أعلنت الحكومة اليمنية، لأول مرة، أن أكثر من مليوني نازح بسبب الحرب التي اشعلها الحوثيون قد عادوا إلى المناطق التي تسيطر عليها. يشكل هذا العدد حوالي نصف إجمالي النازحين داخلياً، الذين يتجاوز عددهم 4 ملايين شخص، بالتزامن مع تأكيد الحكومة أن وباء الكوليرا قد زاد من معاناة سكان المخيمات، بعد تسجيل 55 ألف حالة إصابة مشتبه بها.
عودة النازحين وتفاصيل الدراسة المسحية
تضمنت هذه المعلومات دراسة مسحية أعدت لصالح الوحدة الحكومية لإدارة مخيمات النازحين، حيث أشارت إلى أن 2.2 مليون نازح قد عادوا إلى 1400 منطقة تسيطر عليها الحكومة في 12 محافظة، مع أكثر من نصف العائدين من الإناث.
تشكل أعداد النازحين العائدين أكثر من 410 آلاف أسرة، ويواجهون تحديات تتعلق بفقدان المأوى والموارد المائية والرعاية الصحية. تظهر البيانات أن الحرب أدت إلى تضرر 133 ألف منزل، من بينها 93 ألف منزل تضررت جزئيا، وأكثر من 40 ألف منزل دمر كليا.
حيث هدفت الدراسة المسحية إلى حصر عدد العائدين من النازحين إلى المناطق التي تحت السيطرة الحكومية، ومعرفة احتياجاتهم المتعلقة بالمأوى والمياه والتعليم والصحة، مع إنشاء قاعدة بيانات تساعد صانعي القرار في وضع السياسات اللازمة لحل مشكلة النزوح الداخلي.
نقص الخدمات الأساسية
تشير البيانات إلى أن 43% من مناطق العودة لا تتوفر فيها مشروعات لمياه الشرب، و10% تعتمد على الأمطار لتلبية احتياجاتها المائية، في حين أن 73% من المناطق تعتمد على تصريف عشوائي لمياه الصرف الصحي، لأن 78% منها تفتقر إلى شبكة صرف صحي مناسبة.
بالنسبة للرعاية الصحية، أكدت البيانات الحكومية أن 58% من المناطق العائدة لا تحتوي على مرافق صحية. وتمثل المنشآت الطبية الحكومية 70% من المرافق المتاحة، ومع ذلك، 67% من هذه المرافق بحاجة إلى الأدوية والمستلزمات الطبية والمعدات اللازمة.
على الرغم من هذا العجز الكبير في قطاعي الصحة والمياه، أكدت البيانات أن 79% من المناطق التي عاد إليها النازحون تحتوي على أقسام شرطة مكتملة، و20% من المديريات لديها أقسام شرطة جزئياً.
تفشّي الأمراض والأوبئة
من جهة أخرى، أفادت الوحدة الحكومية لإدارة مخيمات النازحين بتفشي واسع للأمراض داخل مخيمات النازحين في محافظة مأرب، التي تحتضن أكثر من 60% من النازحين داخلياً.
تظهر الإحصائيات تسجيل أكثر من 55 ألف حالة اشتباه بأمراض مثل الكوليرا والحصبة وحمى الضنك والدفتيريا منذ بداية هذا العام وحتى نهاية أغسطس. ومن بين الحالات، تم تسجيل 19 حالة وفاة مرتبطة بهذه الأمراض.
أكدت الوحدة التنفيذية أن وباء الكوليرا هو الأكثر انتشارًا بين سكان المخيمات في مأرب، حيث تم التحقق من إصابة 58 حالة و8 وفيات. تصدرت محافظة مأرب قائمة حالات الاشتباه بـ”الكوليرا”، تلتها مديرية الوادي ثم مديريات رغوان وحريب.
أما عن حالات حمى الضنك، فقد تم تسجيل 451 حالة، بينها 32 مؤكدة، بالإضافة إلى 434 حالة اشتباه بالحصبة، منها 6 وفيات، فيما بلغ عدد حالات الاشتباه بالدفتيريا 151 حالة و5 حالات وفاة.
وأرجعت الوحدة التنفيذية أسباب تفشي الأمراض إلى التدهور في الأوضاع الصحية بالمخيمات بسبب الاكتظاظ ونقص خدمات المياه والصرف الصحي، وحذرت من أن الضغط الكبير على المرافق الصحية ونقص الأدوية والمستلزمات الطبية قد يؤدي إلى تفاقم المخاطر الصحية، مما يتطلب استجابة عاجلة لحماية أرواح سكان المخيمات.
