عودة ترامب إلى البيت الأبيض لا تثير قلق الهند

Photo of author

By العربية الآن

عودة ترمب إلى البيت الأبيض وتهدئة القلق الهندي

يبدو أن المراقبين والمحللين متفقون على أن العلاقة بين الولايات المتحدة والهند شهدت نمواً مستمراً على مدار حوالي ربع قرن. حاول الرؤساء الأمريكيون بيل كلينتون، جورج دبليو. بوش، باراك أوباما، دونالد ترمب، وجو بايدن توسيع هذه العلاقة، التي ازدادت عمقاً في السنوات الأربع الأخيرة نتيجة التقارب الاستراتيجي بين البلدين في مواجهة الصين.

استمرارية العلاقات رغم التغيرات السياسية

على الرغم من الانتقادات التي وُجهت إلى سياسة ترمب الخارجية، استمر بايدن في تعزيز العلاقات مع الهند، معتبراً أن نيودلهي هي شريك رئيسي في مواجهة الصين. وقد أبقت الإدارة الأمريكية الحالية على الآليات التي وضعتها إدارة ترمب، مثل الحوار الثنائي بين وزراء الدفاع والخارجية، وتشكيل مجموعة “الرباعية” التي تضم أستراليا والهند واليابان والولايات المتحدة.

الهند أكثر استعدادًا لتقبل ولاية ترمب الثانية

مع تطور العلاقات على مدار ربع قرن، أصبح لدى نيودلهي قناعات بأن ولاية ترمب الثانية لن تشكل تهديداً كبيراً بالنسبة لها، مقارنة ببعض حلفاء الولايات المتحدة الآخرين. بل يُعتبر أن الهند أكثر استعداداً لتعامل مع تقلباته، وعازمة على تعزيز الروابط مع واشنطن، مستندة إلى خبراتها السابقة في التعامل مع ترمب.

برغم المخاوف المتزايدة حول قوة الصين، جاءت الهند لتعمل بشكل أقرب مع واشنطن، خاصة بعد الاشتباكات الحدودية مع الصين عام 2020. كانت هذه الشراكة قد أنتجت العديد من المبادرات الجديدة، بما في ذلك تعزيز التعاون التكنولوجي في مجالات متعددة.

إدارة الخلافات بذكاء

نجحت الهند والولايات المتحدة في إدارة الخلافات بينهما، على الرغم من الظروف الدولية مثل غزو روسيا لأوكرانيا، الذي أثر على العلاقات بين الهند والغرب. كما لم يؤثر الدعم الأمريكي لحكومة بنغلاديش الجديدة على العلاقة الهندية الأمريكية.

الولايات المتحدة شريك استراتيجي لا غنى عنه

يعتبر المسؤولون الهنود، بما في ذلك رئيس الوزراء ناريندرا مودي، الولايات المتحدة كشريك لا غنى عنه في مختلف المجالات، الأمر الذي يعكس انطباعاً إيجابياً عن العلاقات بغض النظر عن من يتولى الرئاسة في البيت الأبيض. وقد جاءت تهاني مودي وترحيبه بفوز ترمب ليؤكد هذا التوجه.

التوجه نحو نهج دفاعي جديد

في ظل تغيرات استراتيجية، بدأت الهند تتجه نحو تقليص اعتمادها على الأسلحة الروسية والتركيز على تعزيز العلاقات الدفاعية مع الغرب. تشير التقارير إلى أن الخطط للقيام بتطوير طائرات هليكوبتر ومقاتلات مع روسيا قد تأجلت، مما يعكس تحول الهند صوب الانفتاح على الاعتماد على الأسلحة والتكنولوجيا الأمريكية.

ورغم التحديات، تواصل الهند التأكيد على استعدادها لتحمل مسؤوليات الأمن الإقليمي دون توقع دعم أمني مطلق، مما يدل على نية واضحة لتشكيل علاقات متوازنة مع الشركاء الدوليين.### الهند والتعاون العسكري مع الولايات المتحدة

تعتزم الهند تعزيز تعاونها الاستراتيجي والاقتصادي مع الولايات المتحدة في ظل الأوضاع الجيوسياسية المتغيرة. تُعتبر الهند أكبر مستورد للأسلحة في العالم، حيث تراجعت نسبة وارداتها العسكرية من روسيا من 76% في عام 2009 إلى 36% في عام 2023، مما يعكس تحولاً ملحوظاً في سياساتها الدفاعية.

تنويع الإمدادات وتطوير الصناعة المحلية

تسعى الهند إلى تنويع مصادر إمدادات الأسلحة، خاصة مع تصاعد التوترات الأمنية بسبب النزاعات الحدودية مع الجارتين النوويتين، الصين وباكستان. بعد سنوات من الاعتماد على المساعدات العسكرية الأمريكية لباكستان، بدأت الهند تتجه نحو الغرب، حيث أصبح جيشها مستعدًا لتبني التكنولوجيا الغربية. وفي هذا السياق، شهدت صناعة الأسلحة المحلية في الهند نمواً ملحوظاً، ويُعتبر هذا التقدم أحد أبرز إنجازات برنامج “صنع في الهند” الذي أطلقه رئيس الوزراء ناريندرا مودي.

آثار الحرب في أوكرانيا على التوازن العسكري

كان للحرب في أوكرانيا تأثير كبير على صورة القوة العسكرية الروسية، حيث اضطرت روسيا إلى الاعتماد على واردات من إيران وكوريا الشمالية في ظل العقوبات الغربية. ويرى مركز “راند” الأمريكي أن اعتماد روسيا على تقنيات غربية لصناعة أسلحتها الأساسية قد يعجل بقرار الهند بتقليل اعتمادها على موسكو، خوفاً من عدم استقرار سلاسل التوريد.

خاتمة

في ظل هذه التطورات، تبقى آفاق التعاون العسكري والاقتصادي بين الهند والولايات المتحدة واعدة، حيث تسعى نيودلهي إلى بناء شراكات استراتيجية أقل اعتمادًا على القوى التقليدية.


أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.