نشرت صحيفة “إلباييس” الإسبانية تقريرًا يروي معاناة الفتى الفلسطيني نزار المنسي، الذي فقد ساقيه وأصبح معتمدًا على كرسي متحرك نتيجة قصف إسرائيلي استهدف مخيم المغازي وسط قطاع غزة في أبريل/نيسان الماضي. وعلى الرغم من تدهور حالته، فإن نزار لا يزال يتطلع لتحقيق أحلامه.
تحت عنوان “من قنابل غزة إلى مدريد.. آمال الفلسطيني نزار في المشي مجددًا”، أفادت الصحيفة بأن نزار (17 عامًا) موجود حاليًا في مدريد بعد أن تم نقله مع عدد من القاصرين الآخرين من مصر إلى إسبانيا للحصول على العلاج.
كما ذكرت الصحيفة أن نزار هو واحد من 14 قاصرًا تم إجلاؤهم بواسطة إسبانيا مع بعض أقاربهم إلى خمس مناطق، من بينها مدريد. وأوضحت أن الخطّة الأصلية كانت تقضي بإجلاء القاصرين من قطاع غزة، لكن بإغلاق معبر رفح، كانت السلطات مضطرةً لتفعيل خطة بديلة تعتمد على نقل المصابين والمرضى إلى مصر.
وأفادت وزارة الصحة الإسبانية أن هؤلاء الذين تم إجلاؤهم يتلقون دعمًا في المجالات التعليمية والاجتماعية والاقتصادية خلال فترة إقامتهم، التي تُقدّر بثلاثة أشهر، مع إمكانية تمديدها حسب تطور حالتهم الصحية والنفسية.
نقل التقرير عن نزار قوله خلال وجوده في مكتب “مؤسسة الهيئة الكاثوليكية الإسبانية للمهاجرين”، التي تشارك في خطة إجلاء وعلاج القاصرين المصابين بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة: “كل عام نتعرض للقصف ويقتل الكثيرون. كنت أعلم أنني قد أكون أحدهم”.
روى الفتى الفلسطيني كيف أصيب في الهجوم الإسرائيلي الذي أسفر عن استشهاد 11 شخصًا، بينهم أحد أشقائه، وكيف قرر الأطباء بتر ساقيه المتضررتين. وأخبر نزار، الذي كان يرتدي قميصًا أحمر ووشاحًا يحمل ألوان العلم الفلسطيني، أنه استفاق بعد تسعة أيام ليجد نفسه في المستشفى، مضيفًا: “حاولت الاعتراض، لكن العلاج كان ضروريًا”.
عندما كان نزار في غزة، ذهب إلى مخيم المغازي للبحث عن الطعام بناءً على طلب والده. وسار تحت تهديد بنادق الجيش الإسرائيلي ورافعًا راية بيضاء أثناء حمله حقيبة صغيرة، رغم الشتائم وتهديدات الجنود.
وأوضح نزار، الذي رافقته والدته وشقيقه الأصغر إلى إسبانيا، أنه كانوا يقضون أسابيع طويلة دون الحصول على أي شيء. واستطرد قائلًا: “عانت أمي بشدة، وعندما وصلنا إلى إسبانيا كانت متوترة بسبب اللغة والطعام والثقافة، لكنها استعادت هدوءها مع مرور الوقت”.
نقلت “إلباييس” عن آلدا ريكاس، مستشارة وزيرة الصحة الإسبانية، أن بعض الغزيين الذين تم إجلاؤهم يرغبون في العودة إلى مصر على اعتبار أن لديهم أقارب ما زالوا في غزة، ويريدون أن يكونوا قريبين منهم، بينما آخرون يفضلون البقاء في إسبانيا التي ستتيح لهم طلب اللجوء.
أما بالنسبة لنزار، فإنه لم يتخذ قرارًا نهائيًا بعد. فهو يشعر بالراحة في إسبانيا، لكن لديه شوق إلى وطنه ويرغب في العودة إلى غزة في وقت ما.
الأسبوع المقبل قد يكون محوريًا في حياة نزار المنسي، حيث تنتظره عملية جراحية تعدّ الخطوة الأولى نحو تزويده بساقين صناعتين، متبوعة ببرامج تأهيلية على أمل أن يستعيد قدرته على المشي. ورغم كل ما مر به، لم ينسَ الفتى هواياته، حيث يطمح في استئناف السباحة وممارسة كرة القدم، ويأمل أيضًا أن يصبح لاعب ألعاب فيديو وفتح قناته الخاصة على منصة يوتيوب.
رابط المصدر