عنفوان غزة وإرهاصات تهافت الكيان
27/9/2024
–
|
آخر تحديث: 27/9/202404:41 م (بتوقيت مكة المكرمة)
تصعيد الصراع
ينبغي التساؤل عن سبب ازدياد التوترات في هذا الصراع الذي عمره عقود. القوى المتواجدة لم تعلن عمّا يشير إلى هزيمة أو انتهاء المعركة. وعلى العكس، شهدنا تحركات مُدروسة ومُنظّمة من قبل المعنيين تكشفُ تصميمهم على مواجهة التحديات.
لم يعلن قادة الطوفان أنهم سيرمون الكيان في البحر، ولم يلقوا شعارات جوفاء ووعودًا فضفاضة، وإنما تحركوا بتصميم وتخطيط ودقة فاجأت العالم، وأربكت أكبر قوة عسكرية مزعومة في الشرق الأوسط.
الاحتلال يمارس تصعيدًا مستمرًا منذ أكثر من أحد عشر شهرًا، مما يدل على عزيمة لا تصلح للوهن، كما أن الرد العنيف من الفصائل في غزة وغيرها يوحي بأن نهاية النزاع ليست قريبة.
خيارات المواجهة
تشير المعطيات الحالية إلى أن صراعًا معقدًا سيستمر، ولا بدّ وأن يترافق مع مناورات سياسية وعسكرية حادة. ولا مفر من الحل العسكري لكسر مقاومة المتضادين. من الواضح أن الأفق لن يشهد نهاية فعلية لصراع استمر لأكثر من ثمانية عقود.
كل محاولات وأد المعركة الدامية والتسويات السياسية باءت بالفشل.. ولا يُستبعد أن تستمر محاولات الاحتلال توسيعَ المعارك.
عدم الاستقرار الإنساني
لقد باتت الأنباء تُبلغ عن مجازر تلو الأخرى، حيث يُعتقد أن قد أُسقط أكثر من أربعين ألف مدني. وعلى الرغم من ذلك، لا يزال العالم يقف في حالة من الصمت، وكذلك المجتمع الدولي الذي يكتفي بالمراقبة.
لم ينتبه ضمير الإنسانية بعد من صدماته المتتالية مع توالي المجازر المدمرة، والضربات الرهيبة التي سوت مدنًا بالأرض.
مستقبل الصراع
في الجانب الإسرائيلي، تتصاعد الأصوات التي تتوقع هزيمة الدولة والفشل، ورغم تلك التحديات، يستمر الإسرائيليون في دعم جهود الحرب. إن كل الشواهد تدل على أن أي شيء قد ينجم عن النتائج العسكرية لن ينهي القوة المتواجدة في المنطقة، وفي الوقت نفسه، يقاوم العراقيل المستمرة من جهة المقاومة.
في الجانب الإسرائيلي، مع استمرار الهروب إلى الأمام تتردد أصوات تتوقع هزيمة وربما نهاية الكيان.
وفي ختام هذه المعركة، تقف الإنسانية على مفترق طرق، بين الواقع المرير والتطلعات للسلام الذي لا يبدو في الأفق القريب.
### تيارات فكرية متباينة حول واقع الصراع
تتواجد في الساحة آراء متعددة بين المفكرين والمتنبئين بشأن الوضع الحالي، حيث يعبر بعضهم عن أن الإسرائيليين يشكلون ضحايا تتربص بهم الأمم، بينما يرى آخرون أنهم مسؤولون عن نتائج أفعالهم المؤلمة.
معاناة الشعب الإسرائيلي في ظل الظروف الحالية
تؤكد هذه المواقف واقع آلاف الإسرائيليين الذين عايشوا الدمار والخطر، حيث تصوروا عدوًا ضعيفًا، ليكتشفوا أنه يهدد حياتهم بشكل أكثر وحشية. وقد هاجر بعضهم أو غادروا أراضيهم، في حين اختار الكثيرون الاحتماء في الملاجئ. ويبدو أن الشعب الإسرائيلي، الذي يخشى الموت، بات يعيش جحيمًا يوميًا مع تزايد المخاوف من نهايات مروعة، بسبب المصدر نفسه الذي جلب لهم المعاناة على مر العقود.
آمال الشعب العربي في التحرر
في المقابل، تتزايد شغف العرب وأصحاب الأرض الذين يتطلعون نحو تحقيق النصر وتحرير أراضيهم، وهو ما توقعه الشهيد أحمد ياسين قبل ربع قرن بأن الزوال المحتوم للاحتلال آتٍ في القريب العاجل.
السلام الذي فرضته إسرائيل على العالم العربي
نجحت إسرائيل في تعزيز السلام مع دول عربية من خلال مسارات بدأت باتفاقية كامب ديفيد وتبعتها اتفاقات أوسلو، مما أبعد العرب عن خيارات التسليح والمواقف الراديكالية نحو الاحتلال، وضمن السلام للكيان داخل فلسطين.
واقعية الوضع وتصاعد الحماس للنضال
على الرغم من كل ذلك، فإن المعاناة المستمرة أثبتت أن الحق لم يندثر، وأن القضية لا تزال حية بفضل رجالها. كما أظهرت الجولة الأخيرة من الصراع تشكيل مجموعة من الشباب المتحمس لمواصلة النضال، الذين بدأوا يفكرون بطرق جديدة ويودعون أوهام المتطرفين الذين يسعون لتجاهل حقوق الشعب وكرامته.