غزيون لترامب: نحن نعيش جحيما بالفعل

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن تهديد الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، بفتح “أبواب الجحيم” في الشرق الأوسط إذا لم يتم الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة، قد أثار دهشة جديدة في القطاع، حيث تساءل السكان: “إذا لم يكن هذا جحيماً، فما الجحيم إذن؟”.
وعبر ترامب عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن تهديده للمسؤولين عن مقتل الأسير الأمريكي الإسرائيلي، عمر نيوترا، قائلاً: “سيكون هناك جحيم سيدفعون ثمنه” إذا لم يتم الإفراج عن الأسرى قبل تنصيبه في 20 يناير الجاري.
الوضع جحيم بالفعل
أشارت نيويورك تايمز إلى أن نحو مليوني فلسطيني في غزة يعيشون بدون مأوى منذ أكثر من عام، ويعانون من نقص حاد في الطعام والدواء، في ظل تهديد متواصل من الغارات الجوية الإسرائيلية. وأفاد المواطن الفلسطيني، علاء عصام (33 عاماً)، قائلاً: “لا أظن أن ترامب يفهم الوضع هنا، إنه جحيم بالفعل”.
أضاف عصام: “نحن نتعرض للقتل منذ 15 شهراً، وقد عانينا من شتاء موجع وصيف خانق، وتعرضنا للمجاعة، ومات بعض الناس جوعاً، بخلاف القصف المتواصل”.
أكرم السطري (47 عاماً)، مترجم من خان يونس، أعرب عن استغرابه من جهل ترامب بأن غزة تعاني من نقص كبير في كل جوانب الحياة، قائلاً: “نحن نشاهد القنابل يومياً ونعيش واقعاً مزرياً أشد قسوة من الجحيم نفسه”.
بينما يتحمل الكثيرون من سكان غزة المسؤولية الكبرى على إسرائيل، تشير التقارير إلى أن البعض يحمل حركة حماس جزءاً من اللوم، حيث نقلت الصحيفة عن عبد العزيز سعيد (33 عاماً) قوله إن حماس لم تتصرف بجدية لإنهاء الحرب رغم تصريحاتها بذلك.
صفقة موقوتة
في تصريحاته للصحفيين، قال ترامب إنه لا يرغب في الإضرار بالمفاوضات الخاصة بتبادل الأسرى. ومن المنتظر أن ينضم كبير مبعوثي ترامب للشرق الأوسط، ستيفن ويتكوف، إلى المحادثات في الدوحة، قطر، لاحقاً هذا الأسبوع.
ولكن ترامب حذر من عواقب وخيمة إذا لم تُفرج حماس عن 100 أسير إسرائيلي متبقين، وتأكيده على أن “الأمر لن يكون جيداً الطرفين، بصراحة…”. وأكد أن “أبواب الجحيم ستُفتح في حال عدم التوصل إلى اتفاق قبل توليه مهام منصبه”.
نقل تقرير صحيفة نيويورك تايمز أن تصريحات دونالد ترامب، والتي أدلى بها يوم الأربعاء، أثارت ردود فعل قوية في مختلف أنحاء غزة. اعتقد بعض المدنيين أن هذه التصريحات تعني أن الفلسطينيين هم من سيعاقبون إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن الأسرى قبل موعد تنصيب الرئيس ترامب.
تاريخ سياسي مقلق
تحدث العديد من سكان غزة الذين تم لقاءهم من قبل الصحيفة عن مخاوفهم من استمرار ترامب في اتباع سياسات داعمة لإسرائيل، كما فعل خلال ولايته الأولى بين عامي 2017 و2021.
خلال تلك الفترة، قام ترامب بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة، وأعطى اعترافًا بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان، التي احتلتها من سوريا في عام 1967.
يشعر الفلسطينيون والعرب بالقلق من أن ترامب لن يتخذ خطوات لمنع إسرائيل من ضم المزيد من الأراضي في الضفة الغربية أو احتلال أجزاء من غزة على الأقل، وفقًا لما جاء في التقرير.