمين والأشخاص القريبين، مما نجم عنه حالة من الذعر والارتباك. في اليوم التالي، انفجرت أجهزة الاتصال المحمولة بنفس الطريقة، مما تسبب في مقتل وإصابة المئات.
## اعتراف الحكومة الإسرائيلية
اعترف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مسؤولية بلاده عن الحادث بعد شهرين من الهجوم، حسبما أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية.
وفي حديث مع شريك BBC الأمريكي، كشف العميلان عن تفاصيل العملية، حيث أشار عميل يدعى “مايكل” إلى أن الموساد أخفى جهازاً متفجراً داخل البطاريات التي تُشغل أجهزة الاتصال، والتي غالباً ما يحملها المستخدمون على صدورهم.
## استراتيجيات الخداع
قال “مايكل” إن “حزب الله” اشتری أكثر من 16000 جهاز اتصال بأسعار مغرية من شركة وهمية قبل عشرة أعوام. وأضاف: “لدينا مجموعة مذهلة من الإمكانيات لإنشاء شركات أجنبية لا يمكن تتبعها إلى إسرائيل”، مشيراً إلى خلق شركات وهمية لتوجيه سلسلة التوريد لصالحهم.
توسعت العملية منذ عامين لتشمل البايجارات، حيث أوضح CBS أن الموساد اكتشف أن “حزب الله” كان يشتري أجهزة البايجار من شركة تايوانية تدعى “Gold Apollo”، وأنشأوا شركة وهمية استخدمت اسمها على أجهزة مزودة بعبوات ناسفة.
## التنفيذ والتداعيات
وقال العميل الثان، الملقب “غابرييل”: “عندما يشترون منا، ليس لديهم فكرة أنهم يشترون من الموساد”، مضيفاً أنهم قاموا بإنتاج أفلام إعلانية وكتيبات، ومشاركتها عبر الإنترنت ليتمكن “حزب الله” من الشراء منهم.
بحلول سبتمبر 2024، كان “حزب الله” قد اشترى 5000 من أجهزة البايجار المزودة بعبوات ناسفة. وتم تفجير هذه الأجهزة عن بُعد من إسرائيل عندما بدأت الوكالة تشعر بأن “حزب الله” بدأ يشك في الأمر.
أثارت الانفجارات موجات صدمة في جميع أنحاء لبنان، حيث حدثت التفجيرات في كل مكان كانت الأجهزة تحمل فيها، بما في ذلك السوبر ماركت، مما أدى إلى ازدحام المستشفيات بالمصابين، العديد منهم تعرضوا لإصابات خطيرة.
وتابع “غابرييل” أن هناك “شائعة قوية” بأن أشخاصاً تعرضوا للإصابة أمام حسن نصر الله، زعيم حزب الله الحالي.
وبعد أيام من الهجوم، بدأت إسرائيل في سلسلة من الضربات الجوية المكثفة ضد أهداف حزب الله، تلتها هجوم بري على لبنان. وتوصل الطرفان إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في 26 نوفمبر.
## إدانات دولية
أدانت لبنان بشدة الهجمات باستخدام أجهزة الباجر وأجهزة الاتصال، بينما أعرب رئيس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فولكر تورك، عن استيائه من تلك الهجمات، مشيراً إلى أنها “تنتهك القانون الدولي لحقوق الإنسان، وبما أنه ينطبق، القانون الدولي الإنساني”.