تنشيط الجهاز المناعي الفطري قد يؤدي إلى السرطان
أظهرت دراسة أميركية جديدة دور الجهاز المناعي الفطري المزدوج، حيث يعمل كحارس ضد مسببات الأمراض، لكنه قد يسهم أيضاً في الإصابة بالسرطان عندما يتعرض لتنشيط مستمر بسبب عدم استقرار الجينوم.
تشير النتائج إلى أن الإشارات المناعية تلعب دورًا رئيسيًا في الحفاظ على استقرار الجينوم أثناء تضاعف الحمض النووي. كما تضيف هذه النتائج رؤى هامة لفهم البيولوجيا البشرية، وقد تسهم في معالجة الأمراض.
العلاقة بين تنشيط الجهاز المناعي والسرطان
قادت الدراسة، التي أعدها الدكتور هيكسياو وانغ من «مركز ميموريال سلون كيترينغ للسرطان» في نيويورك، إلى اكتشاف صلة بين الإشارات المناعية الفطرية وتطور الأورام في أنسجة الثدي. ووجد الباحثون أن التنشيط المزمن للجهاز المناعي قد يرفع من فرص الإصابة بالسرطان.
ركزت الدراسة على بروتين يُعرف بمركب بروتين إصلاح كسور الحمض النووي، والذي يلعب دوراً في استشعار وإصلاح أي عطل في الحمض النووي.
تأثير الطفرات البروتينية على تطور الأورام
تلاعب الباحثون بالنسخ من هذا البروتين في عضويات أنسجة ثديية مزروعة في المختبر، حيث أظهرت النتائج أن الفئران التي تحمل نماذج متحورة من البروتين طورت أوراماً بنسبة 40%، بالمقارنة مع 5% فقط للفئران الطبيعية.
كما كانت الأورام الناتجة عن هذه العضويات المتحورة أكثر عدوانية، مما يشير إلى أن فقدان وظيفة هذا البروتين لا يزيد من احتمال الإصابة بالسرطان فحسب، بل قد يسهم في ظهور أنماط سرطانية أكثر توغلاً.
دور نقص البروتين في عدم استقرار الجينوم
استندت هذه النتائج إلى دراسة سابقة، حيث أظهرت ارتباطاً بين نقص هذا البروتين وتنشيط الاستجابة المناعية. وعندما يكون البروتين غير نشط، يتراكم الحمض النووي في سيتوبلازم الخلايا، مما يؤدي إلى تنشيط غير طبيعي للجهاز المناعي.
تشير هذه الاكتشافات إلى أن الجهاز المناعي يعمل على استجابة غير طبيعية عندما يعاني الجينوم من عدم الاستقرار.
إمكانات العلاج المستقبلية
تسجل الدراسات الجديدة تقدماً في فهم كيفية حماية البروتين المعني للجينوم عند تكاثر الخلايا، وكيف يمكن لنقصه أن يحفز الجهاز المناعي بطرق قد تؤدي إلى تعزيز السرطان.
يمكن أن تؤدي هذه الفهمات إلى استراتيجيات علاجية جديدة تهدف إلى تقليل تنشيط المناعة المزمن، مما يساعد في منع تطور الأورام ويقدم خيارات علاجية مبتكرة.