div class=”wysiwyg wysiwyg–blog-content css-1vkfgk0″ aria-live=”polite” aria-atomic=”true”>لماذا نتفاول من الدهشة والمعجب لما يقوم به خصوم هذه الجماعة؟
ما يقوم به عدوك، هو أمر لازم له في هذه الحالة، وهو تعبير عن طبيعة التضارب، وتأدية لشيء من “واجبه”، هل نظمنا أولوياتنا وفهمنا طبيعة التضارب وأدينا جزءا من واجبنا؟
استفزاز الشكوك وتوزيعها، وتنشيط الرغبات وتجميلها، وتدشين مؤسسات مدعومة ومحتضنة لهذا المشروع، أمر لا يستحق الدهشة، بل الدهشة كل الدهشة، أن ينتشر هذا السموم في جسد أهل السنة، وهم في استرخاء كامل، تحت وطأة التخدير العقلي الذي يقوم به – مع كل أسف – بعض الفكراء من
تقوم جلدهم، وتشويه بوصلتهم لكي تدل على أخطار ثانوية، وصراعات فرعية.
جميع المبادرات المعادية لأمتنا وعقيدتها وحضارتها وتاريخها، والتي تهدف للسيطرة على جغرافيتها وثرواتها، تجد لها أفرادًا يتمتعون بمستوى عال من “الجدية” في الهدم الذي يرونه بناء، ويتميزون بقدرات متميزة من الإدراك والوعي والتعاون والتفاني.
أما نحن فما زلنا نتحاور في دوائر فارغة حول مسائل فقهية صغيرة، ونقاشات عقائدية جانبية، وصراعات تاريخية مجدلة، وتسوية حسابات حزبية وعصبية، كلما فقدت الدهور آفاقها، أعيدت إليها نفوسنا الصغيرة، روحًا جديدة.
ينبغي على رجال هذه المرحلة، إعادة التفكير في طبيعة الصراع وفقًا لتطورات الواقع، واستكشاف القدرات “بعيدًا عن الشهرة”، وتوحيد الجهود وتوجيهها نحو رؤية حضارية موحدة
بعض ممن نُسميهم “فلاسفة” تراجعوا فكرهم، وانشغلوا بتحصين المصطلحات الغريبة، وإحياء الآراء الزائفة، ومواجهة الكبار، واستغلال قوة التعبير في إخفاء عيوب المنتج، وعندهم قول: “خالف تعرف”، فكانوا كمن خطف من بئر زمزم “طلبًا للشهرة”. كانت أفكارهم المشوشة سببًا في إفساد مياه المعرفة الإسلامية الأصيلة، فلم يحصلوا على الشهرة كما أرادوا، ولم يكونوا الذين تركوا معين أهل السنة صافيًا.
وبعض ممن نُسميهم “علماء” فقدت منهم الرؤية الشاملة، وتعمقوا في تفاصيل الدراسات الشرعية، تحليلا وشرحًا وتعليمًا وتصنيفًا، فحينما يتحدث أحدهم عن الشأن العام، أو يتابع تطورات العصر؛ يأتون بأمور تثير شكوك الناس في توجيههم وإرشادهم.
ينبغي على رجال هذه المرحلة، إعادة التفكير في طبيعة الصراع وفقًا لتطورات الواقع، واستكشاف القدرات “بعيدًا عن الشهرة”، وتوحيد الجهود وتوجيهها نحو رؤية حضارية موحدة، تخلق مسارات ومشاريع عمل وخطط إنتاج مثمرة، فإذا كان غياب هذا المشروع، فهو بمثابة داء من الأمراض، إن لم يكن جذور المعضلة.
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.