غزة: وصف رعب جديد في الشمال مع تجدد الهجوم الإسرائيلي

Photo of author

By العربية الآن


جددت إسرائيل هجومها على غزة وشهد الشمال مشاهد مروعة جديدة

grey placeholder وصف رعب جديد وصف رعب جديدرويترز رامي أبو نصررويترز
تمكن رامي أبو نصر من إنقاذ شقيقه من تحت الأنقاض

تحذير: يحتوي هذا النص على أوصاف صادمة للموت والعنف

كانت اليد مغطاة بالغبار، وملطخة بالدماء من الأصابع والمعصم، هذا ما يمكن رؤيته من الشخص الذي قُتل.

مثل العديد من ضحايا الغارات الجوية الإسرائيلية، يرقدون مدفونين تحت الأنقاض – هذه المرة في مدينة غزة، في الشمال.

تم انتشال شاب مراهق من الطابق الأول لمبنى منهار. عندما ظهرت قدماه وساقاه، بدا وكأنه لا يزال على قيد الحياة.

لكن بعد ذلك، تم رفع الجسم بالكامل، ووضع بلا حراك في أذرع المنقذين.

مالوا ومرروا الفتى من خلال نافذة أسفل، إلى أذرع مجموعة أخرى من الرجال.

في الشوارع الضيقة، كان الرجال يحفرون بأيديهم. لكن لم يكن هناك أي أصوات تأتي من الأنقاض الآن. أي شخص كان هناك، كان خارج نطاق المساعدة.

grey placeholder وصف رعب جديد وصف رعب جديدرويترز منزل أبو نصر المدمررويترز
كانت عائلة أبو نصر محاصرة تحت الأنقاض بعد الغارات الجوية الإسرائيلية

كان رامي أبو نصر يحفر لساعات. والديه وإخوته كانوا مدفونين تحت الأنقاض.

استطاع رامي إنقاذ أصغر إخوته. أخبره الصبي أنه سمع والديه قريبين، يتلون الشهادة، الدعاء الإسلامي للإيمان.

لكنهم سرعان ما أصبحوا صامتين.

قال رامي: “أخرجت أخي الأصغر في اللحظة الأخيرة. لا أعلم كيف يمكننا العودة إلى منزلنا… بدون والدتي، أو والدي، أو إخوتي”.

هربت العائلة هنا من جبال عندما بدأت القوات الإسرائيلية هجوماتها الجديدة ضد حماس في الشمال قبل اثني عشر يومًا.

أصدرت القوات الإسرائيلية أوامر إخلاء تؤثر على حوالي 400,000 شخص في شمال قطاع غزة، وطالبوهم بالانتقال إلى الجنوب.

لكن العديد من الآلاف بقوا وراءهم، منهكين من التهجير المستمر، وخائفين من التوجه إلى مكان لا تتوفر فيه المؤن.

grey placeholder وصف رعب جديد وصف رعب جديدخريطة توضح نقاط دخول المساعدات والمنطقة العسكرية التي تفصل شمال وجنوب غزة.

داخل منزل لا يزال قائمًا، يركع شاب أمام جثة شقيقته التي تبدو في الثلاثينات من عمرها. “يا الله، أختي، أختي”، ينادي.

يجمع متطوعو الدفاع المدني الجثث من داخل المباني. يجدون رجلاً مصابًا بجروح خطيرة ويهرعون به إلى سيارة الإسعاف.

### جهود إنقاذ الأرواح في مواجهة الخطر

أمام مشهد الدمار الذي يحيط به، يعبر أحمد الكحلوت، أحد أفراد الدفاع المدني المحلي، عن مخاوفه: “نحاول إنقاذ حياة إنسان، لكننا نعيش في خوف من أن نستهدف بالقصف أيضاً”. خلفه، يحاول أحد زملائه إجراء عملية إنعاش للقلب لرجل في وضع ميؤوس منه، في أحد المنازل التي تضررت بشدة.

### مشهد مروع

يقول أحمد: “هذا هو منزل عائلة السيد، هناك جثث وأشلاء في هذا المكان… إنه جريمة مروعة”. وضعت عدة سيارات إسعاف في الشوارع، لكن معظم من في الداخل كانوا متوفين. وتتعالى أصوات الألم، حيث تُجلب جثث من مختلف الأعمار.

تظهر الدماء تخرج من جبهة طفل صغير، بينما تُدخل امرأة ملفوفة ببطانية ملونة بجانبه. وإلى جانب سيارة الإسعاف، يرقد رجل في منتصف العمر ميتاً على نقالة.

### أزمة إنسانية متفاقمة

تم نقل العديد من المصابين إلى مستشفى كمال عدوان في جباليا. وفي اتصال هاتفي، أشار الدكتور حسام أبو صفيه، مدير المستشفى، إلى “أزمة إنسانية خطيرة” تتعرض لها المنشأة، متّهماً إسرائيل بفرض عقوبات جماعية. وطالب العالم بالتدخل وفتح ممرات إنسانية تسمح بدخول المستلزمات الطبية والوقود والغذاء لتقديم الرعاية للمرضى وخاصة الأطفال.

### توتر سياسي حول المساعدات

وجهت الولايات المتحدة اتهاماً لإسرائيل بتعطيل أو منع وصول حتى 90% من المساعدات إلى شمال غزة خلال الشهر الماضي، مهددة بقطع شحنات الأسلحة إذا لم يحدث تغيير. من جانبها، تقول إسرائيل إنها تأخذ مخاوف الجانب الأمريكي على محمل الجد وتعمل على معالجة هذه القضية.

### قيود على التغطية الإعلامية

لا يتمكن الصحفيون الدوليون، بمن فيهم أولئك من هيئة الإذاعة البريطانية، من الوصول المستقل إلى غزة من قبل إسرائيل. وتؤكد قوات الدفاع الإسرائيلية أنها تستهدف “خلايا إرهابية”، مظهرةً فيديو يُظهر ما يُزعم أنه عمليات إطلاق نار من داخل عيادة في جباليا.

### واقع مأساوي على الأرض

في جباليا، وُجدت امرأة حامل تجلس في الغبار خارج أحد المنازل. وحين وصل رجال الدفاع المدني، ساعدوها على الخروج على نقالة، بينما يمسح والدها على رأسها مطمئناً: “ستكونين بخير، ستضعين مولودك، يا حبيبتي”.

لكن سرعان ما يتبع ذلك انفجار قذيفة قريبة، مما يدفع المجموعة للهرب سريعاً نحو سيارة الإسعاف.

### صوت النداء من أجل السلام

كل يوم، يتوجه السكان في جباليا بنداء من أجل السلام، يطلبون الطعام والدواء وفتح المدارس. وعلى الرغم من صرخاتهم، يعرفون أن أصواتهم لا تقوى على إيقاف دوامة العنف.

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.