فوبيا السرة: بوابة أسرار الجسم المخفية
26/12/2024
–
|
آخر تحديث: 26/12/202411:51 م (بتوقيت مكة المكرمة)
لا يعرف الكثيرون طبيعة وظيفة “السرة” وأهميتها في الجسم بعد الولادة. السرة هي الأنبوب الذي يربط الجنين بأمه وينقل له الأكسجين والعناصر الغذائية داخل الرحم، ثم ينقطع ليبقى كجذع صغير يسقط بعد أسبوع إلى أسبوعين من الولادة. وتتفاوت علاقة الناس بالسرة، فمن يعاني من “فوبيا السرة” إلى من ينسى وجودها، رغم أن السرة تخزن معلومات مهمة تشير إلى الحالة الصحية للجسم والأعضاء الداخلية.
أسرار “السرة” وتأثيرها على الجسم
تعتبر السرة بمثابة بوابة لجدار البطن، حيث لا يقتصر دورها على نقل الأكسجين للجنين، بل تساعد أيضًا في خروج الأمعاء من التجويف البطني خلال نمو الجنين. وعند حدوث أي خلل في هذه العملية، قد تظهر حالات مثل “الفتق السري” لدى بعض الأفراد. كما أن السرة ترتبط بالمثانة عن طريق أنبوب يُغلق تلقائيًا بعد الولادة، وقد تؤدي تشوهات في هذا الأنبوب إلى تسرب البول من السرة، مما يفسر شعور بعض الأشخاص بالرغبة في التبول عند لمس السرة.
تقع الأمعاء خلف السرة مباشرة، وغالبًا ما تتخذ السرة أشكالًا مختلفة من بينها:
- الشكل الأفقي
- الشكل الرأسي
- الشكل الدائري
- الشكل البيضاوي
- السرة على شكل حرف “تي” (T)
- شكل المصباح
مع مرور الزمن، يمكن أن تتحول السرة إلى ما يشبه “حصالة” حيث أظهرت دراسة علمية في عام 2018 أن حركة التنفس المستمرة تؤدي إلى احتكاك دائم بين الملابس والمنطقة المحيطة بالسرة، مما يؤدي إلى تراكم الوبر، الشعر، الجلد الميت، والغبار، والزيوت. إذا لم تُنظف السرة بشكل منتظم، قد تظهر حالة تُعرف بـ”تحجر السرة”، حيث تتجمع الأوساخ في تجويف السرة على مدى فترة زمنية طويلة.
فوبيا سرة البطن
فوبيا السرة، أو “الأومفالوفوبيا”، تُعتبر نوعًا من اضطرابات القلق التي تُسبب للمصاب شعورًا شديدًا بالتوتر عند التفكير في سرة البطن أو رؤيتها. يعاني الأشخاص المصابون بهذه الحالة من صعوبة في النظر إلى سرتهم أو لمسها، سواء كانت سرتهم أو سرة شخص آخر، مما يؤثر سلبًا على حياتهم اليومية.
غالبًا ما يتجنب المصابون بالأومفالوفوبيا أماكن مثل حمامات السباحة والشواطئ وغرف تغيير الملابس، إذ ينزعجون بشكل خاص من أي موقف قد يُعرضهم لرؤية سرة البطن. تشمل الأعراض المرتبطة بهذه الحالة ما يلي:
…
- جفاف الفم
- الرجفة
- التعرق
- ضيق التنفس
- اضطراب المعدة والغثيان
- ضيق الصدر
- سرعة ضربات القلب
هذا ما تخبرك به السرة عن حالتك الصحية
يعتبر الخوف من المشكلات المرتبطة بالسرة مبرراً، نظرًا للإشارات الصحية التي قد تدل على أمراض متنوعة لا تتعلق مباشرة بالسرة نفسها، منها:
خروج الدم من السرة عند السيدات: قد يُشير إلى حالة تُعرف باسم “مرض بطانة الرحم السُري”.
ظهور تورم أو عقيدات جديدة في السرة: قد يكون علامة على “السرطان النقيلي” الذي يدل على انتشار السرطان إلى أنسجة السرة.
انتفاخ الأوردة الصغيرة حول السرة: حين تظهر بشكل “رأس ميدوسا”، قد تشير إلى مشاكل في الكبد.
خروج البول من السرة عند حديثي الولادة: يدل على وجود تشوهات أو مشكلات في الأنابيب التي تربط المثانة بالسرة.
الإصابة بداء السكري: وفقًا لدراسة أجريت عام 2014، يُزيد مرضى السكري من خطر الإصابة بعدوى في منطقة السرة، مثل عدوى الخميرة، نتيجة ضعف جهاز المناعة.
مشكلات السرة
قد تعاني السرة من العديد من المشكلات الصحية، مثل العدوى الناتجة عن البكتيريا أو الفطريات التي تنمو بشكل مفرط، مما يسبب التهابًا وخراريج. تشمل الأعراض المرتبطة بهذه المشكلات:
- إفرازات سميكة بألوان مختلفة، مثل الأصفر أو الأخضر أو الأبيض.
- ألم أو تورم في منطقة السرة.
- رائحة كريهة ناتجة عن العدوى.
لذا، يبقى الاهتمام بنظافة السرة ومحاولة العناية بها ضروريًا لتجنب هذه المشكلات الصحية.
كيفية تنظيف السرة
قد تكون الرائحة الكريهة والملمس اللزج للسرة طبيعية، وذلك غالبًا نتيجة تراكم الأوساخ والوبر والجلد الميت الذي يختلط بالبكتيريا والفطريات. ومع ذلك، ينبغي الانتباه لبعض الحالات التي قد تدل على مشكلات صحية تتطلب رعاية طبية.
للحفاظ على نظافة السرة وصحتها، يُنصح بما يلي:
- تنظيف السرة بلطف باستخدام صابون مضاد للبكتيريا.
- إزالة الأوساخ المتراكمة باستخدام ملقط صغير عند الضرورة.
- استخدام محلول ملحي لتقليل التحجر قبل شطفها.
- تجفيف السرة جيدًا بعد الاستحمام لمنع الرطوبة والعدوى.
- تجنب استخدام مستحضرات التجميل والمرطبات داخل السرة.
- ارتداء ملابس فضفاضة من ألياف طبيعية لتجنب التهيج.
- الامتناع عن ثقب السرة لتقليل خطر العدوى.
يساعد اتباع هذه الإرشادات على الحفاظ على نظافة السرة وتقليل احتمالية الإصابة بالعدوى.